الوقت- واصل الجيش السوري، ولليوم الرابع على التوالي، شن ضربات موجعة ضد مواقع ومعاقل التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب ومحيطها، ثأراً لشهداء وجرحى الاعتداء الإرهابي الذي استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص الخميس الماضي، وأوقع أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى.
وركزت ضربات الجيش أمس على مدينة إدلب ومحيطها، حيث يتمركز إرهابيو ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وزملاؤهم في «الحزب التركستاني» و«كتيبة المجاهدين»، المتهمين بتدبير مجزرة الطائرة المسيرة في الكلية الحربية، في وقت ركز سلاح الجو الروسي ضرباته باتجاه بنك أهداف هذه التنظيمات الإرهابية في مناطق متفرقة من منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والأرياف المجاورة لها.
وأوضحت مصادر ميدانية في إدلب لصحيفة "الوطن" السورية، أن عملية الثأر لشهداء وجرحى الكلية الحربية من وحدات الجيش حافظت على زخمها أمس، ووجهت صفعات مؤلمة للإرهابيين في مناطق انتشارهم داخل وفي محيط المدن الكبيرة بمحافظة إدلب كمركز المحافظة وأريحا وجسر الشغور وسرمين.
وبينت المصادر، أن صواريخ ومدفعية وحدات الجيش دكت بشراسة مواقع الإرهابيين في أطراف مدينة إدلب، لاسيما من جهة الغرب حيث السجن المركزي، وتمكنت من قتل وإصابة أعداد كبيرة من مسلحي «النصرة» لدى استهدافها حواجز التنظيم عند مداخل المدينة الجنوبية والشرقية والغربية، عدا تدمير موقعين له في الحي الشمالي من المدينة وقرب الملعب البلدي.
ولفتت إلى أن أكثر من ٢٠ من الإرهابيين لقوا حتفهم لدى قصف الجيش مقارهم في محيط مدينة أريحا وفي بلدات كفرلاتة ومصيبين ومعربليت والمسطومة المجاورة لها، ولفتت إلى أن مستودعا للذخيرة دمر بالكامل قرب المسطومة، حيث توجد أكبر قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال التركي في معسكر الطلائع جنوب البلدة.
أما في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فذكرت المصادر أن وحدات الجيش استطاعت تدمير أسلحة ثقيلة ودشم مدفعية في محيط بلدات كفر عويد والرويحة وبينين وسفوهن والفطيرة، ما شل قدرة الإرهابيين على شن هجمات نحو نقاط ارتكاز الجيش السوري، اعتادوا على تنفيذها في الفترة الماضية لخرق وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ نيسان ٢٠٢٠.
وفي ريف حماة الشمالي الغربي، أكد مصدر ميداني، أن وحدات الجيش العاملة بهذا الريف، دكت أمس مقرات مسلحي «النصرة» و«الحزب الإسلامي التركستاني»، في محيط قريتي المشيك والقرقور بسهل الغاب الشمالي الغربي.
وأشار إلى أن مجموعات إرهابية مما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» اعتدت أمس بقذائف صاروخية على قريتي شطحة وجورين في سهل الغاب الشمالي الغربي، فرد الجيش على مصادر إطلاقها.
ولفت إلى أنه قد تم، استهداف أكثر من 122 موقعاً، وأن موجات القصف أسفرت عن مقتل أكثر من 100 إرهابي وإصابة آخرين وعددهم بالعشرات، إصابات بالغة
وقال المصدر إن مناطق جديدة في إدلب المدينة، وعلى الحدود التركية السورية المشتركة كانت هدفاً لمدفعية الجيش وصواريخه التي طالت منصات إطلاق المُسيَّرات التي حازها «الحزب الإسلامي التركستاني» منذ 3 أشهر من إحدى الدول الأجنبية الراعية للإرهاب.
مصادر أهلية بريف إدلب الشمالي الغربي من جهتها، قالت: إن «المقاتلات الروسية شنت أمس ٣ غارات استهدفت، وللمرة الثانية في غضون يومين، أطراف بلدة باتنتة إلى الشمال من مدينة معرة مصرين، مستهدفة مخازن أسلحة «النصرة» ومحققة إصابات مؤكدة فيها»، فيما أكد المصدر الميداني لـــ«الوطن» أن الحليف الروسي قصف بوساطة بوارجه وطيرانه الحربي أكثر من 19 موقعاً للإرهابيين.
وذكرت مصادر معارضة أن الطائرات الحربية الروسية جددت غاراتها على تلال كبانة بريف اللاذقية الشمالي، حيث ينتشر مسلحو «الحزب التركستاني» ويستحوذون على قرى بكاملها تمتد إلى ريف جسر الشغور الشمالي بريف إدلب الغربي.
وأكدت المصادر، أن الطائرات المسيرة الروسية لا تكاد تفارق سماء إدلب ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لتحديث بنك أهدافها باستمرار تمهيدا للانقضاض عليها، وهو ما كبد الإرهابيين خسائر بشرية كبيرة جداً ولاحق تنقلاتهم في خطوط إمدادهم الوعرة في جبال جسر الشغور وشمال اللاذقية.
أما في ريف حلب الغربي، حولت وحدات الجيش المتمركزة في الفوج ٤٦ مقرات إرهابيي «النصرة» و«الحزب التركستاني» في محيط مدينة دارة عزة إلى ركام، وقتلت وجرحت من فيها، بالتزامن مع دك أوكار إرهابيي «كتيبة المهاجرين» قرب الأتارب وبجوار بلدتي كفر نوران وكفر كرمين، الأمر الذي دفعهم إلى إخلاء مقراتهم فيها والاختباء خلف خطوط الدفاع الخلفية بعد خسائرهم البشرية والعسكرية الكبيرة، وفق ما ذكر مصدر ميداني غرب حلب.