الوقت - إن الكيان الصهيوني، الذي بذل خلال الأشهر الماضية كل جهوده لتدمير الصورة البطولية ليحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وادعى أنه كان يختبئ داخل أنفاق غزة ويحمي المدنيين، ومن خلال نشر الصور المتعلقة باللحظات الأخيرة من استشهاد أسطورة المقاومة الفلسطينية، فضح نفسه وكشف زيف ادعاءاته.
وفي هذا الصدد حذر محللون ومسؤولون صهاينة سابقون من أن اللحظات الأخيرة لاستشهاد يحيى السنوار ستجعل منه بطلا وأسطورة إلى الأبد.
يحيى السنوار سبب أسوأ يوم في تاريخ "إسرائيل"
قال حنان جيون، القائد السابق لوحدة 8200 استخبارات الكيان الصهيوني، وهي أكبر مركز تجسس للكيان: إن قدرة يحيى السنوار على تضليل "إسرائيل" وإبقاء عملية اقتحام الأقصى سرية مذهلة، وأضاف: سبب يحيى السنوار أسوأ يوم في تاريخ "إسرائيل" في الـ7 من أكتوبر 2023.
حماس ستواصل تطورها بعد يحيى السنوار
أعربت عينات هوشبيرج، الخبيرة في الجيوسياسية والأزمات في مركز الأبحاث الصهيوني، عن قلقها من تداعيات استشهاد يحيى السنوار، وحذرت من تصاعد التوتر وقيام الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وأكدت: اغتيال السنوار لا يمكن أن يعني الدمار أبدًا من حماس.
وقال جيل تيماري، محلل الشؤون السياسية في القناة 13 للكيان الصهيوني: إن حماس ستبقى حركة أيديولوجية وستستمر في النمو والتقدم بسرعة كبيرة.
في المقابل، اعترف ضباط استخبارات أمريكيون حاليون وسابقون بأن حركة حماس لا يزال لديها آلاف الجنود في الميدان، وحسب ما نقلته شبكة إم بي سي نيوز الأمكية، فإن هذه الحركة ستركز على تعزيز قدراتها بعد عام كامل من الحرب.
وأشار المحللون الصهاينة إلى أن اغتيال يحيى السنوار ليس إنجازًا استراتيجيًا لـ"إسرائيل"، وأكدوا أنه في العقود الماضية، لم يجلب اغتيال قادة الجماعات المناهضة لـ"إسرائيل" في غزة أو في أي مكان آخر سوى مزايا مؤقتة لـ"إسرائيل"؛ دون التسبب في الفشل الدائم لهذه المجموعات أو تغيير الحسابات.
يحيى السنوار قاتل حتى آخر قطرة دم في جسده وأصبح أسطورة
وقال "أوليفر ليفي" رئيس تحرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الصهيونية للشؤون الفلسطينية في هذا السياق: إن الصور التي نراها لمقتل يحيى السنوار ليست هي ما تراه حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله ومناصريهم، ويرون في يحيى سنوار رجلاً بطلاً قاتل حتى آخر لحظة وآخر قطرة من دمه، حتى عندما أصيب.
وأضاف: إن المشاهد التي يظهر فيها يحيى السنوار وهو يشتبك مع القوات الإسرائيلية في رفح وهو مصاب بشدة، حولته إلى أسطورة وبطل وأصبح شخصية عظيمة.
وقال هذا الصحفي والمحلل الصهيوني: إن اغتيال يحيى السنوار جعل منه بطلاً عظيماً لأجيال فلسطين القادمة، ولن تتمكن "إسرائيل" أبداً من فهم حماس وأبعادها.
وفي هذا السياق، قال غي أفيغاد، خبير ومحلل الكيان الصهيوني في شؤون حماس: إن هذه الحركة ستتمكن من إحياء بنيتها التنظيمية، يحيى السنوار كان مسؤولاً رفيع المستوى في حماس، لكنه قاتل كجندي في المعركة الطويلة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، ولهذا رسائل كثيرة.
وأكد: أنه لا يزال هناك الآلاف من القوات المسلحة التابعة لحركة حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة، الجماعات المناهضة لـ"إسرائيل" (محور المقاومة) هي مثل طائر الفينيق الذي ينهض من جديد ويحمل في كل مرة مفاجآت جديدة، وكما رأينا، بعد اغتيال عماد مغنية، الذي كان في الواقع مسؤولاً كبيراً في حزب الله، أصبحت بنية هذه الحركة أقوى بكثير من ذي قبل.
قال "دوير كريب" المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشاباك): إن على "إسرائيل" أن تفكر ملياً بعد اغتيال يحيى السنوار، والآن ليس الوقت المناسب للسعادة، وعلينا أن نتجه نحو مفاوضات تبادل السجناء.
وكان خليل الحية، أحد قيادات حماس، قد أكد رسميًا، أمس، نبأ استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة.
وأكد: الشهيد يحيى السنوار كان في الانتفاضة حتى اللحظة الأخيرة وظل صامدا في غزة وألهم روح الاستقرار، وإن استشهاد السنوار وغيره من القادة الفلسطينيين يزيد حركتنا ومقاومتنا قوة وصموداً وإرادة لمواصلة طريقهم.
وخاطب الحية الصهاينة وقال إن الأسرى الصهاينة لن يتحرروا أبدا؛ ما لم يتوقف العدوان، وينسحب المحتلون بشكل كامل من قطاع غزة ويطلق سراح الأسرى الفلسطينيين.