الوقت - على الرغم من تحذير فصائل المقاومة الفلسطينية للکيان الصهيوني من أي مغامرة جديدة في غزة والضفة الغربية، فإن سلطات تل أبيب أشعلت مرةً أخرى نيران الحرب في غزة، حيث اندلعت في الأيام الأخيرة مواجهات جديدة بين حركة الجهاد الإسلامي والجيش الإسرائيلي.
ورغم أن السلطات الصهيونية حاولت إنهاء العمليات بسرعة كبيرة في الجولة الجديدة من الصراعات، باعتقال أحد قادة الجهاد الإسلامي ثم اغتيال قائد آخر لهذه الحرکة ومهاجمة غزة بوحشية، لكن رد فعل القوات الفلسطينية كان حاسماً حيث أطلقوا مئات الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة خلال ثلاثة أيام، وعدم قدرة أنظمة الدفاع التابعة للکيان على صدّ هذه الهجمات بشكل كامل، دفع تل أبيب للمطالبة بسرعة بوقف إطلاق النار.
حقيقة أن الجهاد الإسلامي تدخل معركةً واسعةً النطاق في منطقة غزة المحاصرة وحيدةً أمام الجيش الصهيوني المجهز بكل الأسلحة المتطورة، ولا تخشى تداعياتها، تدل على أن لديها قدرات لا يمكن الحصول عليها بين عشية وضحاها، بل تطلب الأمر الكثير من الجهد للوصول إلى موقع الردع هذا.
حرکة الجهاد الإسلامي، التاريخ ونهج النضال
تأسست حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 1979 م على يد ثلاثة طلاب فلسطينيين في مصر، هم "فتحي الشقاقي وعبد العزيز عودة وبشير موسى"، كجزء من حركة الجهاد الإسلامي المصرية.
على الرغم من أن هؤلاء كانوا من السنة، إلا أنهم تأثروا بشكل كبير بالثورة الإسلامية في إيران التي أدت إلى إنشاء حكومة دينية، واستخدموا طريق نضال الإيرانيين ضد کيان الاحتلال، ليتمكنوا ذات يوم من تحرير القدس من أيدي الصهاينة.
وبعد فترة، اتبعت أنشطة الجهاد الإسلامي بشكل مستقل عن حركة الجهاد الإسلامي في مصر، وبإعلان وجودها في غزة بدأت نشاطها رسمياً.
بدأت حرکة الجهاد الإسلامي نشاطها السياسي أولاً من المساجد، وروجت لآرائها في الاحتفالات الدينية والأعياد وخطب صلاة الجمعة، واستطاعت خلال فترة وجيزة جذب العديد من الشباب الفلسطيني إلى جانبها، ولديها حاليًا الآلاف من القوى النشطة في المجالات السياسية والعسكرية في جميع أنحاء غزة.
كانت قيادة حرکة الجهاد الإسلامي علی عاتق فتحي الشقاقي، الأمين العام لهذه الحرکة حتى عام 1995، والذي اغتيل في نهاية المطاف على يد جهاز المخابرات الموساد، وأظهرت هذه الجريمة مدى خطورة الجهاد الإسلامي لمنع الخطط الطموحة للکيان الصهيوني.
في العقدين الأخيرين، عندما دخل الكفاح ضد المحتلين المرحلة المسلحة، عززت هذه الحرکة قوتها يومًا بعد يوم في المجال العسكري، وتعتبر حاليًا العدو الأول لـ"إسرائيل" إلى جانب حركة حماس.
حددت الجهاد الإسلامي ميثاقاً خاصاً لنفسها، وأهم بنوده معارضة أي مفاوضات مع الکيان الصهيوني، وعدم قبول اتفاقية "أوسلو" التي وقعتها السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" عام 1993.
كما تعتبر هذه المجموعة الكفاح المسلح استراتيجيةً سياسيةً للتدمير الكامل للکيان الإسرائيلي، وإقامة حكومة إسلامية في فلسطين، وتطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع.
