الوقت- يبدو أن فضحية سقوط 25 قتيلاً و 123 مصاباً نتيجة الحريق الهائل الذي ضرب المستشفى العام بجازان سيعصف بالمملكة السعودیة أكثر مما تحسب له الأوساط السعودية إذ أنه ترافق الحديث عن ملفات فساد كبيرة في القطاع الصحي في منطقة جيزان.
الإرباك السعودي وصل إلى ذروته و التقصير و الإهمال الحكومي بلغ حداً لم يعد يطيقه الشعب السعودي نفسه، فكيف بأهالي المواطنين الأبرياء الذين لقوا حتفهم و هم مرضى على الفراش عاجزين أمام دخان الموت الأسود الذي حاصرهم بسبب إهمال البعض!
تكرار الحوادث و الإهمال الحكومي لن يمرّ مرور الكرام بعد فاجعة المشفى اذ أن المواقف الغاضبة من المآساة قد ضجت في أرجاء المملكة و راح الكثيرون يتسألون عن مدى قدرة هذه الحكومة على قيادة تحالف إسلامي أعلنت عنه مؤخراً أو قدرتها علی الخروج من مستنقع الحرب في اليمن و هي غير قادرة على تأمين الحد الأدنى من السلامة في المستشفيات و المرافق العامة، و تأتي حادثة حريق المشفى بعد العديد من المآسي التي عاناها الشعب السعودي و العالم أجمع سابقاً و آخرها فاجعة منى التي حتى الآن لم يستفق العالم من هولها.
كما لم تنس وسائل الإعلام و الناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي ملف الفساد الصحي الذي فتح مؤخراً في منطقة جازان نفسها و التوصل إلى اكتشاف هدر و فساد و صرف رواتب لعدد كبير من الموظفين الوهميین و تحايل الأطباء على النظام المعمول عليه في "اللوكم"، و لم يستطع حاكم منطقة جازان من إسكات الأصوات و التخفيف من حجم الكارثة بوعوده بفتح تحقيق و تخصيص عدد من فرق الإنقاذ و الإطفاء للإهتمام بالمصابين. كما راح البعض على مواقع التواصل الإجتماعي إلى أبعد من ذلك متهمين العائلة الحاكمة بالفساد و تشبيههم بالإرهابين اذ أنه لا فرق بين الفاسد و الإرهابي فكلاهما يسبب الموت على حد وصفهم، و مع الإنتشار الكثيف لصور و مقطع الفيديو للحادثة ذهب البعض إلى اتهام وزير الصحة و معاونه و مطالبتهم بالتنحي عن مناصبهم و محاكمتهم الفورية على هذا التقصير. كما يجدر الذكر أن هاشتاغ "أنا أرى حريقاً بمستشفى جازان العام" من الأكثر تداولاً على تويتر و فيسبوك.
" يجب قلع النبتة الفاسدة من الجذور فالمشكلة ليست بالموظف الصغير أو الوزير فقط بل إنه النظام الحاكم" کان ملخص ما خلص إليه عدد من المدونين و الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي.
هنا یطرح السؤال ماذا ستكون تداعيات الحادثة في الأيام القليلة المقبلة؟ و هل سيلقى صوت المواطن السعودي أي صدى أو جواب؟ و من مَن سيتلقى الجواب إن كان رأس الهرم فاسداً ؟