الوقت- كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قامت مؤخرا ببث مقطع فيديو يظهر ثلاثة مسنين إسرائيليين محتجزين حيين في قطاع غزة، وهم جزء من الرهائن الذين تم احتجازهم منذ الهجوم الذي وقع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على "إسرائيل"، وفي الفيديو الذي حمل عنوان "لا تتركونا نشيخ"، ظهر الرجال الثلاثة المسنون وهم جالسون على كراسي، وقد وجه أحدهم رسالة إلى السلطات الإسرائيلية، حثها فيها على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان إطلاق سراحهم، وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الرجال الثلاثة يتراوح أعمارهم بين 79 و84 عامًا، وهم من كيبوتس نير عوز الذي كان هدفًا لهجوم تنظيم حماس، ومن جهته، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيل هغاري، قائلاً: "هذا الشريط الفيديو يُظهر الإرهاب الإجرامي ووحشية حماس تجاه المدنيين الأبرياء والمسنين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية"، متناسيّاً ما قاله الأسرى عن حماس ومجازر جيش الاحتلال بعشرات الآلاف من الأبرياء.
القسام تُغضب جيش الاحتلال
تم نشر فيديو آخر يُظهر لحظة استهداف رتل عسكري إسرائيلي وتدمير إحدى المدرعات بالكامل، وفي بيان نشرته حركة القسام في وقت لاحق من مساء الإثنين عبر قناتها في "تليجرام"، أكدت أن المشاهد تعود إلى عملية "استهداف جيب صهيوني من نوع همر بصاروخ "كورنيت" المضاد للدروع شمال شرق بيت لاهيا"، وأشارت في بيانها: "كتائب القسام تستهدف جيبًا عسكريًا صهيونيًا بصاروخ مضاد للدروع في محيط منطقة أبراج الندى شمال قطاع غزة وتحقق فيه إصابة مباشرة".
وفي بيان لاحق، أفادت "القسام": "تمكن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد 'تلفزيونية' في قوة صهيونية راجلة شرق مدينة خانيونس وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح"، وأضافت: "تمكن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد 'رعدية' بقوة صهيونية راجلة متحصنة داخل مبنى في بيت لاهيا، ومن ثم استهدافها بقذيفة 'TBG' والاشتباك معها من نقطة الصفر والإجهاز على جميع أفراد القوة"، وأعلنت "القسام" في بيان لاحق أن عناصرها دمروا دبابة "ميركافا" إسرائيلية بقذيفة "تاندوم" شرق بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأفاد الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم الاثنين، عن إصابة 48 جنديًا بجروح خلال الساعات الـ24 الماضية.
ويُذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن صباح يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول، استئناف العمليات القتالية ضد "حماس" في قطاع غزة، وذلك على خلفية اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته "إسرائيل" خرقًا للهدنة الإنسانية المؤقتة ووقفًا للأعمال القتالية ضد القطاع، فيما حمّلت حركة حماس المجتمع الدولي، وبمقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانتهت الهدنة المعلنة بين "إسرائيل" والفصائل المسلحة الفلسطينية، والتي استمرت لمدة سبعة أيام، عند الساعة 7:00 صباحًا يوم الجمعة الموافق 1 ديسمبر، وتضمنت إطلاق سراح المئات من المحتجزين والأسرى من الطرفين.
وموضوع التبادل بين الأسرى وإطلاق المحتجزين في قطاع غزة أصبح قيد المفاوضات بشكل متقدم، وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية نقلًا عن مصادر مطلعة، يُشار إلى أن هناك جهودًا وساطة من جانب قطر والولايات المتحدة تسعى لتيسير هذا التبادل، وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن تقديرات في تل أبيب تشير إلى أن معظم المحتجزين الإسرائيليين يتواجدون في جنوب قطاع غزة، وتشير قناة 12 الإسرائيلية بالتحديد إلى أن تقديرات "إسرائيل" تشير إلى صحة المعلومة، وحتى قبل بدء الهجوم البري الإسرائيلي، كما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى نقل معظم المحتجزين إلى جنوب القطاع قبل بدء العملية البرية، مشيرة إلى أن هذا النقل كان أحد الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ قرار ببدء العملية البرية في شمال القطاع.
