الوقت - كما هي دائما في قلب الشعوب، كانت فلسطين حاضرة مع الحشود الجماهيرية التي خرجت لأجلها ولأجل شعبها ومقاومتها وكل شبر في أراضيها، وضد الكيان الصهيوني الغاصب وجرائمه وإرهابه الهمجي في الكويت والأردن وإيران والسعودية.. كان صوتهم صوت فلسطين وقلبهم على قلب فلسطين لا عمليات التطبيع تقف عائقا ولا أي اتفاقيات، فالشعوب تقول كلمتها لتبقى فلسطين ولزوال الكيان ولا سيما أننا دخلنا مرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع المحتل سطرتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري.
انطلقت مسيرات ووقفات في عدة مدن عربية وإسلامية وعالمية الجمعة تأييدا لفلسطين وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السبت الماضي، أدى إلى استشهاد آلاف المدنيين وجرحى أغلبهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار واسع في المباني السكنية.
هذه المسيرات والوقفات جاءت تعبيرا عن التضامن والتأييد للفلسطينيين في مجابهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث رفع المشاركون في المسيرات العلم الفلسطيني، بالتزامن مع استمرار عملية "طوفان الأقصى" التي بدأت فجر السبت الماضي، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى حيث انطلقت في المملكة الأردنية الهاشمية مسيرات عدة في عدد من المحافظات بعد صلاة ظهر الجمعة، نصرة لأهالي قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، مطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
فيما شارك المئات في وقفة تضامنية أمام مسجد محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة القطرية الدوحة، عقب صلاة الجمعة تضامنا مع أهالي غزة وهتف المشاركون لحماية أهالي قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي، كما طالبوا بوقف القصف وحماية المدنيين.
كما انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، مسيرة "ضخمة" في ساحة التحرير منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومساندة للفلسطينيين وتم رسم علم إسرائيلي ضخم على الأرض ليدوس عليه المتظاهرون وحرقه.
أما في الكويت، هتف المشاركون في وقفة أمام مبنى البرلمان الكويتي ضد جرائم العدوان الإسرائيلي، كما هتفوا بحماية المدنيين في قطاع غزة ووقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
لم يختلف الحال في البحرين، حيث هتف مئات المصلّين داخل مسجد الدراز الموت لـ"إسرائيل" قبيل صلاة الجمعة، ثم شاركوا في مسيرة احتجاجية مع مئات ارتدى معظمهم الكندورة التقليدية ووضع بعضهم كوفيات فلسطينية على أكتافهم أو رؤوسهم كما داس المتظاهرون أعلاما إسرائيلية وضعت على الأرض، وحملوا لافتات كُتب عليها "لن يهدأ الطوفان" و"طوفان الأقصى معركة الأمة كلها".
هذا وشهدت مدينتا تعز والمكلا في اليمن، مظاهرات حاشدة منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق سكان قطاع غزة وداعمة للمقاومة الفلسطينية وجابت مسيرة حاشدة الشوارع، ورفعت شعارات منددة بالإبادة الجماعية لسكان غزة والحصار الخانق عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات مشيدة بـ"طوفان الأقصى".
وفي الجزائر، شهدت باحات وشوارع في محيط عدد من المساجد بولايات مختلفة وقفات للمئات من المصلين عقب صلاة الجمعة، عبروا خلالها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ورفعوا شعارات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأبرياء والعزل في قطاع غزة، وهتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية.
كذلك بث نشطاء ومنصات محلية مغربية مشاهد مباشرة لمظاهرات في البلاد، منها في مدينة طنجة، نصرة لغزة ودعما لعملية طوفان الأقصى التي أطلقها المقاومون الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ليبيا، بث ناشطون صورا ومشاهد لمسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من مدن طرابلس ومصراتة نصرة لغزة ودعما لعملية طوفان الأقصى، مرددين شعارات تندد بالاحتلال وداعمة للمقاومة الفلسطينية.
كما بث ناشطون ومنصات محلية تونسية مشاهد لمسيرة انطلقت بالعاصمة التونسية نصرة لغزة ودعما لعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
وفي بنغلادش، ردد مشاركون شعارات خلال احتجاج أقيم بعد صلاة الجمعة للتنديد بما تقوم به "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين.
وفي إيران، نزل الآلاف إلى الشوارع في طهران ومدن أخرى دعما لقطاع غزة ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وحملوا لافتات كتب عليها "الموت لإسرائيل"، على ما أفاد صحفي في فرانس برس كما جرت تظاهرات في مدن أخرى عبر إيران أحرق المحتجون خلالها أعلامًا إسرائيلية.
وفي العاصمة باريس، أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مسيرة تدعم الفلسطينيين.
أما على المستوى الرسمي فقد حذرت دول عربية عدة، من "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، بعد أن طالبت "إسرائيل" سكان القطاع البالغ عدد قاطنيه أكثر من مليوني شخص بالنزوح جنوباً، وسط مناشدات دولية بفتح ممر إنساني، مع تصاعد القصف الإسرائيلي وتزايد الحشود على حدود القطاع، ما يرجح "توغلاً برياً محتملاً".
وأدانت السعودية ومصر والأردن، تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، بينما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذلك التهجير، بأنه سيكون بمثابة "نكبة ثانية".
وأعلنت السعودية، حسبما ورد في بيان عن الخارجية السعودية، مساء الجمعة، رفضها بشكل قاطع "دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة"، معلنة إدانتها لـ"استمرار استهداف المدنيين العزّل هناك".
وجددت الرياض، في بيانها، الجمعة، مطالبتها المجتمع الدولي بـ"سرعة التحرك لوقف كل أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، ومنع حدوث كارثة إنسانية، وتوفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة لسكان غزة"، واصفة حرمانهم من هذه المتطلبات الأساسية للعيش الكريم، بأنه خرق للقانون الدولي الإنساني، وسيفاقم عمق الأزمة والمعاناة التي تشهدها المنطقة.
وطالبت السعودية بـ"رفع الحصار عن الأشقاء في غزة، وإجلاء المصابين المدنيين، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، والقانون الدولي الإنساني، والدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية".
وأكدت الكويت "رفضها القاطع" لدعوات الجيش الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين القسري من قطاع غزة، واستمرار التصعيد وعمليات القتل والتدمير العشوائي، والذي يعد خرقاً للقانون الدولي الإنساني.
وتعكس المخاوف العربية عميقة الجذور من أن تؤدي الحرب الدائرة حالياً إلى موجة نزوح جديدة.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لهيئة الأمم المتحدة، فإن "التقديرات تشير إلى أن عشرات الآلاف في غزة فروا جنوباً"، بعد "مهلة إسرائيلية" لإخلاء شمال القطاع خلال 24 ساعة، موضحاً أنه قبل صدور أمر الإخلاء، كان أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا فعلياً داخل القطاع، بسبب العدوان الإسرائيلي.