الوقت – يستعد الصهاينة والفلسطينيون لأسبوع متوتر وعنيف، ولا يوجد أي مؤشر على وقف محتمل لإطلاق النار في غزة، وفي الوقت نفسه، أعلنت حماس الدعوة لمسيرة احتجاجية في جميع أنحاء العالم الإسلامي بمناسبة بداية شهر رمضان المبارك.
حتى قبل أسبوعين، بدا وقف الأعمال العدائية في غزة قبل شهر رمضان المبارك ممكنا، لكن الآمال تضاءلت منذ انتهاء المحادثات غير المباشرة في القاهرة دون إحراز تقدم في الأسبوع الماضي، وأكثر من أي شيء آخر، فإن جشع الجانب الصهيوني هو الذي أوصل المفاوضات إلى طريق مسدود، على الرغم من أن مسؤولي حماس أعلنوا استعدادهم قبول وقف إطلاق النار في حالة الانسحاب الكامل للمحتلين الإسرائيليين من غزة.
في كل عام خلال شهر رمضان، تصاحب سيطرة المحتلين الإسرائيليين على القدس صعوبة كبيرة، لأن مئات الآلاف من المصلين المسلمين يشاركون في صلاة الجماعة في المسجد الأقصى والمقدسات المحيطة به خلال شهر رمضان.
وسيكون الوضع أكثر صعوبة هذا العام، لأن قسماً من الفلسطينيين في غزة يقع تحت نيران قصف الكيان الصهيوني، وقد تسببت حرب غزة في اندلاع غضب الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن المحتمل أن تشتعل نار الغضب هذه في صلاة الجماعة لعشرات الآلاف من الناس، ووصف أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان بالفيديو بثه على قناة تليغرام، الجمعة، رمضان بأنه “شهر النصر والجهاد”، وقال إن حماس تدافع عن نظم المسلمين حول العالم في غزة لتحرير فلسطين.
في الوقت نفسه، طالب إسماعيل هنية، الرئيس السياسي لحركة حماس في قطر، كل الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط بزيادة هجماتها على "إسرائيل" خلال شهر رمضان، ودعا إلى "تحرك دولي واسع لكسر الحصار عن غزة"، ومن الطبيعي أنه مع هذه الدعوات، سيكون شهر رمضان أكثر صعوبة بالنسبة للإسرائيليين مقارنة بالسنوات السابقة، وقد تؤدي هذه التوترات إلى إشعال انتفاضة جديدة في الضفة الغربية.
ظهر "إسرائيل" الخالي في عملية رفح
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي في الأكاديمية العسكرية إن "إسرائيل" ستواصل الهجوم البري على رفح باعتبارها آخر مكان آمن نسبيًا في غزة خلال شهر رمضان، ولكن حتى حلفاء "إسرائيل" المخلصين مثل فرنسا و"إسرائيل" وبريطانيا حذروا أيضا من أن مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر في غزة ويمكن أن يكون سببا لتصعيد العنف في مناطق أخرى، بما في ذلك الضفة الغربية.
ورفح هي مدينة تقع في أقصى جنوب قطاع غزة وتضم نحو مليون نازح، كما أن لديها نقطة دخول للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها ومركزًا لوجستيًا لوكالات الإغاثة في غزة، وزعمت "إسرائيل" أن معظم قادة حماس والقوات الفلسطينية المسلحة موجودون في رفح وتعتبر الهجوم على رفح مهمًا، لكن حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن، باعتباره أقرب حليف لـ"إسرائيل"، قال إن الهجوم المحتمل على رفح هو "خط أحمر بالنسبة له".
لذلك، على الرغم من وجود ضغوط دولية كبيرة لوقف حرب غزة وعدم مهاجمة "إسرائيل" لرفح، إلا أن الصهاينة أظهروا أنهم لا يعيرون الكثير من الاهتمام للتحذيرات الدولية وحقوق الإنسان، وربما يتم الهجوم على رفح، وهو هجوم سيفجر الضفة الغربية بالتزامن مع شهر رمضان.
وقال "هيو لويد" من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لصحيفة الغارديان إن بداية شهر رمضان لها آثار على المنطقة بأكملها: "من ناحية، فهي فرصة لحماس لتعبئة الفلسطينيين في "إسرائيل" والضفة الغربية، "كما أن العنف في القدس يمكن أن ينتشر بسهولة إلى أماكن أخرى، في الضفة الغربية أو حتى خارج حدود "إسرائيل"، مثل لبنان، ويجعل الوضع أسوأ بالنسبة لتل أبيب".
تزايد العنف في الضفة الغربية
ومن ناحية أخرى، فإن فرض القيود على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان من شأنه أن يؤجج مشاعر مئات الآلاف من الفلسطينيين بطبيعة الحال، كما أن احتمال وقوع أعمال عنف في الضفة الغربية والقدس هذا العام خلال شهر رمضان أكبر مما كان عليه في السنوات السابقة.. أحد أسباب هذا الوضع هو تزامن الحرب في غزة، والحقيقة أن الأساليب العدائية التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية عززت سياسة الفصل العنصري، وهذا الأمر يزيد من دائرة العنف والفوضى.
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتجه الأنظار إلى ساحات المسجد الأقصى، ويشعر الفلسطينيون بالقلق من أن الصهاينة سيقيدون الوصول إلى المسجد، وتفرض شرطة الاحتلال منذ 7 أكتوبر المزيد من القيود على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، والآن تحاول تل أبيب فرض المزيد من القيود على المصلين المسلمين خلال شهر رمضان، وهذه القيود ستزيد من تشكيل أعمال العنف.
الوضع الأسوأ بالنسبة لـ"إسرائيل"
مع بداية شهر رمضان، يستعد الكيان الإسرائيلي للأسوأ، وقال مسؤولو الشرطة إنهم سينشرون حوالي 1000 ضابط في أيام الأسبوع و2500 أو أكثر حول المدينة القديمة، وإن تكثيف الوجود العسكري مؤشر على عاصفة رهيبة ستجتاح الضفة الغربية مع بداية شهر رمضان، وفي عام 2000، أصبحت زيارة أرييل شارون، رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق، للمسجد الأقصى بمثابة الشرارة الرئيسية للانتفاضة الفلسطينية الثانية، أو الانتفاضة التي يسميها الفلسطينيون "انتفاضة الأقصى" والآن الضفة الغربية في نفس الوضع.