الوقت- منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وقفت حركة أنصار الله وقفة جادة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتضامنت معه في مواجهة العدوان الصهيوني، لم يكن هذا التضامن مجرد كلمات أو إعلانات، بل كان هناك تطورات ملموسة على الأرض، حيث سخرت القدرات العسكرية اليمنية، بما في ذلك الصواريخ والطيران المسير، في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وكذلك استهداف البوارج الأمريكية الموجودة في المياه، هذا الاستهداف له دور كبير في محاصرة الكيان الصهيوني.
خلال هذه الفترة، طرحت العديد من الدول الغربية عدة مقترحات على حركة أنصار الله، بما في ذلك الإغراءات المادية، لكن الحركة لم تقبل إلا أن تقف مع أبناء الشعب الفلسطيني، وتدافع عن حقوقهم وحرياتهم، هذا الموقف الجريء والصارم يُظهر مدى التزام حركة أنصار الله بقضية فلسطين، ورفضها الشديد للعدوان الصهيوني.
حركة أنصار الله ترفض مقترحاً أمريكياً
رفضت حركة أنصار الله مقترحاً أمريكياً لوقف استهداف السفن الصهيونية والبوارج الأمريكية، وفي هذا الصدد قالت المصادر: إن الاقتراح الأمريكي، الذي تم نقله إلى أنصار الله، يشمل إزالة اسم أنصار الله من قائمة الإرهاب الأمريكية، والدعم المالي للحركة مقابل وقف هجمات الجيش اليمني في البحر الأحمر، وأضافت المصادر: إن الاقتراح الأمريكي لا يشمل الاعتراف بسلطة الحركة على صنعاء، مقابل وقف هجمات الجيش اليمني في البحر الأحمر.
في وقت سابق، قال محمد البختي، وهو عضو في المكتب السياسي لأنصار الله: إن الحركة قد تلقت مقترحات من واشنطن، بما في ذلك الاعتراف بحكومة صنعاء، مقابل وقف هجمات الجيش اليمني في البحر الأحمر، وأضاف: إن الحركة قد تلقت مقتراحات من واشنطن، بما في ذلك الاعتراف بسلطة الحركة على صنعاء، مقابل وقف هجمات الجيش اليمني في البحر الأحمر.
دعم الشعب الفلسطيني فوق كل الإغراءات
اليمنيون لن يتنازلوا عن دعم الشعب الفلسطيني، مهما كانت الإغراءات التي يقدمها الأمريكيون وحلفاؤهم، فالقضية الفلسطينية هي القضية الأصلية، ولطالما فلسطين محتلة، لن يرى العدو الصهيوني وأمريكا إلا المقاومة الشرسة، فاليمنيون وقفوا منذ البداية ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، واستمر اليمن في دعم الشعب الفلسطيني، وسيظل يدعم القضية الفلسطينية، فبالرغم مما يمر به اليمن، إلا أنه لا يمكن أن يترك غزة ترزخ تحت ضربات الكيان الصهيوني.
في السياق نفسه أعلن اليمن مرارا وتكررا أن جميع القدرات العسكرية التي يملكها مسخرة لنصر فلسطين، وأن هذا هو الموقف الحقيقي للشعب اليمني مما يجري في غزة من عدوان صهيوني.
وفي هذا السياق يمكن القول إن اليمنيين يؤكدون أن دعمهم لفلسطين هو دعم حقيقي وواضح فلا مجال للاقتراحات الأمريكية التي تحاول أن تثني اليمن عن القيام بدوره ووقوفه إلى جانب أبناء غزة وفلسطين بشكل عام فكل المقترحات الأمريكية تقابل بالرفض.
المخطط الأمريكي الخبيث لتصديع الجبهة المقاومة باء بالفشل
كشفت الأحداث الأخيرة عن الوجه القبيح للمخططات الأمريكية الهادفة إلى إضعاف جبهة المقاومة وتفكيك وحدتها، فبعد محاولات متكررة لفصل معركة فلسطين عن سائر ساحات المواجهة، وعرقلة جهود دعم المقاومة الفلسطينية، جاء الرفض الحاسم من قبل حركة أنصار الله في اليمن ليؤكد عمق الوعي الوطني لدى هذه الحركة، ووعيها بالمؤامرات التي تحاك ضد الأمة.
