الوقت- أكدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن الاحتلال يستخدم في حربه على غزة أسلحة محرمة دولياً .
ووفق ما اعلنته هيومان رايتس ووتش فيستخدم الاحتلال الإسرائيلي ترسانة هائلة من الأسلحة في عدوانه المستمر على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الذي تسبب بإيقاع آلاف الشهداء والجرحى من بينهم نساء وأطفال، ودمار هائل في مدن القطاع.
وأكدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أن الاحتلال يستخدم في حربه على غزة أسلحة محرمة دولياً مثل: الفسفور الأبيض، والقنابل العنقودية، والقنابل الغبية.
الفوسفور الأبيض هي مادة كيميائية حارقة يتم نشرها من خلال قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، وتشتعل عند تعرضها للأكسجين، وينتج عن التفاعل الكيميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، ويمكن تحديدها جيدا من خلال إطلاقها، إذ تنتج ضوءًا ودخانًا كثيفًا يستخدم لأغراض عسكرية، لكنه يسبب أيضًا إصابات مروعة عندما يتلامس الفوسفور بجسم الإنسان.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لا يعد سلاحًا كيميائيًا لأنه يعمل بشكل أساسي بالحرارة واللهب وليس بالسمية التي يحتوي عليها، لكن في الوقت ذاته، فإن الأسلحة المحرقة تخضع للبروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية، والتي سبق أن انضمت فلسطين ولبنان إليه، في حين لم تصدق إسرائيل على البروتوكول.
في عام 1980 في مدينة جنيف، تم عقد اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بشأن أسلحة تقليدية معينة، وأصبحت الاتفاقية حيز التنفيذ في ديسمبر 1983م، والتي تهدف في المقام الأول حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة والتي يمكن اعتبارها شديدة الضرر أو عشوائية الأثر، والتي شملت (الألغام الأرضية، والأشراك الخداعية، والأجهزة الحارقة، وأسلحة الليزر المسببة للعمى).
ويعرف البروتوكول الثالث الأسلحة الحارقة بأنها الأسلحة المصممة خصيصًا لإشعال النار في الأشياء أو لتسبيب حروق للأشخاص بفعل اللهب أو الحرارة أو مزيج من اللهب والحرارة المتولدين عن تفاعل كيماوي.
وطالبت هيومن رايتس بضرورة إعادة النظر في حالة وملاءمة البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية، وهو القانون الدولي الوحيد المخصص حاليًا لتنظيم الأسلحة المحرقة.
وفقا لـ«هيومن رايتس» فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي سبق لها أن استخدمت قنابل الفوسفور خلال معركة «الرصاص المصبوب» في عام 2008، حيث تم إطلاق قرابة الـ 200 مدفعية من الفوسفور الأبيض عيار 155 ملم من طراز M825E1، والتي ترسل شظايا الفوسفور المشتعلة لمسافة 125 مترًا في جميع الاتجاهات، مما يمنحها تأثيرًا واسع النطاق.
وذكرت «هيومن رايتس» في تقريرها، أنه في البدء نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية استخدامها الفوسفور الأبيض – آنذاك – زاعمة أنه تستخدمه فقط لنشر ستار دخاني، لكن على أرض الواقع رصدت المنظمة الحقوقية عشرات الضحايا المدنيين في الحوادث التي وثقتها.
لاحقا، وبعد مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي بما يرقى لجرائم الحرب لاستخدامها الفوسفور الأبيض، قطع جيش الاحتلال الإسرائيلي وعدًا لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية في عام 2013 بعدم استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة بالسكان إلا في حالتين ضيقتين لم يكشف عنهما إلا للقضاة، لكن بدا واضحًا أن هذا الوعد نكس به ولم يتم العمل طبقا له، وعادت قوات الاحتلال لاستخدام الفوسفور الأبيض خلال حربها على قطاع غزة.