الوقت- كشف خبير أمني عراقي، أن كلام السفيرة الأمريكية الأخير مرتبط بتخريب شبكة الكهرباء، ويقول العميد المتقاعد "عدنان الكناني" إن مصادفة التخريب الأخير في خطوط نقل الكهرباء العراقية لا تنفصل عن التصريحات التدخلية للسفيرة الأمريكية في بغداد، قائلاً: "إن الانفجار في خطوط نقل الكهرباء في محافظتي البصرة وصلاح الدين له علاقة بتصريحات ألينا رومانوفسكي السفيرة الأمريكية في بغداد، بالاستناد إلى مصادفة الانفجار في خطوط نقل الكهرباء وتصريحات السفيرة الأمريكية التي كان مشكوك فيها، إلا أنه تم تشكيل لجان تحقيق لتحديد سبب هذه التفجيرات، مع تأكيده على أن تأجيل التحقيق في مثل هذه القضية يصبح ممكنا باستخدام محققين غير أكفاء، حيث تم تشكيل العديد من لجان التحقيق في السنوات الماضية، ولم يكن التحقيق مثمرا، فيما توجد وجهات نظر متعددة بشأن دور الولايات المتحدة الأمريكية السلبي في العراق، ومن بين أهم هذه الوجهات أن الولايات المتحدة لعبت دورًا تخريبيًا كبيرا في العراق.
دور تخريبيّ أمريكيّ
تاريخيًا، تعود علاقة الولايات المتحدة بالعراق إلى عقود قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والتي شملت دعمًا عسكريًا واقتصاديًا للنظام العراقي خلال حرب إيران العراقية في الثمانينات، وحرب الخليج الأولى في التسعينات، وبعد غزو العراق عام 2003، قامت الولايات المتحدة بإطلاق حملة عسكرية ضد النظام العراقي، وواجهت مقاومة شديدة من الجماعات المسلحة العراقية والمقاتلين الإسلاميين، ويعتبر هذا الغزو والحملة العسكرية سببا مهماً في تخريب للعراق، حيث أدى الغزو إلى تدمير البنية التحتية والاقتصاد العراقي، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
كما يشير الناقدون إلى دور الولايات المتحدة في دعم الحكومات العراقية الضعيفة، وتأجيج الصراعات الطائفية في العراق، وتدخلها في الشؤون الداخلية العراقية، ويشير البعض أيضًا إلى أن الولايات المتحدة أسست نظامًا ديمقراطيًا كاذباً في العراق يتمتع بالكفاءة والفاعلية التي ترغبها واشنطن لتدمير هذا البلد، وأنها تدعم المنظمات والجماعات التي تعمل على تأجيج المجتمع العراقي وفقًا للنموذج الديمقراطي الغربي المرسوم لدولنا، وهذا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في العراق وتدمير هوية الدولة العراقية ومؤسساتها، كما أن الولايات المتحدة استغلت العراق في أهدافها السياسية الخاصة، وتخلت عنه بعد أن تحققت أهدافها في الإطاحة بالنظام السابق وتأمين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وتتهم الولايات بالتخريب الناجم عن سياساتها وأفعالها في العراق.
وكل الدلائل تشير إلى وجود شيء غير عادي، وخاصة أن التخريب في هذه الفترة تزامن مع تصريحات السفيرة الأمريكية في بغداد، وللوصول إلى حقيقة الأمر، يجب تشكيل لجنة فعالة تعمل بأمانة وبعيدة عن أي ضغوط سياسية، وكانت مصادر عراقية أعلنت السبت الماضي أن خط نقل الكهرباء صلاح الدين الحديث بات بعيد المنال بسبب عمل تخريبي، والسبب في ذلك هو انفجار عدة قنابل بالقرب من عدة أبراج كهربائية، وبعد ذلك سقطت ثلاثة أبراج وانقطع تدفق الكهرباء في خط نقل الطاقة هذا، ثم أعلنت وزارة الكهرباء العراقية في بيان: "في الوقت الذي تمر فيه شبكة الكهرباء العراقية بظروف صعبة بسبب نقص الوقود وزيادة الطلب على الاستهلاك وارتفاع حاد في درجة حرارة الجو، ستكون هذه الشبكة فشلت تمامًا"، و حسب هذا البيان، فإن سبب ذلك هو اندلاع حريق في محطة تحويل البكر في محافظة البصرة، ما أدى إلى انقطاع خطوط النقل وتعطيل الشبكة وإغلاق وحدات التوليد في محطات الكهرباء، وبشكل عام، يمكن القول إن وجهة النظر التي تروج لدور أمريكا التخريبي في العراق تعبر عن اعتقاد الكثير من الأفراد والجماعات، وربما يكون هذا الاعتقاد مستندًا إلى الأحداث التي شهدتها العراق في السنوات الأخيرة.
