الوقت- إن استمرار الكيان الصهيوني في توسيع الاستيطان يُعد جريمة بحق الإنسانية وفي هذا السياق فإن الدعم الإماراتي والامريكي في دعم الكيان الصهيوني للاستيطان وممارسة جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني لم يعد خفياً، حيث لايخفى على أحد الدور الذي تلعبه الامارات إلى جانب الكيان الصهيوني في شرعنة الاستيطان فقد سبق وأبلغت الإمارات مجلس الأمن الدولي بأنها لن تدعو للتصويت على مشروع قرار يطالب إسرائيل “بوقف فوري وكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”،وفي مذكرة أرسلتها في وقت سابق، قالت الإمارات للدول الأعضاء في مجلس الأمن إنها تعكف حالياً على صياغة بيان رسمي، يُعرف باسم البيان الرئاسي، يتعين على المجلس المكون من 15 عضوا الموافقة عليه بالإجماع.
وقالت المذكرة “بالنظر إلى المحادثات الإيجابية بين الأطراف، فإننا نعمل الآن على مسودة بيان رئاسي من شأنه أن يحظى بالإجماع”.وأضافت “وبناء على ذلك، لن يكون هناك تصويت على مشروع القرار . وسيستقي الكثير من لغة البيان الرئاسي من تلك المصاغ بها مشروع القرار”.
وفي السياق ذاته كشف موقع عبري ، عن تفاصيل الصفقة التي أدت الى سحب دولة الإمارات لمشروع قرار وقف الاستيطان من التصويت في مجلس الأمن. وقال موقع “واللا ” العبري، إن عناصر التفاهمات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية حسب مصدرين إسرائيليين هي:التزام إسرائيل بتجميد لعدة شهور خطط بناء إضافية في المستوطنات،تجميد لعدة شهور هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية،التجميد لشهور إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في المناطق المصنفة “ج”، التخفيف من عمليات الاقتحام الإسرائيلية للمدن الفلسطينية، موافقة إسرائيل على إجراء بعض التغييرات في مجال الضرائب على جسر اللنبي حيث ستدخل لموازنة السلطة أكثر من 200 مليون شيكل سنوياً، السلطة الفلسطينية وافقت على تنفيذ الخطة الأمنية التي وضعها المنسق الأمني الأمريكي مايك فنزل لإعادة سيطرة السلطة على جنين ونابلس، موافقة السلطة الفلسطينية على العودة لمحادثات لإعادة التنسيق الأمني مع إسرائيل
دعم إماراتي لا محدود لـ’إسرائيل’
كالعادة دائماً تقف الإمارات إلى جانب الكيان الصهيوني، حيث كان النظام الإماراتي أول الأنظمة التي هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ووقفت الإمارات إلى جانب الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني.وفي هذا السياق خلال الأيام الماضية عملت الإمارات وسعت لإنجاح صفقة في محاولة بائسة منها لإنقاذ الكيان الصهيوني، حيث إن تفاصيل الصفقة التي أدت الى سحب دولة الإمارات لمشروع قرار وقف الاستيطان من التصويت في مجلس الأمن. كشفها موقع “واللا ” العبري في وقت سابق ،عقب رفض الإمارات تقديم مشروع قرار ضد الاستيطان ،كانت هناك العديد من الانتقادات للإمارات بعد رفضها تقديم مشروع القرار المعد ضد استيطان النظام الصهيوني في الضفة الغربية إلى مجلس الأمن ، في السياق نفسه لم تخجل الإمارات من العمالة والوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني بل خرج المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات للرد على هذه الانتقادات. فقد قال "أنور قرقاش" ، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة ، في تغريدة إنه يثمن موقف بلاده في إصدار بيان مجلس الأمن الأخير ضد استيطان الكيان الصهيوني، وأكد في هذا الصدد: أن البيان جاء لصالح القضية الفلسطينية وأضاف قرقاش: هذا البيان هو أول بيان لمجلس الأمن لصالح الحقوق الفلسطينية خلال السنوات التسع الماضية.وجاءت هذه التصريحات بعد أن كان من المفترض أن يصدر مجلس الأمن قرارا ضد استيطان الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بناء على اقتراح الإمارات ، لكنه استقر بضغط من الولايات المتحدة على إصدار بيان.
وفي هذا السياق سبق وأن ندد مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين (20 فبراير 2023/1 مارس 1401) خطة النظام الصهيوني لتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بإصدار بيان رسمي. إجراء حدث بعد 6 سنوات من القرار الأخير لهذا المجلس ، وظهرت أمريكا أيضًا في دور معارضة حليفها القديم.وبينما أعدت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية بالتعاون مع الفلسطينيين ، فإنها لم تقدم طلبها للتصويت على القرار ضد تل أبيب.
الوجه القبيح للإمارات
تحاول الإمارات المرواغة بين الحين والاخر . ففي هذه المواجهة التي تدور في المنطقة بين محور المقاومة من جهة ومحور الاستكبار العالمي والاحتلال والخنوع أمام الاستكبار من جهة أخرى،يحاول هذا النظام الإماراتي الذي لا يتمتّع بالقدرات العسكريّة والوطنيّة ملء فراغ القوّة والاقتدار بالانضمام إلى التيار الأمريكيّ- الإسرائيلي في المنطقة. إن الخيانة التي ينتهجها النظام الإماراتي بحق أبناء الشعب الفلسطيني سوف يسجلها التاريخ. فسيسجل التاريخ أنه في الوقت الذي تتسارع فيه جرائم الاحتلال في القدس وهدم المنازل واقتحام المسجد الأقصى، كان حكام الإمارات يفتتحون سفارة لهم لدى الاحتلال.وإن خيانة وقوف الإمارات إلى جانب الكيان الصهيوني هي جريمة مهما كانت المبررات ومهما حاول المطبّعون لي عنق الحقيقة.لقد سعى النظام الإماراتي لكسر الرواية المشوهة عن الكيان الصهيوني، حيث كشفت الحقائق أن النظام الإماراتي كان يكذب على الكيان الصهيوني وكان حكام الإمارات يقدمون للكيان أماني معسولة، ليكسبوا دعماً وسنداً صهيونياً ويحققوا مصالح أمنية لحماية عروشهم، وكان النظام الإمارتي يقدّم تقارير خاطئة عن الشعوب العربية وهنا لابد من الإشارة إلى أن الدعم الإماراتي للكيان الصهيوني يشكل تهديداً حقيقياً لثوابت الشعوب العربية والإسلامية، حيث ان الدعم الإماراتي للكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني يعتبر خيانة، وما لا يخفى على أحد أن الموقف الإماراتي خلال السنوات الاخيرة، ينصب في مصلحة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا يمكن القول بوضوح إن دعم الإمارات للكيان الصهيوني هو قضية مخزية، وخيانة كبرى.
في النهاية إن المواقف للنظام الإماراتي هي مواقف مخزية وعكس توجه الشعوب العربية فالدعم والتنسيق وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني هدفها الأول والاخير هو تصفية القضية الفلسطينية. حيث تثبت المواقف والأيام ان النظام الإماراتي مازال مستمراً في خيانة أبناء الشعب الفلسطيني.