الوقت- قدم أمس أهارون هاليفا رئيس منظمة أمان في الجيش الإسرائيلي (إدارة مخابرات الجيش) استقالته من منصبه كرئيس لمنظمة أمان في رسالة إلى هيرتسي هاليفي رئيس الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، وسرعان ما أحدثت استقالة رئيس منظمة أمان ضجة كبيرة، وسرعان ما انتشرت مئات الأخبار عن الكيان الصهيوني، وستكون هذه أول استقالة لمسؤول عسكري إسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة.
وفي الأيام الأولى للحرب، اعترف بمسؤوليته عن فشل الـ7 من أكتوبر، وقال: لقد أكدت أن الـ7 من أكتوبر كان فشلاً استخباراتيا، لقد فشلنا في مهمتنا الأهم وأنا كرئيس أمان أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل، لكن السؤال هو لماذا، بعد 200 يوم من الحرب، وبينما تستعد "إسرائيل" لمهاجمة منطقة رفح وبدء معركة كبيرة، حاول هاليفا ترك رئاسة منظمة أمان؟
ورغم أن هاليفا تحدث في نص استقالته بطريقة تجعل السبب الرئيسي لهذه الاستقالة هو فشل الـ7 من أكتوبر، إلا أنه من الواضح أنه بعد هجوم الـ19 من أبريل (عملية الوعد الصادق)، تم توجيه المزيد من الضغوط والانتقادات إليه بينما تحولت حكومة نتنياهو ورؤساء التنظيم إلى أمنيين وعسكريين، وفي هذه الأثناء، كان من بين الأشخاص الذين تلقوا أكبر قدر من الانتقادات رئيس جهاز المخابرات في الجيش الإسرائيلي، وهو أحد المتهمين الرئيسيين في هزيمة الكيان الصهيوني في عملية الـ19 من أبريل، وعلى سبيل المثال، في الأسبوع الماضي، كتب بن دافيد، وهو مراسل صهيوني، على موقع صحيفة إسرائيل تايمز عن الفشل الاستخباراتي للكيان الصهيوني:
"في هذا الصدد، يبدو أن هذا فشل آخر لإدارة الاستخبارات الإسرائيلية، فكما نتذكر، فشل أمان أيضًا في التنبؤ بهجوم حماس في الـ7 من أكتوبر، وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان رئيس منظمة أمان (استخبارات الجيش الإسرائيلي)، الذي لم يكن من المتوقع أن يهاجم حماس أو إيران خلال فترة رئاسته، يمكن أن يتولى الدور المهم لمنظمة أمان، وهو دور التقييم الاستخباراتي هل يستمر؟"
ويمكن القول بوضوح إن السبب الرئيسي الأول للاستقالة المفاجئة لرئيس منظمة أمان لم يكن فشل الـ7 من أكتوبر، بل فشل الـ19 من أبريل والانتقادات التي نتجت عنه، لأنه رغم هذا الفشل كان هناك ولم يعد هناك أي مبرر للاحتفاظ به.
لكن السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان أهارون هاليفا هو المسؤول الوحيد عن فشل الـ19 من نيسان/أبريل، وكان عليه وحده أن يستقيل من منصبه؟ وهذه هي القضية التي ذكرها بوضوح في خطاب استقالته، وفي جزء من نص رسالة استقالته، كتب هاليفا: "أنا مقتنع أنه من أجل الحكومة والشعب والأجيال القادمة في "إسرائيل"، من الصواب تشكيل لجنة تحقيق حكومية يمكنها التحقيق بشكل عميق وشامل وللوقوف على كل العوامل والظروف التي أدت إلى الأحداث الصعبة هذه الأيام.
خطاب استقالة أهارون هاليفا
والنقطة التي يشير إليها هاليفا في هذه الفقرة هي تشكيل لجنة تحقيق حكومية، على غرار اللجنة التي تم إنشاؤها بعد حرب يوم الغفران في عهد جولدان مئير، وبعد حرب يوم الغفران عام 1973 ومفاجأة الصهاينة وقت بدء الهجوم العربي، تم تشكيل لجنة تحقيق حكومية، ما أدى إلى استقالة وإقالة جولدا مائير من منصب رئيسة وزراء الكيان الصهيوني.
وبالإشارة إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق حكومية، يشير هاليفا إلى أن المتسببين الرئيسيين في الوضع هم بنيامين نتنياهو، ويوآف غالانت، وهيرتسي هاليفي وغيرهم من صناع القرار في الحكومة، ومن الضروري تشكيل لجنة تحقيق حكومية مثل لجنة الحرب في يوم الغفران، وسيتم التعامل مع أخطاء نتنياهو وأعضاء حكومته، وفي النهاية ستتم إقالة نتنياهو.
ووفقا لمعارضي نتنياهو ومنتقديه، فإن السبب والدافع الرئيسي لمواصلة الحرب في غزة وإشعال النار مع حزب الله اللبناني، فضلا عن خلق التوتر مع إيران، هو تحقيق مكاسب شخصية والإفلات من العقاب والوقوع في لجنة التحقيق الحكومية، التي بعد يوم من انتهاء حرب غزة، فإنها تستمر في خلق التوتر بشكل مستمر، لأن نتنياهو ومن حوله يرون أن السبيل الوحيد للهروب من المساءلة هو إشعال نار الحرب في المنطقة.