الوقت- كشف ابو ميثاق المساري عضو ائتلاف فتح في مجلس النواب العراقي قبل أيام عن وجود تخطيط مسبق لزيارة "محمد شياع السوداني" لواشنطن. حيث سيتوجه السوداني إلى واشنطن على رأس وفد رفيع المستوى، وسيتم بحث العديد من القضايا ذات الصلة مع العراق مع سلطات هذا البلد. وأشار المساري إلى أن الموعد النهائي لهذه الرحلة لم يتحدد بعد وأن الاتصالات مستمرة مع الجانب الأمريكي بهذا الصدد.
كما أعلن ثائر الجبوري، ممثل ائتلاف دولة القانون في مجلس النواب العراقي، أنه من المحتمل أن يثير محمد شياع السوداني قضية زيادة سعر الدولار خلال رحلته إلى الولايات المتحدة.
التنسيق مع السفارة الأمريكية في بغداد
كما أفادت صحيفة "العربي الجديد" نقلاً عن مسؤولين عراقيين في بغداد: بأن "محمد شياع السوداني" رئيس وزراء العراق يعتزم القيام بزيارة رسمية لواشنطن على رأس وفد رفيع المستوى خلال الفترة التالية. ينسق السوداني الان مع السفارة الاميركية في بغداد حول هذه الرحلة والولايات المتحدة تنتظرها لأنها تدرك مقاربات الحكومة الجديدة.
رحلة السوداني الوشيكة إلى واشنطن هي عمل مشترك من قبل جميع رؤساء الوزراء العراقيين خلال الأشهر الأولى من نشاطهم بعد عام 2003، لكن رحلة السوداني كرئيس للحكومة انبثقت من تحالف سياسي ركز دائمًا على معارضة الولايات المتحدة ومحاولة إنهاء الوجود العسكري لها في العراق، وأنه يولي أهمية خاصة لهذا الموضوع في هذه الرحلة.
اتفاق الإطار التنسيقي للجماعات الشيعية مع رحلة السوداني إلى أمريكا
وفي هذا الصدد أكد مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي في اتصال هاتفي مع العربي الجديد: أن السوداني حصل على موافقة الإطار التنسيقي للسفر إلى أمريكا وإجراء الترتيبات مع "ألينا رومانوسكي"، سفيرة هذا البلد في بغداد.
من جهة أخرى، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن السوداني يريد أن يناقش ويتبادل الآراء حول قضية وجود جنود أميركيين في العراق.
وقال: إن الإطار التنسيقي للجماعات الشيعية يحاول إعادة التفاوض وإلغاء اتفاق حكومة الكاظمي مع واشنطن الذي غير مسمى القوات الأمريكية من مقاتلة إلى قوات استشارية في العراق، ويسعى الإطار التنسيقي التابع لفصائل المقاومة إلى إنهاء وجود القوات الأمريكية بشكل كامل حتى تحت مسمى الوجود القتالي في العراق والمحدود للقيام بذلك بمساعدة عسكرية وتجهيز القوات العراقية.
لا يوجد عائق في طريق سفر السوداني
وقال هذا العضو في البرلمان العراقي: إن بعض الأطراف السياسية، مثل إقليم كردستان، لا توافق على هذا النهج، وترى أن وجود القوات الأمريكية في قاعدة حرير الجوية شمال أربيل ضروري لأمن الإقليم. وحسب المعلومات المتوافرة، فلا مانع من رحلة السوداني إلى أمريكا، ولم يتحدد سوى التوقيت.
وقال السوداني، في موقفه الأخير تجاه أمريكا الخميس الماضي، في حفل الحشد الشعبي لإحياء ذكرى استشهاد أبو مهدي المهندس واللواء قاسم سليماني، فيما وصف الشهيد سليماني بـ "ضيف العراق": وأضاف إن "عمل الحكومة الأمريكية السابقة في اغتيال قادة عمل هجومي واضح يخترق سيادة للعراق".
حالة الوجود العسكري الأمريكي في العراق
وفي هذا الصدد، أكد محمود الحياني، أحد قادة الإطار التنسيقي للجماعات الشيعية، أن أهم قضية سيناقشها السوداني في واشنطن هي حالة الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وتعتبر هذه القضية واحدة من أولويات حكومة السوداني وفق خطتها المعلنة.