وحسب مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي، فإن المصالحة مع الکيان الصهيوني تعني الاعتراف بهذا الکيان، ويعتبرون قيام دولة فلسطينية على جزء من الأرض الفلسطينية خدعةً من قبل اليهود للاستيلاء على الأراضي العربية والإسلامية.
ومن أهم المبادئ الفكرية لحرکة الجهاد الإسلامي، أن على العالم الإسلامي أن يستخدم كل إمكانياته وقدراته لطرد الکيان الصهيوني من فلسطين. ومن وجهة نظر الجهاد الإسلامي، فإن وحدة القوى الإسلامية والوطنية ووجودها في ميدان القتال، هو الشرط الأساسي لاستمرار سياسة الجهاد للأمتين الإسلامية والعربية ضد الکيان الصهيوني.
ومن منظور حرکة الجهاد الإسلامي، فإن أي تسوية وعلاقة مع "إسرائيل" باطلة وممنوعة، ولهذا السبب انتقدوا حكام الإمارات والبحرين، الذين كانوا رواد تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وتعتبر حرکة الجهاد الإسلامي أن معظم الحكومات العربية تعتمد على الغرب، ووفقًا لقادة الحركة، فإن الحكومات العربية لم تتخذ أبدًا موقفًا صادقًا بشأن القضية الفلسطينية، وقد تلاقت عمليًا مع الکيان الإسرائيلي، وعملية تطبيع العلاقات بين بعض المشيخات العربية في الخليج الفارسي مع تل أبيب كشفت عن هذه الحقيقة بشكل جيد.
التنظيمات السياسية والعسكرية
الجهاد الإسلامي، مثل الحركات الأخرى في العالم، لديها ميثاق وهيكل تنظيمي منتظم.
يحدد الكونغرس الوطني، بصفته أعلى سلطة تشريعية، الخط السياسي للحركة وأهدافها ووجهات نظرها في مختلف المجالات الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية. وتعتبر الأمانة العامة والجمعية العامة ومجلس الشورى والمجالس المحلية واللجان الفرعية، من أهم العناصر التنظيمية للحركة.
الجمعية العامة هي أعلى سلطة تنفيذية تنتخب مجلس الشورى كل أربع سنوات، وهي مسؤولة أيضًا عن تعيين الأمين العام؛ طبعاً وبسبب الظروف الأمنية لن تنعقد الجمعية العامة.
کما أن المجالس المحلية والأجزاء المختلفة بما في ذلك السياسية والدعاية والعسكرية والمالية، والتي تضم العديد من اللجان الفرعية، تعمل تحت إشراف الأمين العام. واللجان الفرعية، باعتبارها أدنى مستوى من الهيكل التنظيمي، هي المسؤولة عن تعيين الأعضاء وتدريبهم.
عمليات الجهاد الإسلامي تشبه حروب العصابات، ولا تقتصر على أهداف عسكرية وإقليمية محددة. ويشبه الهيكل التنظيمي لهذه الحرکة أيضًا الهيكل الخاص لحرب العصابات، باستخدام مجموعات الضربة الصغيرة واستخدام خلايا مستقلة صغيرة من 4 أو 5 أشخاص، بدلاً من شكل الهرم التقليدي.
وبما أن الکيان الصهيوني يسعى دائماً لاغتيال قادة وكبار أعضاء الفصائل الفلسطينية، فإن التنظيم العسكري لحركة الجهاد الإسلامي سري. ولذلك، لا يمكن تقديم إحصائيات دقيقة عن الأشخاص وأعضاء القيادة وكمية الأسلحة ونوعها والقواعد ومراكز التوزيع والموارد المالية والأسلحة.
بدأت حركة الجهاد الإسلامي عملياتها العسكرية عام 1984، وفي هذا العام نفذت ثماني عمليات ضد الصهاينة، وبهذه العمليات أظهرت قدراتها للکيان الإسرائيلي.
