الوقت- نددت حكومة الإنقاذ بالوجود الأمريكي في المياه والسواحل الإقليمية للجمهورية اليمنية، واعتبرت وجود القوات الأمريكية في السواحل والمياه الإقليمية للجمهورية اليمنية وبعض القواعد العسكرية، عملا عدائيا ستكون له آثاره الكارثية على المنطقة والعالم.
كما أشارت إلى أن هذا الوجود هو تحصيل حاصل لعدوان وحصار الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب اليمن منذ مارس 2015م وحتى اللحظة، لافتا إلى أن وجود القوات الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر يهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية. وفي اجتماعهم الدوري السبت برئاسة رئيس المجلس "عبد العزيز صالح بن حبتور"، اعتبر الوزراء اليمنيون "وجود القوات الأمريكية في السواحل والمياه الإقليمية للجمهورية اليمنية وبعض القواعد العسكرية، عملا عدائيا ستكون له آثاره الكارثية على المنطقة والعالم".
ولفت المجلس إلى أن "هذا الوجود هو تحصيل حاصل لعدوان وحصار الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب اليمني منذ مارس 2015م وحتى اللحظة"؛ مشددا على، أن "وجود القوات الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر يهدد أمن وسلامة الملاحة البحرية، وغير بعيد عن المستجدات التي يشهدها العالم فيما يتصل بإنهاء هيمنة القطب الواحد وتوجه الكثير من دول العالم نحو الشرق بعد أن ضاقت ذرعا بسياسة الغرب الاستعمارية والاستعلائية".
وأكد وزراء حكومة الإنقاذ اليمنية على، أن "القوات المسلحة ممثلة بالقوات البحرية جاهزة للتعامل مع ذلك الوجود الذي يمس بالسيادة اليمنية وينافي القوانين والأعراف الدولية"، ولفتوا إلى أن "لدى القوات البحرية اليمنية القدرات التي تمكنها من التعامل مع أي عمل عدواني يستهدف سواحل اليمن ومياهه الإقليمية وأمن وسلامة مضيق باب المندب الاستراتيجي".
كما اعتبر المجلس، أن "الذرائع التي يروج لها الأمريكيون حول وجودهم في هذه المنطقة الاستراتيجية محض كذب وتدليس على الرأي العام العالمي"؛ مؤكدا بأن "اليمن لديه الإمكانيات الكافية لتأمين الملاحة البحرية عبر باب المندب وكذا في سواحله وجزره ومياهه الإقليمية والتعامل الحاسم في مواجهة الإرهاب والإرهابيين".
ومن جانبه، أكد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي ، أن وصول قوة أمريكية مقاتلة في هذا التوقيت الحساس للمنطقة لا يخدم السلام، ناهيك عن سلامة الملاحة في البحر الأحمر.
وقال العزي في تصريح صحفي اليوم الأربعاء: ” نحن في حالة حرب مع أمريكا ومن المهم ألا يخطئ أحد الحسابات، وإنذارنا الطرف الأمريكي منطلقه الحرص على سلامة الملاحة في البحر الأحمر”.
ولفت إلى أن سلامة الملاحة في البحر الأحمر الممر الحيوي لكل العالم تتطلب الابتعاد عن الاستفزازات العسكرية من أي طرف.
وأضاف: ” مشروع الشرق الأوسط الجديد سقط عمليا بوعي شعوب المنطقة وعلى الأمريكيين أن يراجعوا أنفسهم”.
من جهته، قال قائد قوات الدفاع الساحلي في قوات صنعاء اللواء الركن محمد القادري :" نحن نراقب القوات الأمريكية منذ دخولها إلى قناة السويس وأي اقتراب لتلك القوات من مياهنا الإقليمية فنحن جاهزون للرد والردع".
وأكد اللواء القادري أن الوجود العسكري للقوات الأمريكية والصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب استفزازي، منوها بأن لدى البحرية اليمنية من القدرات والمفاجئات ما يردع العدو.
وأشار إلى أن البحرية اليمنية عملت خلال الهدنة وخفض التصعيد على بناء وتطوير قدراتها بشكل غير مسبوق وأعدت المفاجئات للعدو.
وقال وزير الدولة في حكومة صنعاء عبدالعزيز البكير في تدوينة على (تويتر) : " صنعاء راقبت تحركات العدو الأمريكي العدائية قبل أن تصل قواته إلى المناطق المحتلة وأعدت قوات نوعية قادرة على استهداف أي هدف في جغرافية اليمن البحرية والبرية".
وأضاف: "من تلك القوات النوعية 10 آلاف مقاتل مجهزين بأسلحة نوعية سارت على الأقدام إلى مواقعها المحددة لمواجهة أي خطر يتهدد اليمن وثرواته ".
وصول قوات أمريكية إلى البحر سبقه إجراء مناورات .. ما هي الأهداف؟
لا يجد المرء صعوبة في قراءة رسالة وصول قوات أمريكية إلى البحر الأحمر، فهي تأتي في وقت يتعرض التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي لهزائم منكرة على يد القوت المسلحة اليمنية، التي باتت تهدد العمق الجغرافي والاقتصادي والأمني لدول العدوان، التي كانت تمني النفس يوما بالسيطرة على صنعاء في أسابيع، فوصول القوات الأمريكية يأتي لإعطاء جرعات من المعنويات للسعودية والإمارات و”إسرائيل”، في مقابل ممارسة ما تعتقده أمريكا، حربا نفسية على القوات المسلحة اليمنية، لدفعها إلى التراجع عن استهدافها للعمقين السعودي والإماراتي.
