الوقت- في الأشهر العشرة الماضية، هاجم حزب الله الأراضي المحتلة في شمال فلسطين المحتلة، والتي تحتل نحو ثلث إجمالي مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونشرت وسائل إعلام صهيونية صورة تظهر كيف جعل حزب الله اللبناني ثلث الأراضي المحتلة غير آمنة للمستوطنين الصهاينة، وفي بعض الصور التي تم نشرها في مواقع التواصل الاجتماع، تم تحديد المناطق التي تعرضت لهجمات حزب الله في لبنان، الهجمات التي تسببت حتى الآن في خسائر فادحة وواسعة للكيان الصهيوني، أكبرها مئات الآلاف من الصهاينة النازحين.
ولكن هناك نقطة مهمة يجب الانتباه لها، فعلى الرغم من الضربات الشديدة والموسعة التي وجهها حزب الله للكيان الصهيوني في الأشهر العشرة الماضية، لم يتم إطلاق أي صواريخ ثقيلة أو موجهة على الأراضي المحتلة من قبل هذه الجماعة المقاومة، وقد استخدم حزب الله اللبناني في جميع هجماته صواريخ وقذائف من نوع الجيل الأول من الأسلحة التي لا تكون قوتها التدميرية وحجم نيرانها كبيرًا والسؤال الذي يثير الرعب والخوف بين الصهاينة هو: ماذا سيحدث إذا أراد حزب الله استخدام صواريخه من الجيل الثاني أو الثالث، ذات القوة التدميرية الأكبر بكثير والقادرة على الإفلات من الرادار؟
ووفقا للسلطات السياسية والعسكرية للكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة، فإن حزب الله اللبناني اليوم مجهز بأحدث وأقوى الصواريخ الباليستية التي تتمتع بمستوى عالٍ من القوة التدميرية وحجم النيران، وإذا كان السيد حسن نصر الله، أمر حزب الله اللبناني بإطلاقها باتجاه الأراضي المحتلة فستكون لها عواقب كارثية وخطيرة على الصهاينة.
حزب الله يطلق 200 صاروخ باتجاه الاراضي المحتلة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أيام، أن حزب الله اللبناني أطلق ما يصل إلى 200 صاروخ باتجاه الاراضي المحتلة، وفقا لما نشرته القناة 12 العبرية، وفى السياق نفسه قال مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، مصطفى عبدالفتاح: إن وزارة الصحة اللبنانية أعلنت في بيان لها عن إصابات على إثر الهجمات التي نفذها الاحتلال، والتي بلغت حالتين في قرى الجنوب، حتى الآن، بينما أعلنت عن مقتل شخص جراء هذه الهجمات التي نفذها الاحتلال على أماكن متفرقة من مدن وقرى الجنوب اللبناني بقطاعاته الثلاث الشرقي والأوسط والغربي.
وحسبما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية": فإن حزب الله أعلن منذ دقائق في بيانه الثالث منذ بداية هذه الهجمات والرد على المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، أن ما تدعيه وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها نجحت في صد إحدى الهجمات الذي كان الحزب في صدد تنفيذها خلال الساعات الماضية ادعاء كاذب"، وتابع: "حزب الله قال بأن هذه الإدعاءات من قبل قوات الاحتلال باطلة، وأن الحزب هو الذي بادر بالهجوم على مواقع حيوية ومستوطنات داخل الأراضي الإسرائيلية، وهذا سيتم تفنيده في كلمة للأمين العام لحزب الله، وسيتم تحديد ميعاد الكلمة في وقت لاحق اليوم".
ومن أبرز القواعد والثكنات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفها حزب الله:
قاعدة ميرون
تقع قاعدة ميرون الإسرائيلية على بُعد 8.5 كيلومترات من الحدود اللبنانية، وهي مختصة في المراقبة الجوية وتغطي المنطقة الممتدة باتجاه سوريا ولبنان وتركيا وشمال الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وردا على اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استهدف حزب الله قاعدة ميرون الإسرائيلية لأول مرة في يناير/كانون الثاني 2024 بصواريخ "غراد" و"كورنيت"، رغم نفي "إسرائيل" تأثر القاعدة، أكدت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله أن الهجمات حققت إصابات مباشرة في أنظمة التحكم والرادارات.
قاعدة عين زيتيم
تقع قاعدة عين زيتيم العسكرية شمال "إسرائيل" على حدود صفد، وتضم مقر قيادة الفيلق الشمالي، ومقر لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 الإسرائيلية، واستهدفت قوات حزب الله مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 بالقاعدة في 22 أبريل/نيسان 2024 بعشرات صواريخ الكاتويشا، ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على القرى الجنوبية.
قاعدة يردن
تقع قاعدة يردن وسط مرتفعات الجولان السوري المحتل، وتبعد عن الحدود اللبنانية مسافة 17.5 كيلومترا، وتضم القاعدة مقر قيادة الجمع الحربي لفرقة "هبشان 210" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب المخازن اللوجستية الاحتياطية الخاصة بالفرقة، ومقر فوج المدفعية الخاص بها، وتعرضت كتيبة الجمع الحربي في القاعدة للهجوم بسرب من الطائرات المسيّرة في 2 يونيو/حزيران 2024، ما أدى لتدمير رادار القبة الحديدية وتعطيله، وإيقاع عدد من القتلى والمصابين بين صفوف الجنود الإسرائيليين.
ثكنة راموت نفتالي
تقع ثكنة راموت نفتالي العسكرية شمال "إسرائيل" بالقرب من الحدود اللبنانية، وأخذت اسمها من سلسلة جبال راموت نفتالي، وقصف حزب الله الثكنة بصاروخ موجه في 5 يونيو/حزيران 2024، ودمر منصة القبة الحديدية فيها، كما استهدف الثكنة من جديد في 21 أغسطس/آب 2024 بصواريخ كاتيوشا.
قاعدة إيلانيا
قاعدة عسكرية تقع شمال "إسرائيل"، وتحديدا غرب مدينة طبريا، تتبع فرقة الاحتياط 146 التابعة لقيادة المنطقة الشمالية، وتضم باحة لإطلاق وهبوط المنطاد التجسسي "سكاي ديو"، إضافة لمقر إدارته والتحكم به، وتبعد عن الحدود اللبنانية نحو 32.5 كيلومترا، ويوم 17 مايو/أيار 2024 نشر حزب الله مقطعا مصورا لعملية رصد واستهداف المنطاد الإسرائيلي بمسيّرتين انقضاضيتين، ما أدى لتعطيل المنطاد.
قاعدة تسنوبار
قاعدة لوجستية تتبع قيادة المنطقة الشمالية في الجولان السوري المحتل، وتبعد عن الحدود اللبنانية نحو 18 كيلومترا، وتضم مركزا لذخيرة المدفعية التابع لوحدة التسليح الإقليمية الإسرائيلية، وتتدرب فيها قوات المشاة، والقاعدة مزودة بمنظومة قبة حديدية لحمايتها، وأعلنت قوات حزب الله يوم ال 17 من مايو/أيار 2024 قصف القاعدة بـ50 صاروخ كاتيوشا، كما شنت عليها هجوما آخر يوم 21 أغسطس/آب من العام نفسه.