الوقت- قال السيد "أحمد رضا روح الله زاده" أمين اللجنة السياسية للدفاع عن الشعب الفلسطيني عن الصراع الأخير بين الفلسطينيين والکيان الصهيوني: من المتوقع أن يستمر هذا الصراع، لأن المجتمع الفلسطيني توصل خلال السنوات القليلة الماضية، إلى نتيجة مفادها بأن الکيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية ليس لديهما الإرادة لتخفيف الضغط على هذا المجتمع، ومنح التنازلات اللازمة للفلسطينيين للتمتع بحقوقهم المشروعة.
وفي هذا الصدد، ليس فقط يقصر الصهاينة، بل يسعون أيضًا إلى انتهاك المزيد من الحقوق، وتوسيع المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية، والاعتداءات ضد المسجد الأقصى، والاعتقالات الجماعية للفلسطينيين، واغتصاب الأراضي الجديدة في المناطق الفلسطينية، وتدمير منازل الفلسطينيين، هي أمثلة على هذا الأمر.
المقاومة هو خيار الشباب الفلسطيني
وقال أمين سر اللجنة السياسية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، في إشارة إلى حكم حكومة نتنياهو المتطرفة في تل أبيب: إن هذه الحكومة لديها ادعاءات كثيرة تتعلق بالمسجد الأقصى بالقدس.
لقد أثارت حكومة نتنياهو قضية ضم الأراضي الفلسطينية(الضفة الغربية) إلى "إسرائيل". بالإضافة إلى هذا الموضوع، رأينا أنه خلال رئاسة ترامب، نشأ وضع على المستوى الإقليمي، ووقعت بعض الدول العربية اتفاقيةً لتطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني. حتى في بعض الدول، تم اعتبار حركات المقاومة بأنها جماعات إرهابية.
وهذه القضايا جعلت الشباب الفلسطيني يتوصل إلى نتيجة مفادها بأنه إذا لم يتحركوا، فسيتعين عليهم تحمل المزيد من الضرر. ولهذا السبب اختاروا خيار المقاومة ودخلوا الميدان.
مقاومة الشباب الفلسطيني العابرة للمنظمات
ووصف السيد "أحمد رضا روح الله زاده" مقاومة الشباب الفلسطيني بأنها مقاومة عابرة للتنظيمات والجماعات، وقال: لا دور لفصائل مثل شهداء الأقصى أو حماس أو الجهاد الإسلامي في قيادة وإدارة أداء مقاومة الشباب الفلسطيني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مجموعات المقاومة الأخرى الموجودة في الضفة الغربية قد انحازت بطريقة ما إلى هؤلاء الشباب، وتتعاون معهم على أساس محور المقاومة. لذلك، من المتوقع أن تستمر المقاومة، وخاصةً أن الأوضاع الداخلية للکيان الصهيوني حرجة، وهذا الکيان يتجه نحو الاستقطاب والصراعات الداخلية.
هذا في حين أن محور المقاومة على المستوى الإقليمي قد زاد من قوته الرادعة، وإذا أراد الکيان الصهيوني إشعال حرب في المنطقة للخروج من المأزق الذي يعيش فيه، فلن يسمح محور المقاومة لتل أبيب بفعل ذلك.
عجز تل أبيب عن محاربة جماعات المقاومة
وفي إشارة إلى الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته المقاومة الفلسطينية على مواقع الكيان الصهيوني، وردّ تل أبيب علی هذا الهجوم والذي افتقر إلى القيمة العسكرية، قال هذا الخبير في الشأن الفلسطيني: يعلم الکيان الصهيوني أنه لا يملك القدرة على محاربة فصائل المقاومة في الوضع الراهن. في غضون ذلك، غيرت الحرب في أوكرانيا الوضع الدولي، وروسيا كقوة عالمية لا تنظر إلى قضية "فلسطين وإسرائيل" كما كانت في الماضي، وقد طرأت عليها تغييرات.
وعندما ننظر إلى هذه الأمور، نجد أنه قد تم توفير فرصة مناسبة للغاية لاستمرار المقاومة الفلسطينية.
11 ألف عملية ضد الصهاينة
لم يعتبر روح الله زاده مقاومة الشباب الفلسطيني نتاجاً للوضع الراهن، وقال: منذ معركة "سيف القدس" حتى الآن، لم يتوقف نضال الشباب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.
وأضاف: حسب التقارير التي نشرها هذا الکيان، فقد تم تنفيذ عمليات يومية ضد الصهاينة في أراضي عام 1948 وفي الضفة الغربية، وكل يوم يمر تتسع العمليات ضد الكيان الصهيوني. وحسب التقارير التي نشرت العام الماضي، كان هناك نحو 11 ألف عملية أو خطة عمليات، تم تحييد بعضها وتنفيذ عدد كبير.
ونتيجة العمليات التي قام بها الشبان الفلسطينيون هذا العام، قتل 31 صهيونيًا وجرح أكثر من مئة آخرين. في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 44 جندياً العام الماضي.
بالطبع، تم ذكر عدة أسباب لمقتل هذا العدد من الصهاينة، وهذا يدل على أن خسائر الكيان الصهيوني يجب أن تكون أكثر بكثير مما يقدمه هذا الکيان.
استمرار العمليات ضد الصهاينة
شدد روح الله زاده على أن المقاومة يجب ألا تضيع الفرصة، وقال: من المستبعد أن تفوت المقاومة مثل هذه الفرصة، لأن المقاومة الموجودة في الضفة ليست جماعات ومنظمات معروفة.
كما قلت من قبل، هذه المقاومة تتجاوز التنظيمات والإرادة الجماعية. لذلك، أشك في أن أي اتفاق في هذا المجال (وقف عمليات الشباب الفلسطيني ضد الکيان الصهيوني)، يمكن أن يتم لأن الشباب الفلسطيني لا ينتمون إلى أي جماعة أو منظمة.
تل أبيب في طريق مسدود
وقال هذا المحلل للتطورات في فلسطين: بالنظر إلى مجمل الأوضاع القائمة، يبدو أن الكيان الصهيوني في مأزق ولا يمكنه التراجع ولا يمكنه المضي قدمًا.
ويبدو أن ظروفاً تآكليةً سادت هذا الکيان، سواء فيما يتعلق بالمقاومة أو فيما يتعلق بالأزمة الداخلية (الاحتجاجات ضد نتنياهو). وهذه القضايا لا تسمح للکيان الصهيوني أن يكون لديه خطة أو برنامج صحيح لإدارة الأزمات.
أزمة وجود الکيان الإسرائيلي
وشدد روح الله زاده على أن إدارة الأزمات قد خرجت من سيطرة الكيان الصهيوني، وقال: هذا الموضوع سيكون له تداعيات كثيرة على تل أبيب، أهمها تكثيف الهجرة العكسية. ومع انخفاض عدد السكان، تزداد أزمة الكيان الصهيوني، وستعتبر هذه الأزمة أزمةً وجوديةً.
هنا، يجب أن أشير إلى أنه خلال الشهر الماضي، شهدنا خروجاً هائلاً لرؤوس الأموال من الأراضي المحتلة. وخلال هذه الفترة، قامت العديد من الشركات الاقتصادية الكبرى بإغلاق مكاتبها في الأراضي المحتلة، ونقلها إلى الدول الأوروبية.
وفي الختام قال روح الله زاده: لا يوجد أفق واضح لمستقبل الكيان الصهيوني، ويبدو أن مقاومة الشباب الفلسطيني ستستمر بعد شهر رمضان المبارك.