الوقت- مؤخرا، أعلنت القوات الإسرائيلية أن لديها "مؤشرات" تشير إلى أن مقاتلين من حماس احتجزوا رهائن في مستشفى للأطفال في قطاع غزة، وذلك بعد خطفهم خلال هجومهم على جنوب الكيان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن الضغط الدولي على بلاده سيزداد نتيجة للتطورات العسكرية في قطاع غزة، وسابقا وبشكل ساذج، زعمت "إسرائيل" بأنها اكتشفت شبكة من الأنفاق التابعة لحركة حماس، إضافة إلى مراكز القيادة وقواذف الصواريخ تحت المستشفيات في قطاع غزة، ردت حماس على هذه الادعاءات بدعوة الأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات في قطاع غزة والتحقق من صحة مزاعم "إسرائيل" حول استخدام المقاومة لمواقع طبية، وفي هذا السياق، أعربت الحركة عن رفضها لتلك التصريحات، معتبرة إياها "مغالطات وأكاذيب لا أساس لها".
تبريرات إسرائيلية للجرائم الإبادية
تكثف "إسرائيل" هجماتها باستخدام الفوسفور الأبيض، الذي يسبب سحابة من النار والغازات السامة، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، من خلال الناطق باسمها، أشرف البزم، عبر قناة تلغرام، أن المحتلين قاموا بتكثيف استخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دوليًا، مؤكدًا أن ذلك أسفر عن سحابة من المواد السامة، في المقابل، زعم مؤخرا الأدميرال دانيال هاجاري، كبير المتحدثين العسكريين في "إسرائيل"، أمام الصحفيين أن حماس تستخدم المستشفيات بشكل منهجي كجزء من آلة الحرب.
أما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تنفي بشدة هذه الاتهامات، معتبرة أن "إسرائيل" تروج للأكاذيب، ويعتبر العالم هذه المجازر إبادة جماعية، حيث يستدعي الرد على الجرائم والمجازر الإسرائيلية، لكن لا تقتصر الإدانة على محاولات تجنب هذه المجازر البشعة فحسب، وأدت هذه الأحداث إلى اندلاع احتجاجات في الكثير من الدول الغربية والعربية والإسلامية، وتم تنظيم احتجاجات خاصة احتجاجا على مذبحة مستشفى معمداني في غزة (500 ضحية)، في هذا السياق، تضافرت شعوب العديد من الدول شعبيًا لدعم المجتمع الدولي في مراقبة والتصدي لإبادة الفلسطينيين وتقديم المساعدة المطلوبة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي يقوم بترويج الأكاذيب وممارسة التضليل والتحريض بهدف تدمير المستشفيات وقتل المرضى، وأشار المكتب في بيان عبر منصة تلغرام إلى أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ألقى كلمة خلال مؤتمر صحفي مليء بالأكاذيب، وقام بعرض فيديوهات تم تصنيعها بطريقة متناقضة وغير احترافية وغير منطقية، وأكد المكتب أن هذه الفيديوهات تظهر بوضوح مشاهد ملفقة ومضللة، مُدخلة هذا في إطار حملة تضليل وتحريض تستهدف المستشفيات.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد كذب في وقت سابق حول الصور التي قدمها للمجتمع الدولي حول مراكز المقاومة، حيث تبين لاحقًا أنها تستخدم لتخزين المياه والوقود لأقسام المستشفى المختلفة، وأضاف المكتب إن هذه التصريحات هي محاولة فاشلة لتبرير الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بقصفه لمستشفيات المعمداني والشفاء والإندونيسي والرنتيسي والخدمة العامة والقدس والتركي وغيرها من المستشفيات، مؤكدًا أن هذه الجرائم أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى بين المدنيين والأطفال والنساء، وتمثل محاولة فاشلة لتبرير قتل المرضى والجرحى واستهداف الطواقم الطبية وإطلاق النار على النازحين وسيارات الإسعاف.
وبوضوح، أعلنت الحكومة في قطاع غزة أنها تحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أي حماقة يرتكبها ضد المستشفيات أو المؤسسات الصحية، معتبرة أنها تتحمل أيضاً المسؤولية عن سلامة عشرات الآلاف من طواقم الرعاية الصحية والمرضى والنازحين الآمنين في المستشفيات، وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد اتهم حركة "حماس" بالاستغلال واستخدام المواقع الحساسة، بما في ذلك المستشفيات، بهدف إطلاق النار نحو الجيش، وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أكدت في وقت سابق أن محيط مستشفى القدس يشهد إطلاقًا كثيفًا للنار وتواجدًا للآليات العسكرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن طواقمها محاصرة مع المرضى والجرحى دون وجود للكهرباء والمياه والطعام.
