الوقت-خلال الفترة الماضية نقلت العديد من المواقع والصحف الاخبارية التحرك والدور المصري الذي يعمل على تثبت التهدئة بين حركات المقاومة والكيان الصهيوني، حيث إن الدور المصري يعتبر دوراً بارزاً لمحاولة تجنيب ومنع حدوث حرب بين حركات المقاومة والكيان الصهيوني.
وفي السياق نفسه وخلال الايام الماضية ونقلاً عن مصادر فلسطينية مطلعة فإن هناك تعثرا كبيرا في التوصل إلى اتفاق، حيث إن الجانب الصهيوني يهدد بشن حرب على غزة وبالرغم من الجهود المصرية الكبيرة يبدو أن هناك خفايا كثيرة ستظهر للعلن خلال الايام القادمة. حيث ان تعنت الكيان الصهيوني هو السبب الاصلي في تعثر تثبت الهدنة. وبخصوص هذه المباحثات التي تجريها الجهات المصرية للتوصل إلى تثبت التهدئة، فقد أكدت مصادر مطلعة أن تلك المباحثات تشهد صعوبة كبيرة، وذلك لتعنت الجهات الإسرائيلية.
لقاءات حماس والجهاد الإسلامي في القاهرة
كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، عن بعض نتائج التحرك المصري الذي يجري سرًا من أجل تثبيت التهدئة في قطاع غزة، ومنع الانجرار خلف الاستفزازات وإشعال جولة تصعيد جديدة. وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أن القاهرة لا تتوانى في بذل كل جهد من أجل إتمام ملفات غزة وتجنيب الجميع ويلات حرب جديدة، لكن حتى اللحظة جهودها لم تثمر عن صيغة اتفاق جادة فيما يتعلق بالتهدئة وأن ما يجري مجرد “ترقيع تمديد مؤقت” لا أكثر.
وذكرت أن لقاءات قيادة جهاز المخابرات المصرية مع قيادات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” قبل أيام في العاصمة المصرية القاهرة، ناقشت العديد من الملفات المهمة والحساسة، لكن لم يتم التوصل لصيغة اتفاق واضحة، والسبب يعود للجانب الإسرائيلي وتصعيده المتكرر والمستفز.
وأشارت المصادر ذاتها ، إلى أن وفدًا من قيادة جهاز المخابرات المصرية توجه قبل أيام لإسرائيل، وأجرى العديد من اللقاءات مع المسؤولين هناك، وتم فتح العديد من الملفات المتعلقة بالتهدئة وغزة والتصعيد وكذلك نتائج المباحثات التي جرت مع قادة الفصائل الفلسطينية.ولفتت إلى أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يضع الحرب على غزة امام عينيه، ولم يقدم أي وعود “واضحة” للجانب المصري تؤكد نيته عدم الدخول بالحرب، بل أكد ان جيشه سيرد وبقوة على أي تصعيد او توتر من قبل المقاومة وانه جاهز لمعركة طويلة مع فصائل غزة.
اختتمت وفود حركتي حماس والجهاد الإسلامي، زيارتها إلى العاصمة المصرية القاهرة، التي تخللها عقد لقاءات ثنائية، وأخرى مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، ناقشت عدة ملفات أبرزها التهدئة وتسهيل الأوضاع الحياتية في قطاع غزة.
والجدير ذكره أن الحركتين ناقشتا ملف التهدئة مع المسؤولين في مصر، حيث حظي بنصيب كبير في تلك الاجتماعات التي عقدت منفردة مع المسؤولين في المخابرات المصرية، والتي استبقت أيضا بعقد لقاء ثنائي بين قادة حماس والجهاد.ويدور الحديث أنه جرى التأكيد على التمسك بوحدة الساحات، ورفض مخطط الاحتلال الفصل ما بين الساحات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكانت مصر قد توسطت في إرساء تهدئة في قطاع غزة، أنهت التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير الشهر الماضي، الذي دام خمسة أيام، وبدأ بقيام قوات الاحتلال باغتيال ثلاثة من كبار قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وقد حاز ملف تحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، الذي يعيش تحت وطأة حصار إسرائيلي مستمر منذ العام 2007، على حيز آخر من النقاش.ويدور الحديث أن المناقشات اشتملت على زيادة كمية الكهرباء الموردة إلى قطاع غزة، وتسهيل عمليات تصدير البضائع، وإدخال سلع جديدة لغزة من خلال البوابة المصرية.ومن المقرر حسب ما أعلن أحد مسؤولي حركة الجهاد الإسلامي، أن تعقد حركته اجتماعا آخر مع قيادة حركة حماس، في العاصمة اللبنانية بيروت.
