الوقت- شن تحالف العدوان السعودي الأمريكي قبل خمس سنوات ونيف، حرباً عبثية على أبناء الشعب اليمني، وكان أهم سبب لبدء هذه الحرب، يمكن اعتباره متمثلاً في عودة الهيمنة السعودية والأمريكية إلى اليمن ولقد أصبح هذا الهدف حلماً يراه قادة البيت الأبيض كل يوم وكل ليلة عقب وصول "محمد بن سلمان"، عديم الخبرة والمتعطش للدماء إلى السلطة وخلال السنوات الماضية بذلت السعودية الكثير من الجهود لتوسيع نفوذها السعودي ودورها الإقليمي في اليمن من أجل الهيمنة على مضيق "باب المندب" الاستراتيجي. لقد تكبّد تحالف العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني خلال السنوات الماضية الكثير من الهزائم على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، الأمر الذي دفع قادة السعودية للاستنجاد بالبيت الأبيض لإيجاد حل لهذه الأزمة والخروج من مستنقع اليمن بماء الوجه ولهذا فقد بذل قادة البيت الابيض خلال الفترة الماضية الكثير من الجهود لفرض عقوبات اقتصادية على أعضاء من جماعة "أنصار الله" ومؤخراً تصنيف هذه الحركة كمنظمة إرهابية وذلك من أجل الضغط على قادة هذه الحركة اليمنية المقاومة لإنهاء الحرب في اليمن والقبول بالشروط الأمريكية.
وعلي صعيد متصل كشفت العديد من التقارير عن اعتماد مجلس الأمن صباح يوم الاثنين الماضي القرار 2624 (2022) تحت البند السابع، الذي يقضي بتجديد نظام العقوبات على اليمن، ويصف جماعة أنصار الله اليمنية في إحدى فقراته بـ"جماعة إرهابية". كما يدرج القرار انصار الله ككيان تحت حظر السلاح المستهدف. ورداً على هذا الإعلان، قالت جماعة "أنصار الله" اليمنية، قبل عدة أيام، إن لها حق الرد على أي تصنيف أممي للجماعة، وأنها تدين أي تصنيف من جانب الغرب. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى، "محمد علي الحوثي"، عبر حسابه في "تويتر"، إن "الغرب هم مصدر الإرهاب، وسياسة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إرهابية، وتصرفاتها إرهابية، وما تقدم عليه من سياسات تعبر عن أزمة في التفكير". وتابع أن التصنيف الأممي "لا يهم الشعب اليمني كون أمريكا شريكا فعليا في قتله وتجويعه". وأكد "الحوثي"، أن الشعب اليمني لا يكترث للتصنيفات الغربية لكونها شريكاً فعلياً في قتله وتجويعه. وفي تغريدة أخرى، قال "الحوثي"، إن "الإرهاب الذي صدره الغرب إلى كل مكان في العالم وصل إلى الكونغرس بفضل سياسات بومبيو ورئيسه ترامب".
كما اتهمت جماعة "أنصار الله" اليمنية مجلس الأمن والأمم المتحدة ببيع المواقف لمن يدفع، قائلة: "لا يهمهما لا السلام ولا الأمن العالمي". وعلّق عضو الوفد الوطني اليمني التابع لجماعة "أنصار الله" عبد الملك العجري، على قرار مجلس الأمن القاضي بتوسيع الحظر على اليمن، قائلا إن "مضمون قرار مجلس الأمن وسع حظر الاستيراد ليضم كل أنصار الله وليس القيادات فقط" وأوضح أن "مجلس الأمن لم يصنف أنصار الله جماعة إرهابية لأنه لا يملك تعريفا متفقا عليه للإرهاب"، مستغربا أن قرار حظر السلاح "يتناقض مع إدعاء المبعوث الأممي عن إطلاق عمليات سلام وحوارات، فكيف تدعو للسلام من جهة وتصعد من جهة؟. وأكد العجري أن "الأمم المتحدة بهذا القرار تعرقل عملية السلام وتذهب بجهود السلام في مهب الريح"، لافتا إلى أن "هذه القرارات تثبت أن مجلس الأمن والهيئات الأممية ليست أكثر من شركات لخدمة المصالح الأمريكية والغربية". وختم عضو الوفد الوطني اليمني التابع لجماعة "أنصار الله"، بالقول إن "الكرة الأرضية تعاني من إرهاب أمريكا وفرنسا وبريطانيا فهي أكثر الدول التي عذبت البشرية منذ القرن التاسع عشر"
