الوقت- منذُ بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن عمل تحالف العدوان وبشكل ممنهج على اتباع سياسة حصار الشعب اليمني براً وبحراً وجواً، وهدفت قوى العدوان من خلال هذه السياسية التي اتبعتها إلى زيادة معاناة أبناء الشعب في الجانب الاقتصادي، حيث لم تكتف قوى العدوان بما قامت به من قصف وقتل للمدنيين والأطفال والنساء وإغلاق معظم المنافذ البرية وايضاً عمد التحالف السعودي منذُ اليوم الاول للعدوان على اليمن إلى استهداف المطارات في اليمن وخاصة مطار صنعاء الدولي والذي تعرض مرات عديدة للاستهداف من قبل طائرات التحالف السعودي وتوقف العمل فيه لأكثر من 7 سنوات، من جهةٍ اخرى منع التحالف السعودي الإماراتي وصول ودخول المشتقات النفطية إلى اليمن ليزيد بذلك معاناة الشعب اليمني، بعد أن تم الإعلان عن الهدنة اليمنية في اليمن من قبل الأمم المتحدة كان من المقرر أن يتم دخول السفن النفطية إلى اليمن ، ولكن ما حدث هو العكس تماماً حيث إن التحالف السعودي لم يلتزم ببنود الهدنة المعلنة وخرقها من خلال احتجاز السفن النفطية، وبعد أن تم التنديد بخرق السعودية للهدنة عادت السعودية لتعلن انها سوف تسمح بدخول السفن النفطية لكن في الواقع إن التحالف السعودي الإماراتي وإلى يومنا هذا مازال يحتجز السفن النفطية، حيث احتجز تحالف العدوان مؤخراً 4 سفن وقود عرض البحر ومنعها من دخول ميناء الحديدة، غرب اليمن، وهذ العمل الهدف منه هو زيادة المعاناة في الداخل اليمني.
التحالف السعودي لا يحترم الاتفاقات.. اين هي الأمم المتحدة مما يحدث؟
ما لا يخفى على أحد أن التحالف السعودي لايلتزم أبداً بالاتفاقات التي يوقع عليها ولايحترم حتى قرارات الأمم المتحدة ويضرب بها عرض الحائط، فخلال كل السنوات الماضية خرقت السعودية العديد من الاتفاقات، وحتى في ظل الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة عمل التحالف السعودي على احتجاز السفن النفطية ولم يسمح لها بالدخول إلى اليمن وهذا عمل على زيادة الاوضاع سوء على حياة المواطنيين وخاصة في ظل الظروف التي يعيشها اليمن من انقطاع للتيار الكهربائي بسبب العدوان .
مؤخراً أعلنت شركة النفط في صنعاء، عن احتجاز التحالف السعودي 4 سفن وقود في عرض البحر ومنعها من دخول ميناء الحديدة، غرب اليمن، وأكدت الشركة أن من بين السفن المحتجزة، سفينة البنزين “سي أدور” وسفينة المازوت “جولف ايتوز” وسفينتي الديزل “برنسيس خديجة، وسوبرانو سيرين”.وأشارت الشركة إلى أن جميع السفن خضعت للتفتيش القسري في جيبوتي، ورغم أن السفن تخضع للتفتيش الا أن التحالف السعودي يستمر بالتعنت ويمنع دخول المشتقات النفطية إلى اليمن تحت ذرائع واهية، وهنا تًطرح العديد من التساؤلات عن دور الامم المتحدة تجاه ما يقوم به التحالف السعودي من الأفعال التعسفية والتي تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنيين في الداخل اليمني، ففي ظل انقطاع التيار الكهربائي يمنع تحالف العدوان دخول المشتقات النفطية إلى اليمن.
إن احتجاز التحالف للسفن النفطية يخالف كل المواثيق الدولية حيث يمنع تحالف العدوان المشتقات النفطية عن شعب كامل رغم مرور تلك المشتقات من اماكن وجود قواعد الامم المتحدة والتي كان الهدف من وجودها تسهيل دخول تلك السفن إلى اليمن بعد تفتيشها في جيبوتي.
