الوقت- أجبر الجيش الإسرائيلي الأربعاء، آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج قسرا من مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وفق شهود.
وقال شهود عيان داخل المستشفى، إن الجيش أجبر آلاف النازحين على مغادرة المستشفى وسط إطلاق نار في ساحة المستشفى ومحيط المناطق التي يتواجد فيها النازحين.
وذكر الشهود، أن الجيش طلب من النازحين المغادرة والتوجه إلى المناطق الشرقية لمدينة خانيونس.
وأوضحوا أن آلاف النازحين غادروا المستشفى بالفعل في طابور واحد نحو المناطق الشرقية للمدينة التي تتوغل القوات الإسرائيلية بمناطق واسعة منها.
وبين الشهود، أن الجيش رسم ممرا للنازحين للسير فيه وصولا للمناطق الشرقية، فيما يطلق النار على كل من يتحرك خارج الممر سواء داخل المستشفى أو خارجها.
وأضافوا أن آليات الجيش الإسرائيلي تواصل حصار مستشفى ناصر وتجرف أسواره تمهيدا لإمكانية اقتحامه لاحقا.
وفي وقت سابق الأربعاء، نشر الصحفي محمد أكرم الحلو، مقطع فيديو له من داخل مستشفى ناصر وصف فيه الوضع داخل المستشفى.
وقال الحلو: “الوضع في مستشفى ناصر صعب ولا يوصف. نحن لا نضمن حياتنا الآن ممكن يتم قتلنا أو اعتقالنا”.
وأضاف: “الشعور صعب ولا يمكن وصفه، آليات الاحتلال الإسرائيلي أمامنا ولا نعرف ماذا سيحدث وكيف سيتعامل النازحون والمرضى والكوادر الطبية مع هذا الحدث”.
وتابع: “لو حدث شيء لنا تذكرونا بالخير وادعوا لنا دائما”.
والثلاثاء، طلب الجيش الإسرائيلي من إدارة المستشفى إجلاء النازحين والإبقاء على المرضى والكوادر الطبية، وفق بيان سابق لمتحدث وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة.
وقالت حركة “حماس”، الثلاثاء أيضا، إن طلب الجيش الإسرائيلي المتمركز قرب مستشفى ناصر مغادرة النازحين داخله يُنذر بعزمه “ارتكاب جريمة بحقهم”.
كما أعلنت صحة غزة، مساء الثلاثاء، مقتل وإصابة نازحين بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار عليهم لدى خروجهم من مستشفى ناصر.
والأحد، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه العميق إزاء الوضع داخل وحول مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره القوات الإسرائيلية.
وقال غيبريسوس، في منشور على منصة إكس: “نشعر بقلق عميق بشأن سلامة المرضى والعاملين الصحيين بسبب تصاعد الأعمال العدائية في محيط المستشفى”.
وجدد المسؤول الأممي تأكيد ضرورة “حماية قطاع الصحة في جميع الأوقات من ناحية، ووقف إطلاق النار من ناحية أخرى”.
ومنذ 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خانيونس، وفي محيط مستشفيات المدينة، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية منها، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح عن المدينة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.