الوقت - أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها استدعت، اليوم الثلاثاء، رئيس بعثتها الدبلوماسية لدى الرباط، ديفيد غوفرين، للتحقيق معه في قضايا تتصل بالفساد الإداري والمالي، وشكاوى بالتحرش الجنسي.
وبحسب "هآرتس"، تدور شبهات حول غوفرين، بأنه لم يرفع تقارير بخصوص هدايا تسلمها بصفته الرسمية، من العائلة المالكة في المغرب، لم تسجّل، واتضح لاحقاً أنها سرقت من مقر الممثلية الإسرائيلية في المملكة.
وستحقق الخارجية مع غوفرين بشبهات استغلال منصبه، وتقديم تسهيلات لرجال أعمال للمشاركة في مراسم ولقاءات رسمية، وأخرى لأغراض العمل، دون أن تكون لهم صفة رسمية تؤهلهم للمشاركة في لقاءات مع مسؤولين مغاربة.
وكان غوفرين عيّن في وظيفته الحالية، رئيساً للبعثة الإسرائيلية في المغرب العام الماضي، بعد استئناف العلاقات الإسرائيلية المغربية في إطار اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام".
وسبق له أن شغل منصب سفير الكيان الصهيوني لدى مصر.
وأثار استدعاء الخارجية الإسرائيلية لغوفرين، على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بـ"التحرش الجنسي واستغلال نساء مغربيات"، غضباً عارماً في صفوف مناهضي التطبيع في البلاد.
وبينما لم يصدر عن الخارجية المغربية إلى حد الساعة أي تعليق؛ قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" أحمد ويحمان لـ"العربي الجديد "، إن "فضيحة مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وتورط رئيس ما يسمى البعثة الدبلوماسية للكيان بالمغرب يدخلان في باب قاعدة ما بني على باطل فهو باطل. وهنا ما بني على فضيحة فهو فاضح".
واعتبر ويحمان أن "التطبيع مع العدو الصهيوني هو أمّ الفضائح"، مشيراً إلى أن "الكيان الإجرامي لا يمكن لأية علاقة معه إلا أن تنتج عنها الفضائح والجرائم، لأن هذه هي طبيعته".
وقال: "لأن الفضائح التطبيعية لا يمكن أن تكون عادية أبداً، فإن هذه الفضيحة الجديدة هي الأخرى جاءت مركبة وملغومة وفي صميم القرار الاستراتيجي الصهيوني الذي صمم على أن تكون كل الضربات الموجهة للمغرب، فضلاً عن تكريسها للتطبيع وللتطبيع الدافئ بالضرورة؛ تحمل مزيداً من الإهانات للمطبعين".
وتابع: "السؤال بالتالي ليس مطروحاً على الصعلوك غوفرين أو الإرهابي لبيد، وإنما هو مطروح على المسؤولين المغاربة.. لا بل وعلى جميع المغاربة. إنها فعلاً أبعد الحدود التي التزم وزير الخارجية ناصر بوريطة بالذهاب بالمغرب إليها مع الصهاينة على منصة (أيباك) الصهيوأميركية".
ومنذ التحاقه بمنصبه في بداية عام 2021 رئيساً لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة المغربية الرباط؛ أثار غوفرين الكثير من الجدل في العديد من المناسبات.
حيث سادت موجة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، بعد نشره في مايو/أيار 2021 تغريدة هاجم فيها رئيس الحكومة المغربية السابق سعد الدين العثماني، على خلفية تهنئة الأخير لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بـ"الانتصار في حرب غزة".
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي أثار إعلان رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب عن تعيينه سفيراً رسمياً للإحتلال لدى الرباط جدلاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، في وقت انتقد مناهضو التطبيع "الهرولة المتسارعة نحو المزيد من التطبيع، على مختلف المستويات".
وكان المغرب والإحتلال الصهيوني قد أعلنا في ديسمبر/كانون الأول 2020 استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عام 2000 إثر تجميد الرباط العلاقات، جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).
ومنذ الإعلان تسير العلاقات بين الطرفين في منحى تصاعدي، توّج بلقاءات ومشاورات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، شملت مجالات عمل مختلفة، وأفضت إلى توقيع اتفاقيات في مجالات عدة منها الأمن والاقتصاد والرياضة والتعليم.