الوقت_ بقلق عارم، أعلنت قوات العدو الإسرائيليّ مؤخراً تعرض إحدى القواعد العسكرية في الجولان السوري المحتل منذ عام 1967 لاقتحام وسرقة كميات كبيرة من الأسلحة، فيما أفاد بيان عسكريّ صهيونيّ بأن قاعدة "الصنوبر" تعرضت لاقتحام من قبل مجهولين استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، مضيفاً إنّ فرقا من جهاز الأمن العام "الشاباك" ومن قوات شرطة الكيان تشارك في عمليات التحقيق والتمشيط والبحث لكن دون جدوى حتى اللحظة، حيث تأتي تلك الأنباء عقب شهر من تعرض قاعدة أخرى في منطقة النقب للاقتحام والاستيلاء على نحو 30 ألف عيار ناريّ، الشيء الذي رفع بشدّة من حدّة القلق الإسرائيليّ العارم أساساً، وبالأخص على المستويين الأمنيّ والعسكريّ من أن تذهب هذه الأسلحة والذخائر إلى مجموعات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، عقب اعتراف "إسرائيل" بهزيمتها الكبرى هناك، مع تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أجرموا بشدّة بحق هذا الشعب منذ اليوم الأول لاستعمارهم الإباديّ عام 1948.
باتت القواعد العسكرية التابعة لقوات العدو الصهيونيّ هدفاً مهماً بالنسبة للمقاومين، فالعشرات من سرقات الأسلحة والذخيرة، ولاسيما تلك الموجودة في الجنوب، خلال بضع سنوات، وكأنّهم يودون إرسال رسالتين الأولى أن الإسرائيليين غير محصنين عن استهدافنا لاستعادة أرضنا لو سكنوا بروجاً من صوان، والثانية أنه لا داعي أبدا لأن نتكلف على شراء الأسلحة والذخائر ما دامت القواعد الإسرائيلية تحت تصرفنا.
والدليل على ذلك، أنّ الشهر الماضي شهد أعلن جيش العدو اقتحام قاعدة "سديه تيمان" في منطقة النقب وسرقة نحو 30 ألف رصاصة بندقية، وقبل عام أو أكثر، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التابعة للكيان إن مجهولين تسللوا إلى مستودع ذخيرة بقاعدة تدريب تابعة للجيش شمالي النقب، واستولوا على أكثر من 93 ألف طلقة، مضيفة إنّ السرقة وقعت في مركز التدريب الوطني للقوات الإسرائيلية بالقرب من كيبوتس (مزرعة تعاونية) تدعى تسئليم، وهو معسكر مترامي الأطراف شهد العشرات من سرقات الأسلحة خلال العشر سنوات الأخيرة.
وتأتي تلك العمليات العسكريّة التي تصيب الكيان بالذعر رداً على الممارسات الصهيونيّة الاحتلاليّة والعدوانيّة التي لا يمكن أن تتوقف بحق العرب والمسلمين إلا باقتلاع جذور هذه الكتلة الخبيثة من جسد الأمّة، فيما يدور الحديث اليوم عن كبرى عمليات الاقتحام لقواعد الجيش الصهيونيّ، والتي تشمل الاستيلاء على معدات عسكريّة مهمة للغاية لا يعرف الكيان الغاصب بتعدادها أو نوعها، لكن يعبر بمضض عن تأثيرها المهم والبارز في ظل قلق عام من الأوساط الإسرائيليّة التي باتت غير قادرة أساساً على إدارة المعارك مع المقاومة كما تشاء.
ختاماً، تشير المعلومات التي نشرتها مواقع عربيّة وعبريّة، إلى أنّ عمليات الاقتحام تشمل مخازن ذخيرة وأسلحة، تعتمد أساساً على مراقبة كثيفة لقولعة الاحتلال وتستغل بحرفيّة تامة عدة ثغرات أمنية في نظام الحماية التابع للعدو، وكأن المقاومين على علم تام بالإجراءات الأمنية المعمول بها، حيث تجري عمليات الاقتحام خلال دقائق معدودة، يجرى خلالها تحميل كميات من الأسلحة والمئات من صناديق الذخيرة على السيارات تمهيدا لبيعها بملايين الشياكل في سوق الجريمة للعدو نفسه، أو استغلالها في ساحات المعركة التي باتت كفتها ترجح للمقاومين الذين كشفوا ضعف وفشل الكيان الإسرائيليّ الذي يعول دائماً على دمويّته المفرطة، وإنّ تطور أساليب المواجهة والمقاومة في فلسطين، وتأكيد الوقائع أنّ الاحتلال بدأ يفقد السيطرة باعتراف وسائل الإعلام العبرية، يعني فشل "إسرائيل" في مواجهة المقاومة بشكل آني ومستقبليّ على أكثر من جبهة، فعمليات الاقتحام والمقاومة المسلحة في المنطقة تطورت وتصاعدت بشكل كبير وبصور متعددة، ولن تتوقف عندما يشاء العدو، كما يقول محللون.