وقال الحياني: إن الإطار التنسيقي ضد وجود علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة لا تقوم على احترام سيادة العراق، فالعراق يحتاج الى علاقات مع الولايات المتحدة في مجال الاقتصاد والاستثمار وحتى الخبرة الامنية والعسكرية، ولكن هناك حديث بشأن الاتفاقات التي قد تضر بسيادة العراق وتتدخل في شؤون العراق السياسية وغيرها.
قضية مهمة أمام السوداني
أعلنت الحكومة العراقية في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021، تغيير مهمة القوات الأمريكية من قتالية إلى استشارية، وأعلنت أن عدد هذه القوات أقل من 2000.
توجد القوات الأمريكية في ثلاث قواعد رئيسية تسمى "عين الأسد" تقع على بعد 130 كم من مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية وقاعدة "الحرير" شمال أربيل وقاعدة "فيكتوريا" قرب مطار بغداد حيث البعثة ووحدة التحليل الاستخباري، إضافة إلى السفارة الأمريكية في بغداد.
إحدى القضايا المهمة التي تواجه رئيس الوزراء العراقي هي وجود الجنود الأمريكيين في العراق، الذين ينتهكون بانتظام السيادة العراقية.
الأمريكيون حولوا سفارتهم في بغداد إلى ثكنة عسكرية، ومن ناحية أخرى، في قواعد أخرى مثل الحرير وعين الأسد، يتصرفون بحرية تامة، والعراقيون لا يعلمون أبدًا بالتطورات التي تحدث داخل هذه القواعد.
وحتى الآن لا توجد معلومات عن جنود أمريكيين في العراق سواء كانوا مستشارين أم جنودًا وما حدث لمنظومة باتريوت للقوات الأمريكية في عين الأسد.
تتنقل القوافل العسكرية الأمريكية بانتظام بين العراق وسوريا. منذ وقت ليس ببعيد، دخل رتل تابع للجيش الأمريكي إلى العراق من شمال شرقي سوريا ومناطق سيطرة ميليشيات قسد عبر معبر "سيمالكا" إلى قاعدة الحرير في مدينة شقلاوة بمحافظة أربيل.
أعلن مصدر أمني مؤخرا عن نشر نظام دفاع صاروخي في قاعدة الحرير. تقع قاعدة حرير في منطقة شقلاوة على بعد 75 كيلومترًا شرق مدينة أربيل، وهي أقرب قاعدة أميركية على حدود إيران، وتبعد عنها حوالي 115 كيلومترًا. تحركات الجيش الأمريكي في المناطق الحدودية مع سوريا هي باتجاه خدمة الإرهابيين وهذا يشكل خطورة على أمن العراق.
وحسب ما قيل عن تحركات أمريكا، فإن من المناقشات المهمة التي يجب أن يثيرها السوداني مع المسؤولين الأمريكيين في رحلته القادمة، موضوع الوجود العسكري الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، وضرورة إنهاء هذا الوجود العسكري الأمريكي في العراق، ولا سيما أن العسكريين الأمريكيين الذين يتظاهرون بتدريب القوات العراقية أو تقديم المشورة، يتقدمون إلى أبعد من حدود الأمن العسكري.
إطار التنسيق العراقي: تأخير انسحاب القوات الأمريكية سيؤدي إلى إعلان حرب مقاومة
تشكل قوات التحالف الأمريكية خطورة على أمن العراق، وخاصة أن داعش قد تمت هزيمته. ومع ذلك، من خلال تحريك فلول داعش، تحاول واشنطن في الواقع جعل العراق يبدو غير آمن ويبرر وجوده العسكري.
وتأتي مناقشة إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق لتحويله إلى نوع آخر من التعاون على غرار الاتفاقات المبرمة بين واشنطن ودول أخرى في المنطقة ولا داعي لوجود قوات في هذه الدول.
الآن علينا أن ننتظر ما إذا كان السوداني سيثير هذه القضية الجانبية خلال رحلته إلى أمريكا أو ما إذا كان سينظر في اعتبارات سياسية واقتصادية أخرى.