الوقت- كشفت "يديعوت أحرونوت" الصحيفة العبرية، عن ارتفاع عدد الجنود الإسرائيليين الذين يعانون مشكلات من جراء الحرب الطويلة على كل من قطاع غزة ولبنان، على صعيد الصحة العقلية.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إقدام 6 جنود من "الجيش"، شاركوا في الحرب على كل من قطاع غزة ولبنان، على الانتحار خلال الأشهر الأخيرة.
لكن هذا الرقم "هو رقم جزئي" لعدد الجنود المنتحرين، إذ إنّ "الجيش يرفض نشر العدد الكامل لهؤلاء، أو للذين حاولوا الانتحار"، بحسب ما أوضحته الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "التعرض للأهوال والظروف القاسية تضع حداً لحياة العديد من الجنود (عبر دفعهم نحو الانتحار)"، محذّرةً من أنّ "مدى الأزمة العقلية سيصبح واضحاً بعد انتهاء الحرب".
في السياق نفسه، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر عسكري رفيع المستوى ما كشفه بشأن "حصول زيادة في عدد الجنود الذين يسعون للحصول على مساعدة في مجال الصحة العقلية، بما في ذلك في عيادات الصحة العقلية التي افتتحها الجيش".
وأشار المصدر العسكري للصحيفة إلى أنّ هذا الأمر تم "في الأسابيع الأخيرة، وخصوصاً في الأسبوعين الأخيرين، عندما خفّت وتيرة القتال في قطاع غزة، وغادر العديد من القوات من لبنان".
من مشاهد عن تصدي حزب الله لمحاولات توغل "الجيش" الإسرائيلي في منطقة الحمامص، جنوبي بلدة الخيام، في 28 أكتوبر 2024 (الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان)
حزب الله: استهداف تجمعات الاحتلال عند الأطراف الشرقية للخيام.. وقواعد في حيفا وعكا والجولان
وأشار إلى أنّ عدد هؤلاء الجنود هو "بالآلاف، ومعظمهم من الذين تم إجلاؤهم مؤخراً"، مؤكداً أنّ سيكون ثمة أعداد أكبر للتعامل معها لاحقاً، بحيث تم تشخيص البعض بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة، من جراء الحرب الطويلة، "التي استمرت 14 شهراً، لا شهراً واحداً، كمعظم الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل".
كذلك، ووفق ما أوردته الصحيفة، تشير تقديرات مختلفة في "الجيش" إلى أنّ نحو 15% من المقاتلين النظاميين، الذين غادروا قطاع غزة، وتم علاجهم نفسياً، لم يتمكنوا من العودة إلى القتال.
وفي حين أنّ هذا الرقم يمثّل "بضع مئات فقط، فإنّ هذا يثقل كاهل النقص من القوى البشرية في الألوية والكتائب، ليس على صعيد القتلى والمصابين جسدياً فقط، بل أيضاً المصابين نفسياً".
"يديعوت أحرونوت" ذكرت أيضاً أنّه "تم تسريح عدد من الجنود من كل وحدة في الجيش تقريباً، قاتلت في قطاع غزة ولبنان، على خلفية أسباب تتعلق بالصحة العقلية"، وفقاً لشهادات حصلت عليها.
وتابعت بأنّ هناك العديد من الجنود الذين "يرغبون في ترك القتال"، إلا أنّهم "يواجهون صعوبات بسبب نقص الجنود الذي يعانيه الجيش، والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".
وأضافت الصحيفة أنّه تم قبول أكثر من 12 ألف جندي جريح بصفتهم معوّقين، منذ بداية الحرب، في كل شهر من العام الماضي، حيث تم استقبال نحو 1000 منهم شهرياً، وذلك نقلاً عن البيانات التي أصدرتها وزارة الأمن الشهر الماضي.
كما حذّرت من أنّ هذا الأمر "يمزّق اللحم الحي للقوة البشرية المقاتلة في الجيش الإسرائيلي، عندما لا تلوح نهاية القتال في الأفق"، إذ إنّ تقديرات كبار المسؤولين في قسم إعادة التأهيل في وزارة الأمن تفيد بأنّ عدد المعوّقين سيصل إلى 20 ألفاً، بحلول نهاية العام المقبل.