ولعبت الجهاد الإسلامي، التي حددت هدفها مواجهة الکيان الصهيوني وتحرير القدس من المحتلين، دورًا بارزًا في كل نضالات الفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني. وقد لعبت هذه الحركة دورًا بارزًا في الانتفاضات الفلسطينية في إثارة الفلسطينيين لمواصلة القتال ضد الصهاينة.
"سرايا القدس" هي الفرع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وعلى عكس مجموعة عز الدين القسام التي كانت موجودةً قبل حركة حماس، فإنها خرجت بالكامل من حركة الجهاد الإسلامي.
لعبت هذه المجموعة العسكرية إلى جانب عز الدين القسام دورًا مهمًا في إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة، وبطريقة ما تشکلان ذراعين قويتين للمقاومة الفلسطينية تمكنتا من إقامة ردع عسكري مع تل أبيب. ودفع هذا الردع الإسرائيليين إلى التفكير في كل الحسابات في أي صراع مع الفلسطينيين.
في السنوات الأولى لتأسيسها، كانت الجهاد الإسلامي تمتلك أسلحةً خفيفةً فقط، وكانت تشتريها من بعض الأطراف الأجنبية بشكل محدود. لكن في العقد الماضي، عززت قوتها بشكل كبير وحققت مستوى من الردع العسكري ضد الکيان الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن الکيان الصهيوني يحاصر غزة من جميع الاتجاهات منذ عام 2006 ويسيطر على أي دخول وخروج للبضائع إلى هذه المنطقة، إلا أن هذا الحصار لم يوقف تطوير القدرات العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بل على العكس دفع فصائل المقاومة إلى إدراك مواهبها وقدراتها المحتملة.
الجهاد الإسلامي وحماس كانتا قادرتين على إنتاج أقوى الأسلحة بأقل الموارد في ظل ظروف الحصار. حيث تمتلك الجهاد الإسلامي وحدها العديد من الأسلحة المدمرة تحت تصرفها، والتي استخدمتها جميعًا في القتال ضد الصهاينة.
القدرة الصاروخية للجهاد الإسلامي
منذ عدة سنوات، غيّر الفلسطينيون تكتيكاتهم في مواجهة الأعمال العدوانية للکيان الصهيوني وتحولوا من الحجارة إلى الصواريخ، وهو تكتيك يمكن استخدامه لموازنة القوة في الأراضي المحتلة.
وتمكنت الجهاد الإسلامي، جنبًا إلى جنب مع حركة حماس، من تحسين قدرتها العسكرية ضد الصهاينة خلال العقدين الماضيين، وأنتجت العديد من الأسلحة في هذه السنوات، وكلها محلية الصنع، وقوة هذه الأسلحة تجعل نظام القبة الحديدية لا يعترض سوى نصفها فقط.
أطلقت حركة الجهاد الإسلامي علی صواريخها الأولى اسم "القدس"، لتحقيق حرية هذا المكان المقدس بفضل هذه الصواريخ. بدأت هذه الصواريخ من صاروخ "قدس 1" بوزن 23.5 كيلوجرام، وارتفاع 150 سم، وقطر 90 ملم، ومدی ستة كيلومترات، واستمرت مع "قدس 2" بمدى 7 كيلومترات وقطر 115 ملم وطول 110 سم، ووزنها الإجمالي 33.5 كيلوجراماً.
يزن الرأس الحربي المتفجر لهذا الصاروخ 8 كجم. وكان صاروخ "قدس 3" أكثر تطوراً وبلغ مداه 8.5 كم. يزن هذا الصاروخ 35 كجم ويبلغ طوله 130 سم. وكان قطر هذا الصاروخ 102 ملم ووزن رأسه الحربي المتفجر ما بين ستة وسبعة كيلوغرامات.
