الوقت- بكل صراحة، تحدث موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي أنه بسبب الحرب بين "إسرائيل" وحماس، هناك اختلافات بين أعضاء الفريق السياسي للرئيس الأمريكي جو بايدن، وأضاف إن بعض مساعدي بايدن يعتقدون أن البيت الأبيض يدعم " الهجمات غير الأخلاقية "على الفلسطينيين، بينما يعتقد آخرون أن بايدن يظهر" وضوحا أخلاقيا " من خلال حماية "إسرائيل"، وقال أكسيوس إن هذا الصراع داخل اللجنة الوطنية الديمقراطية، التي يعتمد عليها بايدن في حملته لإعادة انتخابه، يعكس انقساما أكبر على المستوى السياسي، وبين الأجيال المختلفة بين الديمقراطيين، في وقت تدعم واشنطن الهجمات الإرهابية الإسرائيلية على الأطفال والأبرياء.
خلافات أمريكية رفيعة المستوى
حسب المعلومات، إن الانقسام يتجلى إلى حد كبير بين كبار السن من الديمقراطيين المؤيدين لـ"إسرائيل" والتقدميين الشباب الذين يظهرون المزيد من التعاطف مع الفلسطينيين في محنتهم، إن بعض أعضاء اللجنة يشعرون بخيبة أمل من حجم رد "إسرائيل" على هجوم الفصيل الفلسطيني في 10-7 وعدد القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم الإسرائيلي، ونقلت أكسيوس عن عضو بارز في اللجنة قوله: "لا أعرف كيف يمكن اعتبار المساعدة في القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين أخلاقية".
وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي، تسببت حرب "إسرائيل" على قطاع غزة في خلافات "رفيعة المستوى" بين أعضاء الفريق السياسي لحملة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويشعر الفريق السياسي للرئيس بايدن لانتخابات عام 2024 بالضيق من الحرب المستمرة، وقد رأى بعض مساعديه البيت الأبيض يحرض على "هجمات غير أخلاقية" على الفلسطينيين، ومن ناحية أخرى، يعتقد آخرون أن الرئيس أظهر "وضوحا أخلاقيا" في حماية الإسرائيليين.
وبالتالي، فإن الصراع داخل اللجنة الوطنية الديمقراطية، الذي يعتمد عليه بايدن في حملته لإعادة انتخابه، يعكس وجود انقسامات أكبر على المستوى السياسي، بين أجيال مختلفة من الديمقراطيين، في الغالب بين مؤيدي "إسرائيل" والشباب التقدميين المتعاطفين مع الفلسطينيين، وأضاف أكسيوس إن الفرق بين الجيلين ظهر بسبب الحرب التي بدأت العام الماضي بتاريخ 10/7 في قطاع غزة بعد هجوم مفاجئ شنته حماس على المدن والبلدات المجاورة في قطاع غزة، وقد شنت حركة "حماس" هجوما مفاجئا على مدن وبلدات إسرائيلية بالقرب من قطاع غزة نتيجة الحصار والجرائم الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 240 أسيراً، وعلى النقيض من ذلك، أودى القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة بحياة أكثر من 4000 فلسطيني، من بينهم حوالي 2400 طفل وأكثر من 9000 امرأة.
وأفاد "أكسيوس" بأن بعض موظفي اللجنة يأسون من حجم الرد الإسرائيلي وعدد الضحايا الفلسطينيين، وقال إن واحدا من هؤلاء الموظفين يفكرون في الاستقالة بسبب دعم بايدن القوي لـ"إسرائيل"، قال مسؤول كبير في اللجنة طلب عدم الكشف عن هويته لأكسيوس:" ركز الرئيس حملته لعام 2020 على أنها (معركة من أجل روح الأمة)، لكن يبدو الآن أن الإدارة تخوض المعركة من أجل تلك الروح فقط، وأضاف:" لا أعرف كيف يمكن رؤية الدعم للقتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين، بخلاف أنه غير أخلاقي".
