الوقت_ دعا ناشطون عرب كثر مناصرون للقضية الفلسطينية إلى تنظيم تظاهرة مليونية افتراضية عبر "تويتر" ضد التطبيع مع العدو الصهيوني الغاشم، وذلك عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، والحديث عن اقتراب إعلان تطبيع السعوديّة بشكل علنيّ مع "إسرائيل" بالاستناد إلى معطيات كثيرة، وتأكيد مصادر إعلاميّة قبل مدّة أنّ أحد المكاتب الكبيرة للترويج للتطبيع بين الرياض وتل أبيب يتم توجيهه من قبل المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وبأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان، ناهيك عن تأكيد مملكة آل سعود ممثلة بنظامها الحاكم وبالأخص ولي عهدها الذي يلقبه السعوديون بـ "الانقلابيّ"، حجم خيانتها ومدى عمالتها ضد فلسطين والوطن العربيّ والإسلاميّ، والأدلة كانت كثيرة بالفعل في هذا الإطار والتي كان آخرها احتفاء “إسرائيل” بأول مشاركة رسمية لمندوبها الصهيوني في “قمة الأديان” التي كانت تستضيفها العاصمة الرياض، بمشاركة رجال دين من دول كثيرة، بعد مساع حثيثة من ولي العهد السعوديّ إلى تكثيف التعاون مع الكيان الصهيونيّ الغاصب في مجال تقنيات التجسس، والتعاون في مجال الأمن والتقنيات.
منظمو الحملة المعارضة للتطبيع حثّوا الجميع على التغريد عبر وسم "#مليونية ضد التطبيع"، والتي من المقرّر أن تنطلق هذا الخميس، ردًا على ما يعانيه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، في وقت تهرول فيه بعض الدول العربية نحو التطبيع معه، الشيء الذي يخفض أكثر فأكثر أسهم المملكة التي يسيطر عليها الأمراء والتي وصلت إلى الدرك الأسفل في الشارع العربيّ والإسلاميّ وحتى على المستوى العالميّ، حيث دعا منظمو التظاهرة جميع أحرار العالم من العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي من جميع التيارات والأديان والثقافات، للوقوف إلى جانب الحق وحماية أبناء الشعب الفلسطيني.
وبالتزامن مع الاستهجان الذي أثاره ملف التطبيع السعوديّ – الإسرائيليّ والتحليلات الكثيرة التي تتعلق بالموضوع، ناهيك عن إشارة تقارير إسرائيليّة إلى أنّ الإدارة الأمريكية تحاول دفع التطبيع من خلال زيارة الرئيس الأمريكيّ، الذي سيزور السعودية في زيارة تستغرق يومين، وسيجتمع في جدة مع قادة الدول الخليجيّة وعدد من القادة العرب الآخرين، ومن بين القضايا التي سيتم طرحها التطبيع وفكرة ما تُسمى “التحالف الدفاعي الإقليميّ” من الصواريخ والقذائف بمشاركة تل أبيب.
ومن المتوقع أن يشارك مغردون عرب كثر من أغلب البلدان العربية وأبرزها العراق والسودان والكويت ومصر وقطر والسعودية والبحرين والإمارات، وكذلك من الجزائر واليمن والمغرب، وفلسطين وتونس ولبنان وليبيا وغيرها من البلدان، في تظاهرة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم على مستوى العالم الافتراضي، في ظل معلومات تؤكّد أنّ اجتماعات عدّة بين مسؤولين صهاينة وسعوديين حدثت مراراً وتكراراً سواء في بلاد الحرمين أو خارجها، وإبداء مسؤولين سعوديين بارزين في فترات مختلفة استعداد السعودية لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، والحديث عن موضوع واحد تم الاتفاق عليه وسيتم الإعلان عنه رسميا خلال الزيارة، وهو نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، مقابل سماح السعودية للطائرات التابعة المرور عبر مجالها الجوي، تحت مزاعم واهية تتلاشى كما حدث مع عواصم أخرى، وهي اعتراف الكيان الصهيونيّ بتأسيس الدولة الفلسطينيّة وإنهاء الاحتلال، وهنا يجب التذكير بالادعاءات التي أطلقتها الدول التي أُدخلت حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع "إسرائيل" بعد التطبيع والتي لم تفرز عن إيقاف ضم الأراضي الفلسطينيّة ولا عن قتل الأبرياء ولا استهداف المدنيين.