كان صاروخ "قدس 4" يبلغ وزنه 42 كجم ومداه 9 كم. کما كان طول هذا الصاروخ 200 سم وقطره 127.5 ملم. وكان وزن رأسه الحربي المتفجر 8 كيلوغرامات، ومداه 9 كيلومترات.
وإلى جانب صواريخ القدس، أنتجت هذه الحرکة أيضًا أنواعًا أخرى من الصواريخ، وأهمها صاروخ "براق 70" الذي يبلغ مداه ما بين 70-85 كيلومترا. صاروخ "براق 100" الذي يبلغ مداه 100 كيلومتر، هو مثال مطور لهذا الجيل من الصواريخ.
صاروخ 107 ملم بمدى مفيد يبلغ 8 كيلومترات، صاروخ 122 ملم مع مدى مفيد يصل إلى 40 كيلومترا، صاروخ فجر 3 بمدى مفيد 43 كم، صاروخ فجر 5 بمدى مفيد 75 كم، صاروخ غراد 20 بمدى مفيد يصل إلى 20 كم، صاروخ غراد 40 مع مدى مفيد يصل إلى 40 كم، صاروخ بدر 3، والصواريخ القوية والدقيقة الأخری، التي لم تُنشر معلوماتها التفصيلية بعد، هي أمثلة أخرى على الأسلحة التي تنتجها وتحتفظ بها حركة الجهاد الإسلامي.
العديد من هذه الصواريخ استُخدمت في حروب غزة المتكررة مع الکيان الإسرائيلي، وقد تم الكشف عن قدراتها للصهاينة في ميدان العمل.
في معركة سيف القدس، التي اندلعت العام الماضي، أطلقت حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 4000 صاروخ على الأراضي المحتلة في 11 يومًا، وبعد انتهاء الحرب أعلن قادة هذه المجموعات أن ترساناتهم مليئة بالصواريخ، وأنهم يستطيعون مواصلة الحرب لمدة ستة أشهر متتالية.
وإضافة إلى الصواريخ، أحرزت حركة الجهاد الإسلامي أيضًا تقدمًا كبيرًا في مجال صناعة الطائرات دون طيار. وكشف الفرع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مؤخراً عن طائرته المسيرة الجديدة المسماة "جنين". وتستخدم هذه الطائرة دون طيار حاليًا في سلاح الجو التابع لسرايا القدس.
كما نشرت حركة الجهاد الإسلامي قبل شهرين صوراً لطائراتها المسيرة التي تسللت إلى المستوطنات الصهيونية في الأراضي المحتلة خلال معركة سيف القدس العام الماضي، وهذا يدل على أن هذه المجموعة قد حققت مثل هذا المستوى من الإنجاز العسكري، حيث يمكنها بسهولة الحصول على معلومات من الأراضي المحتلة دون علم الصهاينة.
حروب الجهاد الإسلامي وتل أبيب
حرکة الجهاد الإسلامي، کغيرها من فصائل المقاومة في فلسطين والمنطقة، تعتبر الكيان الصهيوني عدوًا من الدرجة الأولى، وتحاول بكل الوسائل تحرير كل الأراضي الفلسطينية.
ولطالما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها لن تتوقف عن القتال حتى تحرير القدس من أيدي المحتلين، لأنها تعتبر الكفاح المسلح السبيل الوحيد لطرد المحتلين من الأرض الفلسطينية.
کما قاتلت حركة الجهاد الإسلامي جنبًا إلى جنب مع حماس في جميع الحروب تقريبًا بين غزة والکيان الإسرائيلي، ووجهت ضربات قوية للکيان باستخدام أسلحتها. وإطلاق مئات الصواريخ يومياً باتجاه الأراضي المحتلة وتعطيل القبة الحديدية، هو أحد الإجراءات التي تتخذها حركة الجهاد الإسلامي هذه الأيام ضد الصهاينة.