احتجازات تعسفية متكررة لسفن المشتقات النفطية.. ما الذي يهدف اليه تحالف العدوان ؟
إن تمادي تحالف العدوان وإمعانه في تضييق الخناق على الشعب اليمني بممارساته التعسفية اللاإنسانية ستؤدي إلى تفاقم المعاناة نتيجة توقف العديد من القطاعات الخدمية عن تقديم الخدمات للمواطنين، وخاصة قطاعات الصحة والكهرباء والمياه والنقل.فالاحتجازات التعسفية المتكررة لسفن المشتقات النفطية والأدوية, ومنعها من دخول اليمن, مستمرٌ بلا كلل ولا ملل ولا ضوابط أخلاقية ولا إنسانية ولا دينية للعام الثامن على التوالي، ولقد تجرد تحالف العدوان السعودي من كل أخلاقيات الحروب المتضمنة مواثيق وعهود هيئة الأمم واتفاقيات فيينا الأربع واتفاق السويد والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية بشأن النقل البحري، من أجل تركيع اليمنيين والنيل من ثباتهم, وقتل كل مظاهر الحياة والأمل في اليمن.كما يهدف تحالف العدوان من هذا الإجراء التعسفي إلى إصابة الاقتصاد اليمني بمقتل, بعد تدمير كل مقوماته وبنيته التحتية تدميرا كلياً، سواء من خلال الغارات التي لم توفر شيئا على الأرض, ولم ترعَ حرمة شيء, أو من خلال الإجراءات التعسفية من قبل قوى العدوان السعودي ، عمل التحالف السعودي وخلال الثماني السنوات على خنق اليمنيين وتشديد الحصار البري والبحري والجوي غير المشروع وإخضاع سفن الوقود والدواء والغذاء لإجراءات رقابية جائرة واحتجازات تعسفية متكررة تمتد أحيانا لعدة أشهر ما يؤدي أحيانا كثيرة إلى تلف حمولة السفن, رغم التزام الجهات المعنية بحكومة الوفاق الوطني بكل الإجراءات المفروضة، نعم إن مايقوم به التحالف هو تلاعب وعبث بدماء وحياة وقوت اليمنيين والضغط بالورقة الاقتصادية أملا في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه ترسانته الحربية وهنا تطرح العديد من التساؤلات ما الذي حققته قوى العدوان؟ وأين هي الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مما يجري في اليمن؟
تداعيات الاحتجازات المتكررة
بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يجوز لأطراف النزاع المسلح منع دخول السلع مثل الأغذية والوقود والأدوية المتوجهة إلى المدنيين، ولا حتى تأخيرها بعد تفتيشها ولكن التحالف السعودي يعمل العكس تماماً، حيث يقوم بحصار عسكري غير قانوني وأعمال بلطجة واضحة مقابل الموانئ والشواطئ اليمنية، ويحتجز سفن المشتقات النفطية المتجهة لليمن بشكل تعسفي وهذا بدوره يزيد بشكل كبير في زيادة الأزمة الإنسانية ويفاقم النقص وأيضا ندرة الأغذية لأن الوقود ضروري للزراعة والنقل، كما أن المستشفيات التي تعاني من ضائقة مالية لا تستطيع في الغالب تحمّل تكاليف الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية.
في هذا السياق فإن تداعيات الاحتجازات المتكررة من قبل تحالف العدوان للسفن التي تحمل المشتقات النفطية لها أضرار كبيرة ومن المعلوم أنه كلما طالت فترة احتجاز السفن, كلما زادت الأعباء على المستهلكين, وبالتالي زيادة معاناتهم, فتبعات احتجاز التحالف تزيد من معاناة المواطن ويترتب على ذلك زيادة أسعار مختلف السلع التموينية والغذائية الأساسية ويدمر الاقتصاد الوطني، فمشاكل النقص في الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار في جميع أنحاء اليمن، أعاقت وبشدّة الحصول على المياه النظيفة والخدمات الحيوية الأخرى، بما فيها الرعاية الصحية والصرف الصحي، إضافة إلى ذلك فإن أزمات انعدام الوقود التي تسبب بها التحالف تشكل خطراً على أطفال اليمن الذين يعانون من سوء التغذية وانتشار الأمراض في ظل انعدام الدواء، فنفاد مخزون الوقود نتيجة الحصار الجائر والاحتجاز المتكرر لسفن الوقود تسبب لليمنيين بالكثير من الكوارث الإنسانية، وعلى سبيل المثال وقف أكثر من نصف المصانع الحيوية بسبب نفاد مخزون المشتقات النفطية لدى القطاع الصناعي والتجاري، ما تسبب في اتساع دائرة الفقر والمرض والبطالة والأوبئة ومضاعفة معاناة المرضى وزيادة نسبة الوفيات وتفشي الأمراض والأوبئة والتأثير على القطاع السمكي ونقل وحفظ وتخزين الأسماك والأحياء البحرية.
"ورقةُ ابتزاز".. هل ينفد صبر صنعاء؟
لايخفى على أحد أن فشل دول العدوان الذريع في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية وإلى حَــدٍّ ما الاقتصادية جعلها تتشبث وبدرجةٍ كبيرة على العديد من السياسات الاقتصادية في حربها العدوانية مراهنةً على الوقت لعل وعسى تستطيع تحقّيق بعض المكاسب كأوراق ضغط وإن حجز سفن المشتقات النفطية لتحقيق عدة أهداف منها التأثير مباشرة على مستوى معيشة السكان وبالأخص في ظل تراجع مستوى الدخول الحقيقية ما يجعل تدهور مستوى معيشة السكان عامل ضغط على متخذ القرار.
في السياق نفسه فإن الأعمال الشيطانية لتحالف العدوان سوف يؤدي إلى نفاد صبر حكومة صنعاء فهل يدرك تحالف العدوان أن القوات المسلحة في الدخل اليمني ما زال لديها القدرة في التأثير على مجمل الأوضاع وأن استمرار تحالف العدوان في احتجاز السفن النفطية سيكون له عواقب وخيمة على تحالف العدوان السعودي.
في النهاية تتحمل قوى العدوان والأمم المتحدة، كامل المسؤولية عن التداعيات الإنسانية والاقتصادية المترتبة على استمرار الحصار واحتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى اليمن ، وإنه لمن المثير للسخرية والجدل أن يكون هناك عدم تقيد واحترام التحالف لتصاريح السفن الصادرة من مكتب الأمم المتحدة بجيبوتي, حيث إن أعمال التحالف قد زعزعت ثقة اليمنيين في قدرة الأمم المتحدة على إنهاء الحرب في اليمن وإعادة البسمة والأمل والسلام إلى هذا البلد المنكوب والمظلوم والمنسي.