الوقت - تؤرق فكرة الحرب الشاملة الكيان الصهيوني على الرغم من ترسانته العسكرية التي دمر بها غزة فهو يريد أن يبطش ويقتل دون أن يتجرأ أحد على الرد مستعينا بداعميه ويزداد تماديه يوما بعد يوم.
حتى أن فكرة الحرب الإقليمية تؤرق فكر دول المنطقة العربية وما زاد التوترات زيادة أمريكا لقواتها العسكرية في “الشرق الأوسط”، حيث تخشى من رد إيراني متوقع قد يؤدي إلى المزيد من التصعيد وتوسع الحرب في جميع أنحاء العالم.
ومع تأكيد إيران وحزب الله أن الرد آتٍ لا محالة، تروج معلومات في “إسرائيل” أنه قد لا يحدث إذا تم التوصل إلى اتفاق مع “حماس” على وقف الحرب في غزة في مفاوضات، الخميس، المرتقبة.
وكشف المُحلِّل السياسيّ في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، رفيف دروكر، النقاب عن أنّه تمّ تشديد الحراسة الشخصيّة على قادة الدولة العبريّة من أمنيين وسياسيين، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ أحد التقديرات التي تتّم مداولتها في المؤسسة الأمنيّة يتعلّق بمحاولة حزب الله ضرب (الكرياه)، وهو مجمع رئاسة هيئة الأركان العامّة بجيش الاحتلال، والواقع في مدينة تل أبيب، وبالإضافة لذلك، محاولة استهداف شخصياتٍ اعتباريّةٍ في الكيان، مُضيفًا إنّه لأسبابٍ أمنيّةٍ “اعتذر” رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي عن القيام بزيارة مستوطنة المطلّة، شمال "إسرائيل"، والتي باتت مستوطنة أشباحٍ.
وفي سياق متصل يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب يجتمعون عدة مرات منذ السابع من أكتوبر الماضي فيما وصف بـ"الحفرة" أو "كرياه" كما يسمّيها الإسرائيليون لبحث كل تفاصيل الحرب على قطاع غزة ومجرياتها ومستقبلها.
وتضم المنطقة الأوسع لـ"الكرياه" بشكل عام مقر الحكومة الإسرائيلية والقاعدة المركزية للجيش الذي يشمل وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة، وغرفة العمليات، والقوات الجوية والبحرية، ومكاتب أخرى للإدارة الحكومية.
في ذلك العمق يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ومجلس حربه لرسم خطط إدارة الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ووفق محللين سياسيين فإن اللافت ربما كان اتخاذ قرار إدارة الحرب من هذه الحفرة عوضا عن المركز الوطني لإدارة الأزمات الواقع في القدس الذي يتمتع بتقنيات عالية تجعله محميا من كل التهديدات والكوارث الطبيعية كالزلازل، بالإضافة إلى أنه محمي من التهديدات الحربية التي تُستخدم فيها القنابل النووية والكيميائية.
فالقيادتان العسكرية والسياسية في "إسرائيل" طوال السنوات التي مرّت، منذ تأسيس "إسرائيل" عام 1948، تخشى من أنْ يتم استهدافهما من قبل الأعداء أوْ استهداف وزارة الأمن ومبنى رئاسة أركان جيش الاحتلال، ولا سيما خلال الحروب والمعارك والعمليات، وقد تضاعف خوفهما وخشيتهما من ذلك، بعد عقود من مواجهاتها مع حركات المقاومة، ما دفعهم الى إنشاء مركز للقيادة العليا تحت الأرض مرتين، أسموه (ميتزفاه) أي الحفرة والبعض يسمي الحفرة الجديدة بـ (قلعة صهيون).
تتوقع "إسرائيل" ردا من إيران وحزب الله في أي لحظة، وتعد لصدّه برفع حالة الجاهزية العسكرية والصحية والداخلية؛ وذلك بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري البارز فؤاد شكر في لبنان.
حيث نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" تقريرا حول تقديرات أمنية في "إسرائيل" بشأن الرد المرتقب، فعلى الجبهة اللبنانية، تشير التقديرات إلى أن حزب الله "ينتظر فرصة عملياتية" للرد، وذلك من أجل انتزاع ثمن من "إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أن الحزب كان بإمكانه أن يضرب منذ مدة طويلة مواقع عسكرية إسرائيلية مثل مرابض الطائرات أو الأرصفة البحرية، لكنه ينتظر لحظة ملائمة للتنفيذ.
أما الرد الإيراني، فقالت الصحيفة إن طهران تحسب خطواتها بعناية وقد تسعى لتحدّي منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية وربما تحاول الهجوم من أماكن مختلفة في الوقت نفسه كاليمن والعراق.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال إن الجيش يطور قدراته باستمرار في ما يتعلق بالدفاع والهجوم.
وأضاف غالانت، خلال لقاء مع عدد من الطيارين في قاعدة تل نوف الجوية الإسرائيلة، إنه يجب التعامل مع الأمر على مستوى الطوارئ وإنه قد يحدث خلال ساعات.
من جهته، نقل موقع "بوليتيكو" الأمريكي أن تل أبيب تعاني من نقص الذخائر التي تحتاجها لصدّ هجوم كبير متوقع من حزب الله وإيران.
ولفت الموقع إلى أنه من غير الواضح إذا ما كان "جيران إسرائيل العرب سوف يتدخلون للمساعدة" كما حدث في أبريل/نيسان الماضي.
وفي سياق متصل أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً أطلق من قطاع غزة سقط قبالة سواحل تل أبيب، فيما أكدت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن الإطلاق.
وسمع صحفي في «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع دوي انفجار.
وقالت «كتائب القسام»، في بيان مقتضب: إنها قصفت «مدينة تل أبيب وضواحيها بصاروخين من طراز إم 90، رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد بحق أبناء شعبنا».
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي: «تم رصد قذيفة انطلقت من قطاع غزة سقطت في البحر وسط إسرائيل، وفقاً للبروتوكول، لم يتم إطلاق صفارات الإنذار، وفي الوقت نفسه، تم رصد قذيفة أخرى لم تخترق الأراضي الإسرائيلية».
ويعود تاريخ آخر الهجمات الصاروخية التي شنتها حركة «حماس» على تل أبيب إلى أكثر من شهرين.
وتنشغل وسائل الإعلام العالمية بما يدور في المنطقة من توتر بين إيران والكيان الصهيوني، على خلفية جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية اسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.