تاريخ أمريكا الأسود في العراق
إن وجهات النظر حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في العراق تختلف بشكل كبير، وتعتمد على التجارب الشخصية والتحليلات السياسية للأحداث، وإن بعض وجهات النظر النموذجية التي تنتقد الدور الأمريكي في العراق تتمثل في غزو العراق عام 2003، حيث يُعتبر غزو العراق من قبل الولايات المتحدة عام 2003 خطوة غير مبررة وغير قانونية، حيث ادعت الحكومة الأمريكية وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لكنها لم تعثر على هذه الأسلحة بعد الغزوـ كذلك الاحتلال والتدخل العسكري، يُعتبر الاحتلال العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة للعراق بعد الغزو عام 2003 أحد العوامل التي أدت إلى اندلاع الصراعات الداخلية والتوترات العرقية والطائفية والإرهاب في البلاد، إضافة إلى فشله في إعادة الأمن والاستقرار، حيث اتهمت بعض وجهات النظر الأمريكية بأنها فشلت في إعادة الأمن والاستقرار إلى العراق بعد اجتياحه، وهو ما أدى إلى مزيد من الاضطرابات والتوترات وتصاعد العنف في البلاد.
أيضا، الأثر الاقتصادي والاجتماعي، حيث يُؤكد البعض على أن سياسات الولايات المتحدة وتدخلها في العراق أثر بشكل سلبي على الاقتصاد والمجتمع العراقي، ما أدى إلى انهيار البنية التحتية وارتفاع معدلات البطالة والفقر، مع نتائج عكسية عل البلاد، حيث يعتبر المعارضون للدور الأمريكي أن التدخل العسكري في العراق أدى إلى تعزيز الانقسامات في البلاد وداخل المنطقة، وزيادة التطرف والتنظيمات الإرهابية.
وعلى الجانب الآخر، بعض وجهات النظر الأخرى حول دور الولايات المتحدة الهدام في العراق، تؤكد تدمير البنية التحتية والثقافة في هذا البلد، حيث يشير كثيرون إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية أدت إلى تدمير العديد من المواقع الثقافية والبنية التحتية العراقية التاريخية والأثرية، ما أثر سلبًا على الهوية الوطنية والتراث الثقافي للعراق، ناهيك عن انتهاك حقوق الإنسان، حيث تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات لانتهاك حقوق الإنسان في العراق، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب وحوادث مؤلمة أخرى، وهذه الاتهامات أدت إلى تدهور صورة الولايات المتحدة في العيون الدولية.
إضافة إلى التدخل في السياسة العراقية، حيث يرى بعض العراقيين أن الولايات المتحدة استخدمت نفوذها السياسي والعسكري للتدخل في الشؤون الداخلية للعراق وتشكيل الحكومات وفرض سياسات لخدمة مصالحها، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار السياسي في البلاد، وقد تصاعد التوترات العرقية والطائفية، ويؤكد البعض أن سياسات الولايات المتحدة في العراق ساهمت في تصاعد التوترات العرقية والطائفية، حيث استُخدمت استراتيجية "الانقسام والعزلة" لتحقيق أهداف سياسية، ويجب أن نلاحظ أن دور الولايات المتحدة في العراق يختلف حسب الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية لمصالحها، ولا يمكن للبيت الأبيض تشكيل مستقبل عراق جيد، إذا كانت مصالحه تتطلب غير ذلك للأسف.