وتم نقل تصريح مسؤول إسرائيلي حول تقدم المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين بوساطة أمريكية قطرية، وأكدت القناة 13 الإسرائيلية أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، وأن المفاوضات مستمرة، مع التأكيد على استعداد "إسرائيل" لتحمل تكلفة أي صفقة وتحقيق صفقة كبيرة تتضمن إطلاق سراح العديد من المحتجزين، كما ذكرت المصادر أن المحادثات متواصلة حتى في ظل التصعيد الحالي، وأشار مسؤول سياسي إسرائيلي إلى أنه لا يوجد اتفاق أو تفاهم حتى الآن، وأنهم يسعون لاستغلال كل فرصة لجلب المحتجزين، تتمع دول منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك قطر ومصر، بوساطة لتسهيل صفقات تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحماس بهدف إنهاء التصعيد الحالي في قطاع غزة.
موقف حمساوي واضح
أعلنت حركة حماس استعدادها لتحقيق صفقة لمبادلة "كل الأسرى الإسرائيليين" لديها بكل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، في تصريحاته أن المقاومة ستجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي على دفع الثمن مقابل الإفراج عن جنوده، في هذا السياق، تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين الضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة قد تشمل جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية تحت عنوان "الكل مقابل الكل"، ومؤخرا، أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، عن استعداد حركة حماس "فورًا" للمضي قدمًا في صفقة تبادل للأسرى مع "إسرائيل"، في بيان صادر عن السنوار، أكدت حماس استعدادها الفوري لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين لدى المقاومة.
ودعا السنوار الهيئات والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى للبدء في إعداد قوائم تضم أسماء الأسرى والأسيرات الفلسطينيين المحتجزين في سجون "إسرائيل"، على صعيد آخر، أكد المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، استعدادهم لإطلاق سراح المحتجزين لديهم مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين، ويعيش قطاع غزة حالة من التصعيد العسكري المستمر، حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب تحت اسم "السيوف الحديدية" لمدة شهرين، هذه العملية أسفرت عن دمار كبير في أحياء القطاع وأسفرت عن وفاة أكثر من 19 ألف شخص وإصابة حوالى 50 ألف آخرين بجروح متفاوتة، من جهتها، أعلنت حركة "حماس" عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وإصابة 5132 آخرين.
وخلال هذه الفترة، أفرجت حماس عن مجموعة أسرى صهاينة مع أربع نساء، حاملات الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، بوساطة دولية، وقد قامت قطر ومصر بالوساطة لتحقيق هذا الإفراج، وفي سياق متصل، يعتبر نادي الأسير الفلسطيني، وهو منظمة غير حكومية، أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ارتفع إلى نحو 6700 شخص بعد زيادة عدد الاعتقالات التي تزايدت اعتبارًا من السابع من أكتوبر الحالي.
الخلاصة، تشهد المنطقة جهودًا دولية لتحقيق مبادلات للأسرى بين حماس و "إسرائيل"، حيث يبحث الطرفان عن إبرام صفقة تبادل تشمل العديد من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعيدًا عن المظاهرات العارمة التي شهدتها مختلف دول العالم احتجاجًا ضد "إسرائيل"، تواجه حكومة الاحتلال تحديات داخلية تؤكد على خطورة الوضع الداخلي الذي واجهته، شهدت التظاهرات الداخلية ارتفاعًا، ويشير هذا المشهد إلى توقعات بتصاعدها مع مرور الوقت، إذا لم تتخذ حكومة الاحتلال إجراءات حاسمة لإنهاء الصراع مع غزة وبدأت عملية تفاوض جادة لحل الأزمة مع الفلسطينيين الذين يواجهون حملة إبادة جماعية.