لقد حاولت الإدارة الأمريكية، عبر وساطات متعددة، إقناع حركة أنصار الله بوقف استهداف السفن الصهيونية والبوارج الأمريكية مقابل إزالة اسم الحركة من قوائم الإرهاب وتقديم دعم مالي لها، إلا أن هذه الحركة، ببصيرتها الثاقبة وإيمانها الراسخ بالقضية الفلسطينية، رفضت هذا الاقتراح المشبوه، مؤكدةً على أن دعم المقاومة الفلسطينية واجب ديني ووطني لا يتجزأ.
إن هذا الرفض القاطع يؤكد على أن معركة فلسطين هي معركة كل الأمة، وإن المقاومة الفلسطينية ليست معركة منفصلة، بل هي جزء لا يتجزأ من الصراع العام مع المشروع الصهيوني الأمريكي، كما يؤكد على أن محور المقاومة متماسك ومتحد، وأن أي محاولة لتصدعه ستبوء بالفشل الذريع.
وحدة لا تُقهر.. جبهات الإسناد
تُشكل وحدة المقاومة في المنطقة العربية والإسلامية ظاهرة متفردة في تاريخ الصراعات المعاصرة، فبعد عقود من الحروب والصراعات الداخلية، برزت جبهة موحدة تواجه العدو الصهيوني وتدعم القضية الفلسطينية، حيث تلعب جبهات الإسناد دورًا محورياً في هذه الوحدة، وتقدم الدعم العسكري والسياسي والمالي للمقاومة الفلسطينية، وتشكل قوة ردع للعدو.
تُعتبر غزة نموذجًا حيًا لصمود الشعوب وتضحياتها في سبيل الحرية والاستقلال، فبعد حروب متكررة وحصار خانق، لا تزال المقاومة الفلسطينية تصمد بفضل الدعم المتواصل من جبهات الإسناد، هذه الجبهات التي تمتد من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى إيران وسوريا، تشكل شبكة متكاملة تعمل على إضعاف العدو الصهيوني وتقويض أمنه.
وهنا تكمن أهمية جبهات الإسناد في تقديم الدعم العسكري وتزويد المقاومة الفلسطينية بالأسلحة والذخيرة والخبرات العسكرية اللازمة لمواجهة العدو، تعمل هذه الجبهات على رفع الوعي بالقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وتكشف جرائم الاحتلال، وتسعى إلى كسر الحصار المفروض على غزة، وتنسق جبهات الإسناد فيما بينها لتحديد الأهداف المشتركة وتوزيع الأدوار، ما يزيد من فعالية مقاومتها، نعم لقد شكلت جبهات الإسناد قوة ردع للعدو الصهيوني، حيث تجعله يفكر ألف مرة قبل شن أي عدوان على غزة أو أي منطقة أخرى.
في الختام تؤكد مواقف حركة أنصار الله الثابتة تجاه القضية الفلسطينية عمق الوعي الوطني والقومي لدى هذه الحركة، ومدى إدراكها لأهمية الوحدة المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني، وإن رفض الحركة للمقترحات الأمريكية والإصرار على دعم المقاومة الفلسطينية يمثل تحولاً نوعياً في مسار الصراع، ويضع تحديات جديدة أمام الإدارة الأمريكية وحلفائها في المنطقة.
من خلال تحليل هذه الأحداث، يمكننا استخلاص عدة نتائج مهمة: أولاً، أن محور المقاومة يمثل قوة صاعدة في المنطقة، وأن أي محاولة لتقويض هذا المحور ستواجه مقاومة شرسة، ثانيًا، أن القضية الفلسطينية لا تزال تشكل القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وأن أي حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يكون قائماً على أساس العدالة وإنهاء الاحتلال، ثالثًا، أن الدعم الشعبي للمقاومة الفلسطينية يتزايد باستمرار، وأن أي محاولة لتغييره ستبوء بالفشل.
وهنا يمكن القول إن موقف حركة أنصار الله يعكس إرادة الشعوب العربية والإسلامية في التحرر من الهيمنة الأمريكية والصهيونية، وإن هذا الموقف يمثل مصدر إلهام للشعوب المظلومة في العالم، ويشكل تحديًا كبيرًا للقوى الاستعمارية.