الوقت - أبو عبيدة الشافعي” و”أبو عز الدين” يمثلان “حالة أردنية مستجدة” تماما ومهمة للغاية برزت في اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة وملف العلاقات الأردنية- الإسرائيلية المفتوحة على كل الاحتمالات، خلافا للوضع المتوتر والمتأزم أصلا، على أكتاف منطقة الأغوار حيث الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة.
صاحب اللقب الأول هو المدرس والمعلم الأردني عامر قواس، من مواليد عام 1999، متزوج ولديه عائلة، وصاحب اللقب الثاني هو مهندس شاب وخريج جامعي يعمل في القطاع الخاص، كلاهما قرر تنفيذ عملية “استشهادية” في منطقة الأغوار نصرة لغزة والمقاومة، وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان استشهاد القائد يحيى السنوار، ولعلها المرة الأولى تماما منذ عام 1994، التي تشهد فيها الأغوار عملية مسلحة منظمة وبنوايا استشهادية مسجلة عبر “وصية شرعية” على طريقة الاستشهاديين الفلسطينيين.
المهندس والمعلم كما يرد في منصات التواصل صديقان وتربطهما علاقة خاصة انتهت فيما يبدو باتخاذ قرار فردي بتنفيذ عملية إطلاق نار ومواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مستوطنة ملحقة بالبحر الميت.
ونشرت مواقع إخبارية، يوم الجمعة، تسجيلات مصورة للشهيدين حسام أبو غزالة، وعامر قواس منفذي عملية الأغوار البطولية والتي أدت لإصابة عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي جنوب البحر الميت.
وحملت وصايا الشهيدين اللذين ظهرا في تسجيلين منفصلين، رسائل ودعوات للشعب الأردني للنفير والانتفاض ضد الاحتلال الإسرائيلي، معلنين “كسر وفتح باب الجهاد بالإعلان عن أولى عمليات طوفان الأردن، واجتياز الحدود والإغارة على اليهود”.
وتساءل عامر قواس في تسجيله مخاطباً الأردنيين “ماذا ننتظر يا أبناء شعبنا؟، أين نخوتنا؟ هل انعدمت ضمائرنا.
وقال: “بعد عام طوفان الأقصى، والقتل والتشريد في غزة، وكمية الإجرام من المحتل الغاصب، وبعد إعداد ورباط دام 10 سنين، والصمت المجحف من الخذلان التام من العالم لأهلنا في غزة.. غزة العزة الصامدة الصابرة التي أذاقت العدو الويلات.. ماذا ننتظر يا شعبنا”.
وأضاف قواس: “هل ماتت ضمائرنا؟ نعيش اليوم في أطول حدود مع هذا الكيان المحتل، وقد ويعينا أن بلدنا الأردن بلد الرباط ومنها يخرج جيش التحرير، ما الذي يمنعنا؟ أين من هتف الموت في سبيل الله أسمى أمانينا؟ ماذا تعني عبارة والله لو يفتح باب الجهاد لنكون أول الحاضرين”.
وتابع مخاطباً أبناء شعبه: “هل تظن أنه سيأتي ملك من السماء ويمسك بيدك ويقول لك هيا فتح باب الجهاد.. باب الجهاد لم ولن يفتح، باب الجهاد يخلع”.
واستحضر قواس الفدائيين الأردنيين الذي قضوا في عمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي أمثال الجازي وعرندس والدقامسة والزواهر، محذراً من الاحتلال الإسرائيلي سيدخل الأردن إذا ما بقي على هذه الحالة من الاستكانة.
وخاطب الذين يقولون إن العمليات الفدائية من الأردن تدخل البلد في حروب خارجية، “نحن أبناء عشائر ونملك في قلوبنا حب الوطن أكثر من أن يزاود علينا، فنخوتنا تحتم علينا الانتقام لدم الجازي، ودماء المسلمين في غزة”.
وشدد أن العدو سيدخل الأردن، مشيرا إلى تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي بأن أعينهم على الأردن، “ماذا ننتظر أن يدخلوا بيوتنا ويقتلوا نساءنا.. لا والله نعاجلهم ونقلتهم قبل أن يعاجلونا”.
كما وجه قواس كلمة إلى علماء الأردن الذين نادوا بالإعداد، “هل سنبقى نعد طوال حياتنا، أم يحن وقت الجهاد؟!”.
