الوقت - توترت العلاقات بين الرياض وواشنطن بعد دخول جو بايدن البيت الأبيض في يناير 2021، وبعد أن وعد خلال حملته بتحويل السعودية إلى دولة مهمشة ومعزولة.
کما توترت العلاقات بين البلدين أکثر منذ إثارة قضايا مثل سجل السعودية في حقوق الإنسان، واغتيال جمال خاشقجي والحرب اليمنية.
وبينما ادعى بايدن في البداية أنه سيركز على قضايا حقوق الإنسان في السعودية، لكن المحللين السياسيين الأمريكيين يتوقعون الآن أن يتغير الوضع وأن يتطرق رئيس الولايات المتحدة إلى قضايا أخرى.
ويرى بعض المحللين أن واشنطن غيرت وجهة نظرها تجاه الرياض، وأن الرئيس الأمريكي يسعى إلى تعزيز العلاقات مع السعودية خلال زيارته المرتقبة للسعودية لتحقيق أهدافه المحددة.
وعلى الرغم من إعلان جو بايدن في مؤتمر صحفي أن زيارته إلى السعودية غير مؤكدة، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية تصر على أن هذه الزيارة ستتم.
وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور حسين العسكري، الخبير الاقتصادي وأستاذ التجارة الدولية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة ومستشار الملك السعودي السابق، أهداف بايدن من هذه الزيارة.
حيث قال العسكري إن الاقتصاد الأمريكي والتضخم المرتفع أديا إلى تآكل المشاعر الإيجابية تجاهه. إنه يغرق بسرعة، وبغرقه يقلل فرص الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر. وهکذا فإن الديمقراطيين سيخسرون بالتأكيد أغلبيتهم في مجلس النواب وربما حتى مجلس الشيوخ، ولذلك عليه أن يحد من التضخم في البلاد.
وأضاف البروفيسور حسين العسكري: "لكن يجب أن نضع في الاعتبار أنه بالنظر إلی أن الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة لتقليل التضخم، سوف يواجه بايدن مشكلتين أخريين أيضًا. حيث سيؤدي الركود وكذلك انهيار البورصة إلى تقليل مدخرات الناس ودخل التقاعد، لذا فإن بايدن في طريق مسدود."
وأوضح العسكري أنه يعتقد أن بايدن قصد ما قاله من قبل؛ إنه ومعظم الأمريكيين يكرهون النظام السعودي. لقد كان صادقًا، ولكن نظرًا للحرب في أوكرانيا والقيود المفروضة على عقوبات الناتو ضد روسيا، كسياسي، ليس لديه خيار سوى الاستجداء والتوسل.
ومضی قائلاً: "يحاول ترامب جاهداً إيصال الموقف القائل بأنه لو كان لا يزال رئيسًا للولايات المتحدة، لما غزا بوتين أوكرانيا، وأن محمد بن سلمان كان سيستمع إليه ويزيد من إنتاج النفط".
وتابع البروفيسور العسكري: "ضعوا في الاعتبار أن زيادة إنتاج السعودية من النفط إلى أقل من مليون برميل يوميًا، لن يكون لها تأثير يذكر على الولايات المتحدة. سيحتاج بايدن لحل مشاكله إلى زيادة الإنتاج إلى ثلاثة إلى أربعة ملايين برميل يوميًا، وهو ما لن تحله السعودية وحدها، وسيحتاج إلى إيران وفنزويلا والإمارات إضافة إلى النفط السعودي."
وأضاف: "بالطبع، أعتقد أن كل هذا يتوقف على ما يحدث لإنتاج النفط في أماكن أخرى، قبل أن يدرك بايدن أنه بحاجة إلى أن يكون أكثر واقعيةً بشأن إيران وفنزويلا. لكن يجب أن نضع في الاعتبار أيضًا أن المنتجين الأمريكيين يترددون في زيادة الإنتاج؛ إنهم يحبون الأسعار المرتفعة!"
وختم البروفيسور العسكري بالقول: "أعتقد أن إيران ستواجه صعوبةً أكبر بسبب اللوبي الصهيوني وحتى اللوبي العربي في الولايات المتحدة. لكن إيران هي القادرة على زيادة إنتاجها النفطي إلى أكثر من مليوني برميل يوميًا خلال العامين المقبلين، وزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير عن طريق تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا. لكن لسوء الحظ، يتأثر السياسيون الأمريكيون بشدة باللوبيات، وأنا آسف لأن بايدن والديمقراطيين لا يملكون الشجاعة لمواجهتهم."