وفي تطور آخر، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مستشفى القدس في قطاع غزة خرج من الخدمة نتيجة نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، ما أثر على قدرة المستشفى على تقديم الخدمات الطبية، وأكد متحدث وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات لا تستطيع تقديم الخدمات الطبية بشكل صحيح وسط التصعيد الإسرائيلي واستهدافها، كما أن أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، في تصريحات صحفية نقلتها منصة تليفزيون فلسطين على تلغرام، أن "المستشفيات ستتوقف عن العمل إذا لم تدخل المساعدات"، وخلال الثلاثة أيام الأخيرة، زادت القوات الإسرائيلية وجودها في محيط مستشفيات شمال قطاع غزة، في ظل مطالب متزايدة للسكان بالتوجه جنوباً، ومنذ 38 يومًا، تشهد غزة حربًا مدمرة من قبل الجيش الإسرائيلي، أسفرت عن وفاة 11,240 فلسطينيًا، بينهم 4,630 طفلاً و3,130 امرأة، وإصابة 29,000 آخرين، حيث يمثل الأطفال والنساء 70٪ من إجمالي الإصابات، وفقًا للمصادر الرسمية الفلسطينية.
ضرورة التحرك الدوليّ العاجل
التصاعد الحالي للاعتداءات الإجرامية من قبل "إسرائيل" على الفلسطينيين في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة المبادة، يكشف عن عدم رغبة الإسرائيليين بوقف شلال الدم بضوء أخضر أمريكي، رغم سنوات الاحتلال والمجازر الشنيعة، ويعكس هذا التصعيد بوضوح نضال ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي العسكري العنصري، يشهد هذا العدوان انتهاكات وجرائم كبيرة ضد الشعب الفلسطيني، مكشوفة طبيعة السياسات الاستعمارية والقمعية المتبعة من قبل "إسرائيل"، يعد هذا دليلاً واضحًا على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في التعامل مع العنصرية والانتهاكات المتكررة التي تقوم بها تل أبيب.
ينبغي على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات لمساءلة "إسرائيل" وفقًا للقوانين والاتفاقيات الدولية، مع التأكيد على الالتزام بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان لمواجهة هذه الجرائم المتكررة، إن تذكير الدول بالتزاماتها القانونية ودعم الجهود لوقف الانتهاكات والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني أمر ضروري لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة، تشير هذه الاعتداءات الإسرائيلية العنيفة إلى دافع واضح لقمع الفلسطينيين ومحاولة سيطرة كاملة عليهم، يصعب تجاهل الجرائم والانتهاكات المستمرة التي يقوم بها الاحتلال ضد الفلسطينيين، ما يعكس مدى التحديات التي يواجهها الفلسطينيون وسكان هذه المنطقة في ظل الاحتلال.
ويُعتبر التصعيد المستمر من قبل "إسرائيل" والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان جرائم بحد ذاتها، ويجب مواجهتها بشدة وفقًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، كما ينبغي على المجتمع الدولي التصدي لهذه الانتهاكات والتنديد بوضوح بالسياسات العنصرية والقمعية التي تنتهجها "إسرائيل"، مع التأكيد على حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وحرية في أرضهم، ويعترف الكيان الصهيوني بنواياه الإجرامية وبالتوسع والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وهذا يعكس عدم احترامه للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، تنكشف هذه النوايا في جرائم السلطات الإسرائيلية في غزة، حيث تستمر في انتهاكاتها ضد فلسطين وشعبها.
النهاية، التصاعد الحالي في العنف والانتهاكات الصهيونية من قِبَل حكومة "إسرائيل" يشير إلى وضع أمني هش في المنطقة، ويُنبئ بتصاعد التوترات المستقبلية، يُشير معظم المحللين إلى أن الأوضاع قد تنفجر في أي لحظة نتيجة لتصاعد العنف وتمادي "إسرائيل"، ما يشكل خطرًا كبيرًا على استقرار المنطقة، وفي ظل هذه التحولات، يحذر مراقبون من احتمال وقوع "حرب شاملة" أو "انتفاضة عارمة" تهدف إلى ردع العدوان الإسرائيلي، ونتيجةً للاستمرار في الحسابات الخاطئة التي تقوم بها تل أبيب، قد تظهر نتائج سياستها الصهيونية في أي لحظة، وتشمل هذه السياسة جرائم القتل الجماعي، والتهجير الكبير، وطرد الأهالي من منازلهم ومصادر رزقهم، إلى جانب اعتداءات على المقدسات وعمليات الضم.
ويظهر التعاطي الصهيوني أن العقلية الإجرامية والإرهابية للمحتل الإسرائيلي لا تزال كما هي، وهذا يشير إلى أن خيارات المقاومة بجميع أشكالها في غزة والضفة والقدس أصبحت تتجه نحو خيارات أصعب مما يمكن أن يتخيله عقلية الأعداء، ونتيجة للأحداث الراهنة والتطورات الميدانية، يتجه الوضع بسرعة نحو "الانفجار الكبير" الذي قد ينجم عن عنصرية الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين، وهذا يثير قلقاً بشأن استمرار التصعيد وزيادة التوترات في الأيام القادمة.