الوقت- بعد أن دعا رئيس الصين إيران لحضور اجتماع البرايكس الأخير، ازدادت رغبة إيران في الانضمام إلى هذه المجموعة الناشئة. كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية مؤخرًا أن إيران تقدمت رسميًا بطلب للحصول على عضوية مجموعة البرايكس. ولقد تم تقديم طلب العضوية في مجموعة البرايكس بينما كانت إيران قادرة على أن تصبح عضوًا مراقبًا في منتدى شنغهاي للتعاون العام الماضي. إن الموقع الجغرافي الفريد لإيران وقدراتها في مجال الطاقة والتجارة والأنشطة الاقتصادية تجعل أعضاء البرايكس لديهم نظرة خاصة إلى إيران لأن هذا البلد جذاب للغاية للقوى الناشئة في هذه المجموعة.
ولمعرفة تفاصيل طلب إيران الانضمام إلى مجموعة البرايكس، قمنا بعقد حوار صحفي مع السيد رضا صدر الحسيني، الخبير في قضايا غرب آسيا.
الوقت: تقدمت إيران مؤخرًا بطلب للانضمام إلى مجموعة البرايكس، ومن ناحية أخرى، كانت تحاول أن تصبح عضوًا في منظمة شنغهاي للتعاون منذ عدة سنوات. في رأيك، ما سبب انضمام إيران إلى مثل هذه الاتفاقيات الإقليمية في الوضع الحالي وما هي الفوائد التي ستعود على إيران؟
صدر الحسيني: وفقا لخارطة الطريق التي كان على الحكومة الثالثة عشرة توسيع العلاقات السياسية مع التركيز على القضايا الاقتصادية، فإن من أهم القضايا التي تنتهجها الحكومة في مجال الاقتصاد والسياسة الخارجية هي الوجود في المجالس والمراكز والاتفاقيات الاقتصادية المتعلقة بالمنظمات العالمية. ولقد تم اقتراح الانضمام لمجموعة البرايكس باعتبارها واحدة من أهم المراكز الاقتصادية في العالم، والتي يمكن أن تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي إلى حد ما، كأحد أهداف الجمهورية الإسلامية. كما دعت الصين إيران مؤخرًا إلى حضور اجتماع هذه المنظمة الاقتصادية، كما شاركت إيران في هذه المجموعة على أعلى مستوى. ولا تزال عضوية إيران في البرايكس غير مؤكدة، لكن حقيقة أنها مدعوة إلى هذا المنتدى الاقتصادي كدولة نامية من غرب آسيا تعتبر امتيازًا كبيرًا لإيران في المجال الاقتصادي.
بالتوازي مع التحركات التي شهدتها إيران في الأشهر الأخيرة فيما يتعلق بالعضوية في المؤسسات الاقتصادية العالمية، يمكن تحليل أن هدف الحكومة الثالثة عشر هو النمو الاقتصادي والوصول إلى المعايير الاقتصادية الدولية، ليس فقط في مجال موارد الطاقة ولكن أيضًا في مجال المنتجات الصناعية. وحسب الشعار العام للمرشد الأعلى الذي رفع الإنتاج القائم على المعرفة، يمكن لهذه الحركات الاقتصادية في الحكومة الثالثة عشرة أن تتماشى أيضًا مع تحقيق هذا الشعار. ومن ناحية أخرى، يبدو أن وجود إيران في منظمة شنغهاي للتعاون، وهي مؤسسة مهمة في غرب وشرق آسيا، يمكن أن تزيد من سرعة التطورات الاقتصادية الإيرانية ويمكن أن يكون لها تأثير مباشر على المدى القصير على صادرات إيران.
الوقت: كيف ستؤثر العضوية في البرايكس على موقف إيران الإقليمي والدولي؟
صدر الحسيني: بالنظر إلى تغيير وضع الاقتصاد العالمي من الغرب إلى الشرق، فإن البرايكس كقطب صناعي واقتصادي دولي ستكون فعالة للغاية في هذا المجال ويمكنها في الواقع خلق توازن ضد "مجموعة السبعة". ويمكن أن يكون وجود إيران في دول البرايكس فعّالًا للغاية لتلبية الاحتياجات المحلية لإيران ولزيادة الصادرات. ويمكن أن يكون هذا الموضوع نقطة انطلاق في مجال زيادة وتحسين جودة السلع الاقتصادية وزيسادة الصادرات الإيرانية.