وعلي نفس هذا المنوال، ادرجت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب يوم الجمعة الماضي جماعة انصار الله كـ"جماعة إرهابية" في قائمة الكيانات الإرهابية المدرجة على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية. وزعم بيان للامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب أن تصنيف جماعة أنصار الله الحوثيين، ككيان إرهابي، وإدراجهم على القائمة السوداء العربية يأتي جراء الهجمات ضد دول الجوار والمجتمع الدولي، وتهديد الممرات المائية بما في ذلك الهجمات المتكررة التي نفذتها المليشيات عبر الحدود، والتي تستهدف البنية التحتية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ولقد أدان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قرار الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بإدراج المكون السياسي الوطني" أنصار الله" ضمن القائمة السوداء لمدبري ومنفذي وممولي الأعمال الإرهابية. واعتبر المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) القرار يتنافى جملة وتفصيلاً عن مهام مجلس وزراء الداخلية العرب واختصاصاته، ويمثل في الوقت نفسه تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للجمهورية اليمنية. وقال المصدر "إن هذه الخطوة غير المسؤولة تأتي للتأكيد على أن جامعة الدول العربية والمؤسسات العاملة تحت مظلتها، بما فيها مجلس وزراء الداخلية العرب، أصبح بمثابة مؤسسات تُدار وتُوجه من قبل دول معروفة تحاول فرض سيطرتها وتوجهها واستغلال الجامعة العربية لفرض أجندتها الخاصة من خلال تمويلها للجامعة العربية وشراء مسؤوليها ، والخروج عن الأهداف والمبادئ الأساسية لميثاق جامعة الدول العربية". وأكد المصدر أن دولتي العدوان السعودي ـ الإماراتي هي من تقف وراء مثل هذه الخطوة بقصد دق مسمار آخر في نعش الجامعة العربية لإسكات الأصوات الرافضة التدخل في الشأن اليمني والسوري، وكذا ما يخص الدول الرافضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي وبكل قوة وتصميم وخلال سبع سنوات مضت أفشلت مخطط تغيير الخارطة في الوطن العربي من خلال إفشال العدوان على اليمن.
وجدد المصدر المسؤول دعوة دول الأعضاء في جامعة الدول العربية مراجعة مواقفها وعدم الرضوخ لوعود وإغراءات أموال دول العدوان والحفاظ على ما تبقى من التضامن العربي. وحذر في الوقت نفسه من استمرار سيطرة البعض على القرار العربي من خلال تلك الإغراءات بالدعم المالي ومشاريع الاستثمار المرتبطة بشروط تمس بالسيادة الوطنية التي تروج لها دول معينة لبرامجها وأجنداتها المشبوهة مع الكيان الصهيوني والإدارتين الأمريكية والبريطانية في البيت الأبيض بواشنطن و10 داونينغ ستريت في لندن. الجدير بالذكر أن العديد من السياسيين الغربيين يدركون جيداً أن حركة "أنصار الله" ليس جماعة أجنبية وأن هذه الحركة تشكلت من قلب المجتمع اليمني وأن أنصارها ليسوا مقتصرين على موقع جغرافي معين في شمال البلاد وأن قادة هذه الحركة مصرون على الحفاظ على المصالح الوطنية وأن هذه الحركة مدعومة من قبل جميع الطبقات والاعراق في مختلف المناطق اليمنية، ولهذا فقد يدفع هذا الامر السياسيين الغربيين إلى استنتاج أن إدراج هذه الحركة في قائمة الجماعات الإرهابية هو خطأ فادح، وسوف تكون له نتيجة معاكسة وقد يعقد الوضع على الساحة اليمنية. والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا والتي لا يستطيع بعض السياسيين الغربيين تجاوزها بسهولة وببساطة، هي أن حركة "أنصار الله" اليمنية أصبحت القوة الرائدة في اليمن خلال سنوات الحرب والعقوبات والحصار، ولا تزال لديها القدرة على تحمل أقصى قدر من الضغط.