وخلال حرب الـ 51 يومًا على غزة عام 2014، أعلنت سرايا القدس أنها استهدفت خلال معركة "البنيان المرصوص" مواقع الجيش الصهيوني بـ 3249 صاروخًا وقذيفة هاون، منها براق 100 و 70 وصواريخ الفجر. كما أفادت التقارير بأن نصف الصواريخ التي تم إطلاقها على المستوطنات الصهيونية في معركة سيف القدس، تعود لحركة الجهاد الإسلامي.
في الوقت الحاضر، بدأ زياد النخالة، الأمين العام للجهاد الإسلامي، معركة "سيف القدس 2" بإعلان الحرب على الكيان الصهيوني، ويمكن أن تكون أكثر دمويةً للصهاينة من المعركة السابقة، لأن الجهاد الإسلامي حققت إنجازات جديدة في المجال العسكري خلال العام الماضي يمكن أن تفاجئ الكيان الصهيوني. كما أكد النخالة في تصريحاته أنه لا يوجد خط أحمر في هذه المعركة، وستتعرض تل أبيب لنيران صواريخ المقاومة.
في الأشهر الأخيرة، حذرت حركة الجهاد الإسلامي الصهاينة مرارًا وتكرارًا من أنهم إذا ارتکبوا أي حماقة في غزة والضفة الغربية، فستحرق تل أبيب بصواريخها. وبالنظر إلى أن المستوطنين الصهاينة قد سئموا الحروب المتتالية مع مقاومة غزة، إذا تمكنت الجهاد الإسلامي من إطالة أمد الحرب واستهداف أهداف في تل أبيب، فقد تخلق ظروفًا صعبةً للصهاينة، وستكون نتيجتها الهجرة العكسية من الأراضي المحتلة، والتي شهدت سرعةً كبيرةً في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من أن الجهاد الإسلامي عادةً ما تنسق تحركاتها مع حماس، إلا أن التصعيد الحالي للتوتر مع "إسرائيل" جعلها تتصرف بشكل أكثر استقلاليةً. وسبب شنّ الكيان الصهيوني حرباً علی الجهاد الإسلامي في الأيام الأخيرة، هو تنامي قوة هذه الحركة.
حتى وقت قريب، كانت حركة الجهاد الإسلامي تنشط في غزة فقط، ولكن مؤخرًا أعلن الفرع الأول لهذه الحرکة عن وجودها في الضفة الغربية، وقد زاد هذا الأمر قلق الصهاينة بشكل كبير من فتح جبهة مقاومة جديدة في الضفة الغربية. ودفع هذا الموضوع الصهاينة إلى زيادة الإجراءات الأمنية في الضفة والقدس.
يشكل وجود مجموعات المقاومة في الضفة الغربية تهديداً خطيراً لوجود الكيان الصهيوني، ومع بدء الكفاح المسلح في هذه المنطقة لا يمكنه دفع سياساته التوسعية، لأنه يشعر بخطر جماعات المقاومة بالقرب منه.
لذلك، من خلال تدمير البنية التحتية للجهاد الإسلامي، ينوي الکيان الصهيوني إضعاف قوتها العسكرية والقضاء على أحد أكبر التهديدات الأمنية له. لكن هذه الإجراءات ليس فقط لم تنجح، بل مع تزايد الضغوط، عززت فصائل المقاومة قاعدتها الدفاعية بقوة أكبر.
قبل شهرين، أجرت حركة الجهاد الإسلامي مناورةً كبيرةً مع وجود الآلاف من قواتها في قطاع غزة، وأظهرت قوتها واستعدادها للصهاينة.
في الختام، يمكن القول إن نيران الحرب التي أشعلتها "إسرائيل" في غزة ستكون لها عواقب وخيمة على هذا الکيان، ومع التحالف الذي سيتم تشكيله بين جميع أطراف محور المقاومة في المنطقة لتوجيه ضربات قاتلة لتل أبيب، فإن انهيار الکيان الصهيوني سيتسارع أکثر فأکثر.