الوقت - تحدث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم السبت 23 ابريل عن مواقفه إزاء أبرز الملفات العربية والإقليمية، مؤكدا أن بلاده لن تتخلى عن ثوابتها وقناعاتها.
ففي حديث للصحافة المحلية، تناول تبون الأزمة في ليبيا والقضية الفلسطينية والصحراء الغربية والعلاقات مع روسيا والصين والقمة العربية المقبلة التي تستضيفها الجزائر.
وجدد الرئيس تبون ان الجزائر دولة عظمى إفريقيا و استشارتها في القضايا الإقليمية ضروري. وأضاف ان الجزائر استرجعت دورها المحوري في عديد القضايا. ولن تتخلى عن فلسطين ولا عن الصحراء الغربية.
وأوضح تبون أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت من الثوابت الجزائرية منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين.
وتعليقاً على هذا الموقف الجزائري الثابت أعربت شخصيات فلسطينية عن تقديرها لموقف الجزائر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية في كل مراحلها، وثمنت الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لوقف العدوان الغاشم على الاقصى المبارك والقدس وفلسطين.
حيث أكد الشيخ يوسف جمعة سلامة، النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن "تحرك الرئيس عبد المجيد تبون مقدر عاليا من أبناء شعبنا وليس هذا بغريب على نجاح الدبلوماسية الجزائرية، بعد تعليق قرار منح الكيان الصهيوني صفة مراقب بالاتحاد الإفريقي وتحركاتها عبر المنظمات الدولية لنصرة القضية الفلسطينية"، مقدما الشكر للجزائر لتخصيصها لوقفية خاصة بالمدينة المقدسة.
كما أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أنّ التحوّل في موقف إسبانيا تجاه قضيّة الصحراء الغربيّة "غير مقبول أخلاقياً وتاريخياً".
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الوطنيّة، ندّد تبون بإعلان الحكومة الإسبانيّة، في 18 آذار/مارس، دعمها لخطّة الحكم الذاتي المغربيّة. وقال إنّ الجزائر "لها علاقات طيّبة مع إسبانيا"، لكنّ الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانيّة بيدرو سانشيز من القضيّة الصحراويّة "غيّرَ كل شيء".
وأضاف: "لن نتدخّل في الأمور الداخليّة لإسبانيا، ولكنّ الجزائر كدولة ملاحظة في ملفّ الصحراء الغربيّة، وكذلك الأمم المتحدة، تعتبر أنّ إسبانيا القوّة المديرة للإقليم طالما لم يتمّ التوصّل لحلّ" لهذا النزاع.
وطالب تبون "بتطبيق القانون الدولي حتّى تعود العلاقات إلى طبيعتها مع إسبانيا التي يجب ألا تتخلّى عن مسؤوليتها التاريخيّة، فهي مطالبة بمراجعة نفسها".
كذلك، شدّد الرئيس الجزائري على أنّ بلاده "لن تتخلّى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف".
وبتاريخ 18 آذار/مارس، أعلنت الحكومة الإسبانية بدء "مرحلة جديدة" في "العلاقة مع المغرب" بعد نحو عام من نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين مرتبطة بقضية الصحراء الغربية.
ووصفت الحكومة الإسبانية، في رسالة بعثها رئيسها بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي محمد السادس، مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء بـ"الأكثر جدية" للتسوية في الإقليم المتنازع عليه، حسب بيان للديوان الملكي المغربي.
لكن الجزائر استغربت "الانقلاب المفاجئ" في الموقف الإسباني، واستدعت سفيرها في مدريد في 19 آذار/مارس.
ومنذ العام 1975، هناك نزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، وتحوّل الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.
وفي الوقت نفسه، تعتمد إسبانيا بشدّة على الجزائر في إمدادات الغاز. وقالت مجموعة النفط والغاز الجزائريّة العامّة "سوناطراك" مطلع هذا الشهر إنّها لا تستبعد "مراجعة حساب" سعر الغاز المصدّر إلى إسبانيا، وذلك في سياق التوتّر الدبلوماسي بين الجزائر ومدريد.
وصرّح الرئيس المدير العام لـ"سوناطراك" توفيق حكار لوكالة الأنباء الجزائريّة أنّه "منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، انفجرت أسعار الغاز والبترول، وقد قرّرت الجزائر الإبقاء على الأسعار التعاقديّة الملائمة نسبياً لجميع زبائنها، غير أنّه لا يُستبعَد إجراء عمليّة مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني".
وفي ختام اللقاء، تحدث الرئيس تبون عن القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر شهر نوفمبر المقبل، معلنا أن كل الدول أعلمتنا بمشاركتها ممثلة في مسؤولها الأول.
وفي رده على سؤال بشأن طلب الليبيين تنظيم مؤتمر دولي في الجزائر، أوضح رئيس الجمهورية ان الجزائر التي تعمل على لم الشمل، لن تدخل في مبادرة قد تزيد من مؤشرات التفرقة بين الدول العربية.
وعلى المستوى الدولي، عرج رئيس الجمهورية على علاقات الجزائر مع عدة دول كإيطاليا التي أوضح بأن الجزائر تحتفظ بالجميل لهذا البلد الذي كانت له مواقف داعمة للجزائر في أحلك الظروف.
أما بخصوص العلاقات مع روسيا، فقد شدد رئيس الدولة على أن الجزائر دولة نافذة في حركة عدم الانحياز ولن تلتزم بأمور لا تهمها، غير أن ذلك لا يمنعنا أن نكون أصدقاء مع روسيا مثلما نحن أصدقاء مع الولايات المتحدة لكن بطريقة أخرى، فضلا عن أنه تجمعنا علاقات قوية مع الصين.