الوقت: إذا أصبحت إيران عضوا في منظمة البرايكس ومنظمة شنغهاي، فإلى أي مدى يمكن لإيران أن تكون مؤثرة في هذه المؤسسات الدولية؟
صدر الحسيني: تتمثل سياسة إيران في توفير جزء من احتياجات الدول الأعضاء في البرايكس ومنظمة شنغهاي في مجال الطاقة. وهدف إيران الرئيسي هو استغلال الفرصة لزيادة وتحسين جودة منتجاتها الصناعية في هذا المجال، مع توفير جزء من احتياجات هذه المؤسسات الدولية. كما يجب استخدام موقع إيران الجيوسياسي واستخدام الموانئ والطرق والسكك الحديدية والطرق الإيرانية بشكل أكبر، بدلاً من توفير إيران للاحتياجات الأساسية لهاتين المنظمتين الدوليتين فقط.
الوقت: لماذا أعطت الحكومة الثالثة عشرة الأولوية للتطلع إلى الشرق في السياسة الخارجية وما هي آثار عضوية إيران في البرايكس في تعزيز وجهة نظر طهران في الشرق؟ بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتقليص علاقات إيران مع الصين وروسيا في حال التوصل إلى اتفاق نووي، ألا تؤدي العضوية في مثل هذه المنظمات إلى استمرار الولايات المتحدة في سياسة فرض العقوبات لتعطيل هذه العلاقات؟
صدر الحسيني: كلما نجحت إيران في التطلع إلى الشرق واستطاعت الحصول على عضوية في المؤسسات الاقتصادية ولعب دور فعال في هذه المؤسسات الدولية، زاد اهتمام أمريكا، ومن ناحية أخرى، فإن مناقشة تأثير العقوبات سينخفض أيضًا. ومن القضايا المهمة في هذا الصدد عدم فعالية العقوبات التي تستخدم اليوم كتكتيك ضغط من قبل الغربيين ضد الحكومات المستقلة، وفي هذا الصدد، يمكن لإيران أن تكون نموذجًا ناجحًا للعالم لإظهار ذلك في حالة شاملة، ويمكنها أن تبطئ بشكل كبير تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها.
الوقت: ما هي الأهداف التي تدعم من أجلها روسيا والصين عضوية إيران في البرايكس وشنغهاي؟ هل دفعت عملية المفاوضات النووية الصين وروسيا إلى دعم عضوية إيران، أم إن سياستهم للوحدة الإقليمية ضد الغرب بعد الأزمة الأوكرانية كانت هي السبب؟ ما هي المكونات التي تأثرت بها روسيا والصين؟
صدر الحسيني: إنها ليست قضية جديدة أن نقول إن تعاون روسيا والصين مع إيران يرتبط بالأزمة الأوكرانية. على الرغم من أن الأزمة الأوكرانية قد سرعت تبني السياسات الروسية توجهات إيران على مدار العقد الماضي التي عانت من أقصى عقوبات وتمكنت من مواجهتها وتجاوزها والغرب لم يستطع تحقيق اهدافه الخبيثة. لذلك، من وجهة نظر البرايكس وشنغهاي وروسيا والصين، فإن التقديرات تشير إلى أن الاقتصاد الإيراني يمكن أن يكون داخليًا ومكفيًا للذات، وبمساعدة هذا البلد يمكن أن يحرزوا تقدماً في مجال المؤسسات الاقتصادية، و هذه مساعدة ثنائية يمكن أن تكون مفيدة لكل من إيران والأطراف الأخرى.
الوقت: كيف تقيمون منظور سياسة إيران الخارجية في النظر إلى الشرق والعضوية في المنظمات الإقليمية؟
صدر الحسيني: هذه السياسة نهج ناجح ووفقًا للتطورات التي تحدث في النظام الدولي وبما أن القطب الاقتصادي يتغير من الغرب إلى الشرق، فإن دور إيران في اقتصاد الشرق وإنشاء اسواق فعالة في المنطقة يمكن أن يكون له فائدة لاقتصاد الشرق وبالتأكيد تأثير كبير في تقدم وتطور الدول الآسيوية. وتراقب إيران هذه التغييرات بمنظور دقيق وتجد ببطء مكانها للعب دور فاعل في اقتصاد الشرق. وبالطبع فإن هذا الرأي يرجع إلى قيادة قائد الثورة والجهود التي يجب بذلها في مجال الاقتصاد المحلي.