تحيز بايدن لكيان الاحتلال
تسبب دعم الإدارة الأمريكية لـ"إسرائيل" في الحرب مع غزة في استياء داخل وزارة الخارجية الأمريكية، ما دفع السلطات إلى إعداد " برقية مضادة "تنذر باندلاع"حركة تمرد" غاضبة، وقال في بيان إنه بالنظر إلى أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب والتهديد المستمر لحماس"، يواصل بايدن إظهار قيادة لا مثيل لها ووضوح أخلاقي، ودعا هاريسون إلى "وقف إطلاق النار الإنساني" في القتال في غزة، ولكن ليس وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن بايدن "مدافع قوي عن تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة وحماية أرواح المدنيين."
ويستشهد الموقع بمصدر مطلع لم يكشف عن هويته ويقول إن بعض موظفي اللجنة قلقون بشأن رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات التي يتلقونها من مانحين ديمقراطيين غاضبين من سياسات الإدارة، وقال 51 من موظفي اللجنة الوطنية الديمقراطية (حوالي 300 من حوالي 17 بالمئة): "أشعر أنه من واجبنا الأخلاقي أن تحث اللجنة بايدن على الدعوة علنا لوقف إطلاق النار، وكما ظهرت خلافات داخلية حول اللجنة الديمقراطية بين الديمقراطيين في الكونجرس وموظفيهم، حيث كتب الموظفون السابقون في السيناتور الديمقراطي إليزابيث وارين وحملة السناتور بيرني ساندرز رسائل تحث أعضاء مجلس الشيوخ على الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وقال العديد من الديمقراطيين في مجلس النواب لأكسيوس إنهم يتوقعون أن يبدأ العديد من زملائهم الحديث عن الوضع الإنساني في غزة" ، كما قال أحد المشرعين المؤيدين لـ"إسرائيل": " في ضوء ما نراه على قناة غزة الإخبارية، سيكون من الصعب جدا على الديمقراطيين تجاهله،" ولفت السناتور الديمقراطي كريس ميرفي الانتباه يوم الخميس الماضي ببيان دعا "إسرائيل" إلى "إعادة النظر فورا في نهجها خلال الحرب."
ويبدو أن المعركة قد تسربت إلى الإدارة أيضا، حيث ذكرت المجلة الأمريكية بوليتيكو أن أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية قد استقالوا للسبب نفسه وحثوا مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين على عقد جلسات استماع للموظفين، ورفض الرئيس الأمريكي بشكل قاطع مناقشة الهدنة قبل إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا من أن وقف إطلاق النار من قبل "إسرائيل" في قطاع غزة يمكن أن يعزز موقف حماس، وأكد بايدن أن المحادثات حول وقف إطلاق النار بين" إسرائيل " وحماس لا يمكن أن تبدأ إلا بعد إطلاق سراح جميع معتقلي حماس، وفيما يتعلق بموقفه من الدعوة إلى وقف إطلاق النار، أكد بايدن بوضوح: "يجب إطلاق سراح الرهائن أولا، وبعد ذلك يمكننا التحدث أكثر."
وبصراحة، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر مؤخرا من وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن هذا الإجراء قد يمنح حماس وقتا كافيا للراحة واستعادة الاستعداد للمضي قدما في هجوم ضد "إسرائيل"، وفي المؤتمر الصحفي، شدد ميلر على أن الولايات المتحدة تعمل بشكل منفصل لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفي هذا السياق، يعمل المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد ساترفيلد على ضمان إيصال هذه المساعدات بشكل فعال.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الدول دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة بين الكيان والمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى ذلك، يدرس الاتحاد الأوروبي الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف، وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مؤخرا إنه سيدعم دعوة قادة الاتحاد إلى هدنة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
الختام، يزداد انتقاد الولايات المتحدة في الداخل والخارج حول دعمها القذر للكيان الإسرائيلي، ويعتقد كثيرون حول العالم وفي أمريكا أن هذا الدعم سيسهم في تكثيف الحرب والمجازر في المنطقة، بينما يعتقد آخرون أنه عامل مساهم في تصاعد التوترات وتعقيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويمتد الدعم الأمريكي إلى المساعدة العسكرية والمالية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتقني والشراكات العلمية، كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي لمصلحة تل أبيب الإرهابية، وهذه العلاقة بلا شك تؤدي إلى المزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين دون الاستماع إلى المحاولات الدولية للتهدئة.