في حال تعثر تثبيت التهدئة..ما الذي ينتظر الكيان الصهيوني؟
من الواضح أن عدوانا جديدا قد تقوم به اسرائيل لن يمر مرور الكرام فالفصائل الفلسطينية في غزة سبق و أن أعلنت موقفاً واضحاً من التصرفات الصهيونية تجاة غزة وقالت "ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى.
ومن جهةٍ اخرى إن المسجد المبارك يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي، وإن المساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر وإن استمرار الاستفزازات تجاهه او تجاه غزة سيؤدي لتفجر الأوضاع.في السياق نفسه فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتبر الاكثر تطرفاً حيث لم يمض وقت طويل على تشكيلها وقد بدأت بالاعمال والتصرفات الاجرامية بحق المقدسات والقيام باغتيال قادة المقاومة والعدوان المباشر على غزة وهنا يمكن القول ان المرحلة القادمة سوف تشهد توتراً كبيراً اذا ما قام الكيان الصهيوني بشن عدوان على غزة وسوف يلقى الكيان الغاصب مقاومة كبيرة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني حاضر دائما للدفاع عن المقدسات وللدفاع عن وطنه وارضه، وفي هذا السياق فإن المقاومة المسلحة في داخل فلسطين لن تظل مكتوفة الأيدي، فالكيان الصهيوني سيكون المسؤول الاول والاخير عن النتائج الكارثية التي سوف يتلقاها على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد إن المقاومة الفلسطينية المسلحة قد أعادت تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبرت جميع الاحداث عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها. و من الواضح أن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فالمجموعات الصاعدة الجديدة تشكل معادلة قوية في الصراع مع الكيان الصهيوني وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق. بكل وضوح إن الأوساط الإسرائيليّة تعيش على كل مستوياتها، حالة هيستيريّة شديدة، وإنّ أكثر ما يثير الغضب الصهيونيّ حاليّاً، هو تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أجرموا بشدّة بحق هذا الشعب منذ اليوم الأول لاستعمارهم.
في النهاية إن استمرار الكيان الصهيوني في التعنت و القيام بخطوات استفزازية ضد أبناء الشعب الفلسطيني او شن حرب بشكل مباشر على قطاع غزة من شأنه تفجير الأوضاع داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل مستقيم سينعكِس على الشارع الفلسطينيّ برمّته وسيكون له تبعات خطرة للغاية على مستقبل الكيان الصهيوني اللقيط. وسيكون هناك رد من فصائل المقاومة على الكيان الغاصب بالصواريخ وستفشل كل منظمومات الكيان الصهيوني والقبة الحديدية.
وفي هذا الصدد يمكن القول وبكل صراحة أن العدوان الاخير على غزة أظهر بما لا يدع مجالاً للشك ، أن الكيان الصهيوني في أسوأ لحظة في التاريخ، فالكيان يده قاصرة عن الوصول إلى كل أهدافهم، فهم أضعف من أن يحققوا على المقاومة انتصاراً ناجزاً، أو أن ينزلوا بها هزيمة ماحقة، فالمقاومة ورجالها الذين استطاعوا أن يحافظوا على بنيتهم وهياكلهم لسنواتٍ طويلة، يدركون أن معركتهم مع الكيان الصهيوني معركة طويلة، وأنها لم تحسم بعد، وأنه على الطريق سيسقط شهداء في المواجهة.