الوقت- إن صاحب عقيدة القتل الجماعي الإسرائيلية، أصبح مشهورا في التاسع من شهر ديسمبر في وسائل الإعلام بشكل كبير وذلك لأن ابنه "جال" لقي حتفه في مثل هذا اليوم، ففي التاسع من ديسمبر، تأكدت الأنباء عن مقتل نجل غادي آيزنكوت، رئيس الأركان المشتركة السابق للجيش الصهيوني، وأعلنت "كتائب القسام" في هذا الصدد: "قصف مقاتلونا مدخل النفق شرق تل الزعتر الواقع شمال قطاع غزة، وبمجرد دخول الجنود الصهاينة ومحاولتهم فتح النفق انفجرت القنابل، وقتل في هذه العملية نجل غادي آيزنكوت رئيس أركان الجيش السابق وأحد وزراء المجلس الحربي الإسرائيلي".
لكن من هو هذا الجنرال الصهيوني؟
بدأت الخدمة العسكرية لجادي آيزنكوت عام 1978 في لواء غولاني (القوات الأكثر عنفا في الجيش الإسرائيلي)، وكان حاضراً خلال حرب لبنان الأولى (1982-2000م) ولقد وُلد حزب الله اللبناني خلال هذه الحرب وتمكن في النهاية من إجبار الجيش الإسرائيلي على الفرار من البلاد ليلاً عام 2000 م.
وفي عام 2019، وفي الذكرى العشرين للهروب من لبنان، قال غادي آيزنكوت: "تمكن حزب الله اللبناني من تحقيق أهدافه الاستراتيجية في مواجهة الجيش الإسرائيلي، وكان حينها طرد إسرائيل من لبنان عبر حروب العصابات أو حروب الاستنزاف مع قواتنا العسكرية، ومن خلال سلسلة من العمليات العسكرية المعقدة، تمكن حزب الله من تعطيل الجيش الإسرائيلي وقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، ولهذا السبب اضطررنا لمغادرة لبنان، وهذا ما أراده حزب الله".
وفي يونيو 2005، تمت ترقية آيسنكوت إلى منصب رئيس مديرية العمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي، وهذا القسم مسؤول عن إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب، وبعد مرور عام، أصبح رئيسًا لقيادة الجبهة الشمالية في الأراضي المحتلة، وبدأت حرب الـ 33 يومًا (حرب لبنان الثانية) عام 2006، وكان غادي آيزنكوت أحد الجنرالات الإسرائيليين في هذه الحرب، وفي حرب الـ 33 يوماً، حدد الكيان الصهيوني مفهوماً جديداً في إطار الردع المزعوم بسبب عدم قدرته على التغلب على قوى المقاومة.
وفي هذه الحرب، واصل الكيان الصهيوني قصف ضواحي بيروت، وذلك لأن الضاحية هي القاعدة الاجتماعية الرئيسية لحزب الله اللبناني، وكان الكيان يعتقد أن منزل قادة المقاومة، بما في ذلك السيد حسن نصر الله، يقع في هذه المنطقة، ولذلك قامت "إسرائيل" بقصف هذه المنطقة بشكل أعمى على غرار ما نشهده اليوم في قطاع غزة.
وهذا النوع من القصف على الأماكن والأشخاص المدنيين كان يلقب بعقيدة الضاحية للكيان الصهيوني، ويعني هذا أن على الناس العاديين أن يدفعوا ثمن الحرب حتى يشعر كل واحد منهم بالحزن من تدمير حياتهم اليومية والحداد على أحبائهم، إن فهم الكيان الصهيوني هو أن الإبادة الجماعية وقتل الأطفال تؤدي إلى وقوف الشعب نفسه أمام قادتهم لإجبارهم على الاستسلام، إن عقيدة الضاحية تتجاوز مجرد هزيمة الخصم في مناوشة قصيرة، الهدف هو تدمير الاقتصاد والبنية التحتية الحكومية وسقوط الكثير من الضحايا.
إن مبدأ الضاحية صاغه غادي آيزنكوت، وفي عام 2008 قال آيسنكوت في هذا الصدد: "ما حدث في الضاحية ببيروت عام 2006، سيحدث في كل قرية تستهدفها "إسرائيل"، سوف نستخدم القوة غير المتناسبة ونسبب أضرارًا ودمارًا كبيرًا هناك، من وجهة نظرنا، هذه ليست قرى مدنية، بل قواعد عسكرية، هذا ليس اقتراحًا، بل هو خطة تمت الموافقة عليها بالفعل.
وقد تم استخدام هذا المبدأ خلال الحروب الأربعة السابقة في غزة منذ عام 2008 وخاصة حرب 2014، خلال الهجوم الإسرائيلي عام 2014، لم يتمكن نصف سكان غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة من الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي، وترك مئات الآلاف من الفلسطينيين دون كهرباء، وبناء على هذا المبدأ، يقوم الكيان بتدمير غزة تحت الحصار، واستشهد في غزة ما يقرب من 18 ألف شخص جراء القصف الإسرائيلي، وأكثر من 7000 منهم من الأطفال، والآن، تم حرق مؤسس عقيدة وأد الأطفال والإبادة الجماعية الإسرائيلي نفسه في التاسع من ديسمبر، وتوفي ابنه "جال آيزنكوت" في مثل هذا اليوم.