الوقت- في مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية، أكد إيتان جلبوع، محلل سياسي، أن الدبلوماسية الأمريكية تواصل جهودها للضغط على نتنياهو، رغم أن هذه التصرفات لا تتم في بعض الأحيان بطريقة ذكية، ولكن مع ذلك، فإن مفتاح اللعبة لا يزال في يد حماس، التنظيم الذي نجح في خداع الجميع.
وحسب هذا التحليل، فإن إدارة الرئيس بايدن كانت قلقة للغاية بشأن استقالة بيني غانتس وغادي آيزنكوت من حكومة الحرب، حيث اعتبرتهما بمثابة ثقل موازن للشخصيات المتطرفة في الائتلاف، مثل ابن غفير وسموتريتش، اللذين يطالبان بانتصار حاسم على حماس ويعارضان أي نوع من الاتفاق للإفراج عن الأسرى ويريدان طرد الفلسطينيين من غزة وعودة المستوطنات إلى هذه المنطقة.
ومن وجهة نظر هذا المحلل، فإن استقالة غانتس خففت سترة نتنياهو السياسية وربما ستدفع "إسرائيل" ثمناً باهظاً مقابل ذلك، فربما يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة المنطقة للتحقق من نوايا نتنياهو وخططه بعد خروج غانتس من حكومته.
وترى معاريف أن رموز التغيرات المحتملة في المواقف الأمريكية تجاه "إسرائيل" بعد خروج غانتس من الائتلاف واضحة تماما، بدءا من رحلة بلينكن إلى "إسرائيل" والمنطقة، وحتى القرار الذي أقرته الولايات المتحدة في مجلس الأمن واحتمال دخول الولايات المتحدة في مفاوضات مباشرة مع حماس لإطلاق سراح خمسة أمريكيين يحملون الجنسية الإسرائيلية المزدوجة هو إحدى هذه الحالات، التي ينبغي أن تضاف إليها جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق أمني مع السعودية بمشاركة "إسرائيل" أو من دونها.
وكشفت معاريف أيضًا أن الحكومة يجب أن تعتقد أن مصر وقطر كوسطاء لا يمارسان ضغوطًا كافية على حماس، لذلك توقع أنه إذا تم تنفيذ عملية إطلاق سراح الرهائن بنجاح، فسيتعين على حماس قبول المطالب العامة لأمريكا و"إسرائيل"، ويبدو أنها زودت "إسرائيل" بمعلوماتها الاستخباراتية بشأن عملية تحرير الرهائن الأربعة، والتي تأتي في إطار التزام الولايات المتحدة العام بالمساعدة في تحديد مكان وجودهم وإطلاق سراحهم.
وبعد تناول بعض الأمثلة فيما يتعلق بالجهود الأمريكية الصحيحة والخاطئة (من وجهة النظر الإسرائيلية)، كتب الكاتب في هذا الصدد: المشكلة هي أنه بسبب التحالفات المحدودة وقصيرة النظر، فإن نتنياهو مستعد لدفع الثمن اللازم للتوصل إلى اتفاق حل وسط مع أنها ليست السعودية، وهذا يجعل من الممكن لبايدن أن يتوصل إلى اتفاق مع السعودية دون "إسرائيل"، ومن ناحية أخرى، اليوم يجب على اليد اليمنى للحكومة أن تتحرك في صراع مع حلفائها "اليد اليسرى" ولهذا السبب يمنعون تحقيق أهدافها السياسية.
في المقابل، تشعر حكومة بايدن بالقلق من أن استقالة غانتس وضغوط بن جوير وسموتريتش كمعارضين لاتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار على نتنياهو وتهديدهم بالانسحاب من الائتلاف، ستدفع نتنياهو إلى رفض تنفيذه، رغم الموافقة على اقتراح بايدن، ورغم أنه من الواضح أن مفتاح اللعبة لا يزال في يد حماس، إلا أن هذه المنظمة ما زالت تخدع الجميع.