الوقت- تعزيزاً للعلاقات الثنائية الإيرانية السورية وفي إطار الدعم المتبادل ما بين البلدين وتباعاً لما حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من زيادة في أرباح الصادرات النفطية في الفترة الأخيرة، كان لا بد من توسيع التعاون الاتفاقيات الموقعة ما بين الجانبين الإيراني والسوري وفي هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع المدير العام لشركة “موسكوفا" السيد "نايف أبو زينة" و تناولت فيها الجوانب التالية:
الوقت: ما تعليقكم على تصريح وزير النفط السوري الأخير المتضمن لوجود اتفاقيات عديدة في مجال النفط بين إيران وسورية؟
نايف أبو زينة: بداية وتعليقا على تصريح السيد وزير النفط السوري فالعلاقات الاقتصادية بين إيران وسوريا هي علاقات كبيرة ومهمة ومنظمة من خلال اتفاقيات متعددة والجانب النفطي هو جزء من العلاقات الاقتصادية هذه ولعل أهم الاتفاقيات هي الخط الائتماني الإيراني الذي يستفيد قطاع النفط في سوريا منه بنسبة جيدة كذلك توجد عدة اتفاقيات ثنائية في هذا المجال.
الوقت: هل سوريا بحاجة مباشرة إلى واردات النفط من إيران ، بصرف النظر عن الحاجة إلى الخدمات الفنية؟
نايف أبو زينة: العلاقات النفطية لا يمكن اختزالها بالتوريدات النفطية بل هناك عدة جوانب للتعاون والعمل في المجال النفطي كالاستكشاف والحفر والاستخراج وإقامة المصانع التحويلية النفطية كمعامل البتروكيمائيات كذلك الاستفادة ممكن أن تكون للجانب الآخر أي الجانب الإيراني وحيثما يمكن أن يستغل تموضع سوريا الجغرافي على شرق المتوسط وبالتالي يمكن التعاون في مجال بناء الخزانات النفطية واعتماد الموانئ السورية لتكون منصات تصدير للنفط الإيراني وتسويقه في بلاد العالم لذلك يمكن القول إن العلاقة تبادلية.
ويمكن كثيراً توسعتها والاستفادة المتبادلة وجني مكاسب ثنائية من هذا التعاون لذلك فالارتقاء وتحسين العلاقات النفطية ما بين سوريا وإيران سوف يكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على البلدين ومن هنا فإننا ندعو إلى تعزيز حضور الشركات الإيرانية في سوريا وإلى تطوير العلاقات الثنائية بين الجانب السوري والإيراني في هذا المجال والحصول على امتيازات متبادلة في هذا الخصوص وهذا الأمر باعتقادي سوف ينعكس بشكل قوي على الواقع الاقتصادي للبلدين.
الوقت: إلى أي مدى يوجد مجال لتحسين العلاقات النفطية بين إيران وسوريا؟
نايف أبو زينة: في الحقيقة إيران دولة عريقة في مجال النفط وتمتلك إمكانات فنية كبيرة وخبرة واسعة في هذا المجال لذلك يمكن أن نستفيد نحن في سوريا فنياً من التعاون مع الجانب الإيراني ويمكن الحصول على هذه الإمكانات الفنية في مجال إعادة تأهيل وترميم ما دمرته الحرب الإرهابية على سوريا لقطاعنا النفطي ، إضافة إلى تحديث الأساليب والإمكانات في عدة مجالات مثل الاستكشاف والحفر والخدمات النفطية التي نحتاج لها كثيراً لدعم قطاعنا النفطي لذلك ندعو حقيقةً كل الشركات الإيرانية توسيع أعمالها ومشاركتها في السوق النفطية السورية.
ونحن في سوريا كرجال أعمال وشركات تعمل في مجال النفط والغاز نرحب دائماً بجهود إخوتنا وحلفائنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وندعوهم للعمل وتوسيع استثماراتهم وأعمالهم ونشاطهم في وطنهم الثاني سورية بما في خير البلدين.
الوقت: ما أثر عودة سوريا إلى عملية الاستنفاع من حقول النفط وأثرها على الوضع الاقتصادي السوري؟
نايف أبو زينة: منذ اليوم الأول للحرب الكونية على سورية كان هناك هدف وهو عملية تقويض الاقتصاد السوري وكان الجانب الأهم لهم هو احداث شلل في القطاع النفطي لكون الطاقة هي عنصر أساسي في التكوين الاقتصادي لحياة المواطن.
والأخوة في إيران كانوا وما زالوا يقدسون عمق العلاقة مع الجانب السوري وبالتالي وقفوا إلى جانبنا وعملوا دائماً على مساعدتنا كلما ُطلب منهم ذلك، للحفاظ على استمرار تدفق مدخلات الطاقة إلى سوريا وخصوصاً بعد سقوط منطقة شرق الفرات بأيدي الاحتلال الأمريكي وعصاباته الإرهابية وبالتالي حرمان الشعب السوري من مقدراته النفطية والغازية.
كما هو معلوم فإن شرق الفرات هو خزان سوريا الاقتصادي وبالتالي فإن سيطرة المجموعات الإرهابية على تلك المنطقة وتعاون العصابات الإرهابية مع المحتل الأمريكي هناك وتنفيذهم لأجندته يهدف إلى حرمان الشعب السوري من حقوقه ومقدراته وممارسة الإرهاب الاقتصادي عليه.
و أغلب الحقول النفطية والغازية ومعامل الغاز تقع في تلك المنطقة في سورية نحن نتكلم عن حقول الرميلان والسويدية اليوسفية الهول الشدادي كذلك معمل كونيكو لمعالجة الغاز ومجمع حقول الجبسة وهنا نقول فإن عودة الحقول والمعامل هذه سوف تساعد بقوة على استشفاء الاقتصاد السوري وخروجه من الأزمة التي تعرض لها بفعل الحرب والإرهاب.