وأهاب بأبناء الشعب الأردني أن يحملوا أسلحتهم وينطلقوا إلى الحدود اليوم وليس غدا والاشتباك مع العدو”، مؤكداً أن الجهاد والانتصار لدماء “إخواننا هناك واجب على كل مسلم أردني، وإنما الذي يمنعنا هو عجزنا وجبننا وحبنا للدنيا وكراهية الموت، فاكسر هذا الحاجز.. كفانا”.
وقال: “خطتنا أن نخرج من كل بيت أردني شهيد.. مشروعنا اليوم أن نخرج فرادى يا أبناء الشمال، يا أبناء الوسط، ويا أبناء الجنوب.. نحن أصحاب النخوة ولا نرضى بظلم، لا ننتمي إلى جماعة، وإنما تحركنا ضمائرنا وعيننا على القدس إن شاء الله”.
كذلك، اعتبرت حركة “حماس” عملية إطلاق النار التي استهدفت جنودا إسرائيليين قرب الحدود الأردنية “تطورا مهما وردا طبيعيا من أبناء الأمة العربية والإسلامية على جرائم إسرائيل".
وقالت الحركة في بيان: “عملية إطلاق النار البطولية قرب الحدود الفلسطينية الأردنية، واستهدفت جنود جيش الاحتلال الصهيوني، تطور مهم في معركة طوفان الأقصى”.
وأضافت: “عملية إطلاق النار تأتي في سياق الرد الطبيعي لأبناء الأمة العربية والإسلامية على جرائم الاحتلال الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني في كل أماكن وجوده، وهي رسالة تسطر بالرصاص ضد مجازر الاحتلال وعدوانه على غزة والضفة وكل ساحات المواجهة”.
وتابع: “تؤكد العملية أن نبض الشعوب العربية الحرة لن يتوقف، وسيظل مساندا لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، في التصدي لجرائم الاحتلال واختراق تحصيناته، وصولا إلى ردعه ودحره عن وطننا ومقدساتنا”.
ولفتت إلى أن “هذه العملية امتداد للبطولة التي يصنعها أبطال الأردن وشرفاء الأمة، وجميع الأحرار الذين يوجهون بنادقهم صوب الاحتلال”.
وتالياً أبرز العمليات التي نُفذت عبر الحدود الأردنية:
سائق شاحنة يقتل 3 إسرائيليين بمسدس
في الـ 8 من سبتمبر/أيلول 2024، قام الشهيد ماهر الجازي، والذي كان عسكرياً أردنياً متقاعداً، وعمل بعد تقاعده سائق شاحنة، بتنفيذ عملية إطلاق النار في معبر الكرامة، والتي قُتل فيها عبر المسدس ثلاثة إسرائيليين من حرس الحدود، قبل أن يُقتل خلال الاشتباك المسلح.
عملية إطلاق نار على جيب عسكري
في الـ5 من أبريل/نيسان 2024، أعلن جيش الاحتلال بأن مسلحاً أطلق النار على جيب عسكري بعد تجاوزه الحدود.
ووفقاً للاحتلال الإسرائيلي، فإن المسلح تمكن من العودة إلى الأراضي الأردنية دون أن تتمكن القوات الإسرائيلية من إصابته.
تفجير مخبز إيلات
في الـ29 من يناير/كانون الثاني 2007، تمكن محمد فيصل السكسك من سكان قطاع غزة، من التسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر الحدود الأردنية.
حيث تمكن الشهيد من الوصول إلى مدينة إيلات، وعند الاشتباه به من شرطة الاحتلال، قام بتفجير نفسه بمخبز في حي شمشون، ما أدى إلى مقتل 3 إسرائيليين.
عملية سونا الراعي عام 1997
في أبريل/نيسان 1997، تمكنت سونا الراعي من تهريب مسدس ربطته على ساقها أثناء اجتيازها الحدود الأردنية من جسر الملك حسين.
وأطلقت الراعي والتي كان عمرها 40 عاماً بذلك الوقت، النار على جنود الاحتلال وأصابت عدداً منهم، قبل اعتقالها.
وجاءت العملية انتقاماً لاستشهاد أخيها الذي قُتل على يد الاحتلال في الـ13 من أبريل/نيسان 1988، خلال فترة اعتقاله، وأفرج عن الأسيرة الراعي في الـ26 من أكتوبر/تشرين الأول 2008، بعد انتهاء محكوميتها التي وصلت إلى 12 عاماً.