وعلى صعيد متصل، سبق وأن حذّر وزير الخارجية في حكومة صنعاء، “هشام شرف”، من “مخاطر خطط قادمة لتحالفات عسكرية ذات أهداف مشبوهة، تحت مسمى المناورات البحرية للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب”.
ونبّه وزير الخارجية من “مغبة انزلاق المنطقة إلى ساحة صراع وتحالفات عسكرية دولية جديدة بذريعة مقاومة الإرهاب والقرصنة وتعزيز أمن المنطقة، بينما حقيقة الأمر وجود أجندات وأهداف مشبوهة لتحويل منطقة البحر الأحمر وبحر العرب إلى ساحة صراع مباشر وبالوكالة”.
وأكد أن “شعوب ودول المنطقة هي المتضرر الأول من مثل تلك الترتيبات العسكرية، التي تدعو إليها “إسرائيل” والولايات المتحدة، بل ستكون وقوداً لها والمتضرر الرئيسي في أي حروب ستنشأ عنها”.
ولفت وزير الخارجية إلى أن “ما أعلنه الكيان الصهيوني والقيادة المركزية الأمريكية بشأن المناورات البحرية في المنطقة لا يعدو كونه عرضاً مستفزاً للقوة العسكرية البحرية”، موضحاً أن “المناورات المزمع إجراؤها خلال الفترة المقبلة تأتي في وقت تتحدث فيه واشنطن عن ضرورة خلق أجواء استقرار وسلام في البحار والممرات البحرية الدولية”.
وشدّد على أهمية “الرصد المستمر للتحركات الإسرائيلية الجديدة المدعومة من واشنطن وبمشاركة عدة دول تسير في ركبها وتُقاد بشكل أعمى إلى أنشطة عسكرية معادية، ظاهرها المحافظة على سلامة الملاحة البحرية والتعاون العسكري التقليدي”.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها المسلحة اللواء “علي حمود الموشكي”، أن “صنعاء ترى في هذه المناورات ترتيبات وبدايات لأحداث تصعيد وتنفيذ مخططات ستؤدي في حال تنفيذها إلى عسكرة منطقة البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، وخدمة أهداف خبيثة عديدة للكيان الصهيوني، على رأسها الدفع نحو التطبيع معه”.
وحذر رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها المسلحة ، من خطورة استقدام قوى التحالف للعناصر التكفيرية والمنتمية لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية عبر ميناء المخاء، واستخدامها له كمحطة وصول لمختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات والألغام ، ودور ذلك في زعزعة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر .
تحذيرات اللواء “الموشكي” جاءت في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة مناورة عسكرية مشتركة جمعت بين “إسرائيل” والإمارات والبحرين في البحر الأحمر بهدف ما أسمته أمريكا وقتها حماية الملاحة البحرية، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة تريد إرسالها الولايات المتحدة الأمريكية إلى قوى إقليمية أخرى .
تقسيم اليمن...على رأس طموحات معسكر الشر الأمريكي البريطاني
ضمن أهم الأهداف الرئيسية لمعسكر العدوان الأمريكي البريطاني وأدواته السعودي والإماراتي، تقسيم وتمزيق اليمن جغرافياً إلى دويلات وأقاليم وتدمير بنيته التحتية والحيوية والسيطرة عليه وعلى سيادته ومقدراته ,فالعدوان على اليمن بكل اتجاهاته خصوصا العسكرية لم يأتِ إلا استجابة لتنفيذ هذه الأهداف، فسياسة التقسيم والتجزئة للبلدان الإسلامية وخصوصا في الشرق الأوسط هي ضمن أولويات وطموحات أمريكا وبريطانيا وهي مشاريع تحاول فرضها بالقوة وبالحروب فهي تريد "شرق أوسط جديد كما تخطط له "يتم فيه تفكيك البلدان الإسلامية والعربية وتحويلها إلى بلدان ممزقة ومتناثرة إلى أشلاء جغرافية ودويلات وكنتونات صغيرة .
ونظرتها لتجزئة اليمن وتفكيكه هي ضمن هذا المشروع و ليست حالة طارئة أو وليدة يومها فهو مشروع مخطط له مسبقا وملف مفتوح على طاولة معسكر العدو /أمريكا وبريطانيا/ وتنفيذ أدواته وعملائه /السعودية والامارات وحكومة المرتزقة والخونة/ في فنادق الرياض وأبوظبي .
فالأمريكي والبريطاني لا يريدان يمناً واحداً بل يريدان يمناً مستباح السيادة مسلوب الإرادة ضعيفاً وممزقاً إلى أوصال وأقاليم جغرافية متناحرة يسهل التحكم بها والسيطرة عليها، كما هو الواقع في المناطق الجنوبية التي يحتلانها عبر أدواتهما السعودية والإمارات ومرتزقتهما وينهبان ثرواتها .
لذلك مسألة تقسيم اليمن ستظل حلم تحالف واشنطن ولندن وأدواتهما وهو الهدف الذي تسعيان إليه في هذه المرحلة بعد أن وصلت آلتهما الحربية العدوانية في اليمن إلى الفشل العسكري والاستراتيجي الكامل ، لهذا العاصمة صنعاء ومع هذه المعطيات فإنها أمام تصعيد جديد من تحالف العدوان وعمل استفزازي يتجاوز كل الخطوط الحمر فتمزيق اليمن وأقلمته مشروع مرفوض وتصعيد سيقابل بالردود الاستراتيجية المضادة.