الوقت - يحلو للكيان الصهيوني الغاصب أن يغمض العالم عينيه عن وحشيته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الدينية، ويحلو له أن يدعمه العالم ويسانده ويموله ويشاهد إجرامه بحق الأطفال والنساء والمشافي دون أن ينطق بحرف، ودون الإشارة إلى حقيقة جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الغاصب والكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة اليوم وعموم فلسطين، لكن أن تهبّ الشعوب لنصرة فلسطين وقضيتها وحقوق شعبها المتجذرة في الأرض والتاريخ وأن ينتفض العالم ثأرا لشهداء فلسطين وتنديدا بجرائم الحرب الصهيونية فتقوم قيامة المحتل ولا تقعد.
من المفترض أن الكيان يأمن الجانب من قبل المغرب، لكنه اليوم يصدم بالغضب الشعبي الرافض والناقم من المحتل وحشيته، إذ تجمع آلاف المغاربة في العاصمة الرباط في مسيرة شعبية وصفت بالمليونية، رفعوا فيها أعلاماً فلسطينية وشكلوا تجمعا من مختلف شرائح المجتمع المغربي وأيضاً مجموعات سياسية مختلفة.
وانطلقت المسيرة، التي دعت إليها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" و"مجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين" و"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" وهيئات أخرى، من ساحة باب الأحد، لتجوب شارع محمد الخامس، قلب العاصمة المغربية، قبل أن تصل إلى مقر البرلمان ومحطة القطار الرباط المدينة.
وهتف المشاركون في المسيرة بشعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وبمواقف الدول الغربية الداعمة له وبالأنظمة العربية وبالتطبيع، وأخرى مساندة للمقاومة، من بينها: "نتنياهو يا جبان أقصانا لا يخان"، "إدانة شعبية لمجازر الصهيونية"، "زيرو (صفر) الأنظمة العربية" "لا ثم لا للتطبيع والهرولة"،" الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "الشعب يريد تحرير فلسطين"، "غزة رمز العزة"، "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
هذا الاحتجاج يأتي اعتراضاً على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة أسبوعين متتاليين.
كما حمل المتظاهرون صورة محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام.
ومنذ يوم السبت الماضي، شهدت عدة مدن مغربية مثل الرباط والجديدة وطنجة وأكادير وبن سليمان وغيرها وقفات لدعم المقاومة دعت إليها مختلف الهيئات المدنية المساندة للشعب الفلسطيني، ورفع المشاركون فيها أعلاما مغربية وفلسطينية ورفعوا شعارات مؤيدة للمقاومة ومطالبة بوقف كل أشكال التطبيع مع "إسرائيل".
طبعاً وصل الصلف الإسرائيلي في الرد على تضامن الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني إلى حد وصف كل من يتعاطف مع "حركة حماس الإرهابية ليس بشرا ولا يمت للإنسانية بصلة وعليه أن يراجع موقفه”، كما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، حسن كعيبة.
من جهته، استنكر مجلس النواب المغربي الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخاصة سكان غزة، جراء الحصار الإسرائيلي.
وقال المجلس في بيان: إنه يتابع بألم كبير وحسرة عميقة، الأحداث الأليمة والخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصا في قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أيام، موضحا أن المدنيين الأبرياء في غزة، يدفعون ثمن أعمال عسكرية غير مسبوقة، وعنف مقرون بحصار شامل، ومنع لأكثر من مليوني فلسطيني من الحق في الاستشفاء والحد الأدنى من شروط الحياة، من ماء وكهرباء وأغذية وأغطية.
وأضاف البيان،: إن ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة، ناجم عن انسداد الأفق السياسي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية واستمرار الانتهاكات والإجراءات الأحادية وأعمال الاستيطان والعنف.
ودعا المجلس إلى وقف الحرب على غزة وإنهاء معاناة المدنيين برفع الحصار المفروض على غزة، ووقف تهجير المدنيين، وتمكينهم من مستلزمات الحياة.
منذ بداية معركة طوفان الأقصى هبت الشعوب العربية للمساندة والدعم بكل ما تملكه من وسائل، من بينها الشعب المغربي، فبعد ثلاثة أيام من بدء المعركة نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عددا من الفعاليات تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة وعموم الأراضي المحتلة.
وكانت الهيئة قد دعت المغاربة إلى صيام يوم الاثنين وتنظيم إفطارات جماعية برموز فلسطينية والتوجه بالدعاء نصرة ودعما لغزة وأهلها ولكفاح الشعب الفلسطيني في مقاومته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وهذه الفعالية هي جزء من فعاليات تضامنية تشهدها المملكة المغربية منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى السبت الماضي.
في فاس كان التفاعل مع هذه الفعالية كبيرا، حيث اجتمعت المغربية رجاء فأس في بيتها مع أسرتها وجيرانها لتنظيم الإفطار الجماعي والدعاء للفلسطينيين.
وقالت رجاء لوسائل إعلام، إن سكان فاس خرجوا في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ، وفيها تم الإعلان عن فعالية الإفطار الجماعي، لافتة إلى أن الاستجابة من العوائل كانت كبيرة حيث اجتمعت الأسر في البيوت للدعاء لأهل غزة وفلسطين وبالنصر للمقاومين.
ونظمت في الدار البيضاء وقفة دعم ومساندة للشعب الفلسطيني وللمقاومة، حيث تجمع مغاربة مرددين شعارات تشجع المقاومة على المضي في طريق الصمود، وتدعو السلطات المغربية إلى وقف كل أشكال التطبيع مع "إسرائيل" وتقديم الدعم الرسمي للشعب الفلسطيني.
وردد المحتجون شعارات من قبيل "لا تراجع.. لا استسلام.. المقاومة إلى الأمام"، و"يا صهيون.. صبرك صبرك.. في غزة تحفر قبرك"، و"المقاومة أمانة والتطبيع خيانة "، و"لا للتطبيع.. فلسطين ماشي (ليست) للبيع"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، وغيرها من الشعارات، كما رفعوا لافتات مكتوباً عليها "طوفان الأقصى.. طوفان تحرير فلسطين".
وقال عزيز هناوي عضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة التي دعت إلى هذه الفعالية إن هذه الوقفة تأتي ضمن سلسلة الوقفات التي شهدتها المدن المغربية تزامنا مع بدء عملية طوفان الأقصى، مضيفا: الشعب المغربي يعبر من خلال هذه الوقفات عن مباركته للمقاومة الفلسطينية على الإنجاز الكبير والتاريخي والاستراتيجي المتمثل في كسر آلة الحرب الإسرائيلية وإثبات أن المقاومة لديها شرعية الإنجاز وأن مسلسل الهرولة نحو التطبيع يُضيع القضية ويُضيع الأوطان.
وأوضح هناوي أن عملية طوفان الأقصى نتيجة منطقية لبلطجة الكيان الصهيوني طوال سنوات خاصة مع حكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية التي استهدفت الأقصى والقدس بمشاريع تهويدية وتخريبية تهدد بقاء وديمومة المسجد الأقصى المبارك.
وطالب هناوي الدولة المغربية بوقف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، ودعاها إلى تقديم كل أشكال الدعم للفلسطينيين الذين يحرقون بالقصف الصهيوني الهمجي في غزة.
وأصدرت أحزاب مغربية وهيئات نقابية بيانات تندد بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتعتبر المقاومة حقا مشروعا للشعب الفلسطيني.
رغم الإجرام الإسرائيلي وكل عديده وعتاده إلا أن المحتل الغاصب يخشى الشعوب وصوت الشعوب الداعمة لقضية فلسطين والنابذة للعدو ولإجرامه واحتلاله.