وتأتي هذه التظاهرة الإلكترونية المليونية احتجاجًا على زيارة بايدن إلى المنطقة، والتي يرى البعض أن من ضمن أهدافها "رسم خارطة التطبيع مع العدو الصهيوني"، وحديث الصهاينة والسعوديين أن "المملكة وإسرائيل ستجنيان فوائد هائلة من وراء التطبيع، وكذلك المنطقة كلها"، الشيء الذي فهم على أنه مرتبط بقضيّة الجزيرتين اللتين تشكلان جزءاً لا يتجزأ من اتفاق السلام بين "إسرائيل" التي تحتل الأراضي الفلسطينيّة ومصر وتتواجد فيهما قوة دولية، حيث يتطلب الأمر موافقة من تل أبيب لنقل السيادة إلى السعودية، والتي اشترطت خلالها "إسرائيل" تلقي عدد من الضمانات بينها ضمان حرية الملاحة العسكرية والمدنية بمضيق تيران، حيث وافقت الرياض على منح هذا الضمان أمام واشنطن، التي ستلتزم بدورها أمام العدو الغاصب.
وفي ظل إدراك الشارع العربي أنّ السعوديين مهتمون بشكل كبير بالتعاون مع الصهاينة في أكثر من مجال وبالأخص في مجال الأمن، التكنولوجيا والزراعة، وهناك شركات تابعة للعدو وقعت مع شركات سعودية على اتفاقيات سريّة حتى لا يتم فضح السعوديّة وعمالتها، تفاعل عشرات المغردين مع الحملة، وذلك مع اقتراب السعوديّة يوماً بعد آخر من فخ التطبيع العلنيّ، بعد كثير من المعلومات التي كشفها مسؤولون صهاينة حول أنّ إعلان التطبيع السعوديّ مع الكيان الغاصب بات وشيكاً وقد كشفت المملكة في الأشهر الماضية عبر مسؤولين بارزين مراراً، أنّ "التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ سيحدث بالفعل".
وتحدث ناشطون أن الشعب الفلسطيني المناضل أصبح تحت وطأة الاحتلال يقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم وبعض الدول العربية ما زالت تهرول نحو التطبيع، واعتبر آخرون أنّ كل إنسان صاحب فطرة سليمة هو بالضرورة ضد التطبيع مع كيان الاحتلال، لأنّه احتلال قائم على القتل والإرهاب والتمييز العنصري، إضافة إلى أن "إسرائيل" جسد غريب زُرع في المنطقة، والمطلوب زواله لا الاندماج معه، وقد رفض كثيرون دمج الكيان الصهيوني المحتل المغتصب في جسد أمتنا العربية والإسلامية، وإظهار القاتل المحتل المجرم كحمامة سلام وصديق محتمل بل هو العدو الأول والأخير.
في النهاية، إن زيارة الرئيس الأميركي للسعودية كما يقول مغردون لن تكون في مصلحة الدول والشعوب العربية بل العكس تماماً سيدمر ويفتت ويقسم ويحول بعض الدول إلى جحيم وإن لم يكن على المستوى القريب، وإن كل الشعارات التي رفعها الرئيس بايدن في بداية ولايته تبخرت عندما تصادمت مع مصالح الولايات المتحدة، ما يعني أن الحكومات العربية لن تكون بأي شكل من الأشكال أفضل حالًا من شعوبها فهي ستدفع ثمن المراهنة على البيت الأبيض الذي يهتم أولاً وآخراً بكيانه اللقيط الذي أنشأ أساساً لفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه وتحقيق ما نسمعه حالياً.