الوقت- نفذت الرياض وأبو ظبي، خلال الأيام القليلة الماضية، كوارث إنسانية مروعة في أجزاء مختلفة من اليمن رداً على عملية "عاصفة اليمن" الواسعة النطاق والاستراتيجية في عمق الإمارات العربية المتحدة.
في أحدث جرائمهم بحق اليمنيين، استهدف مقاتلو التحالف السعودي سجن صعدة المركزي عدة مرات في أعنف غاراتهم الجوية يوم الجمعة. أفادت وسائل إعلام يمنية عن مقتل أكثر من 60 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح خطيرة في الهجوم. وقالت وزارة الصحة اليمنية في بيان لها: "بعض ضحايا الهجوم من غير اليمنيين". وفي هذا الصدد، نشر "محمد علي الحوثي"، رئيس اللجنة الثورية العليا اليمنية، تغريدة على موقع تويتر حول قصف مناطق مختلفة من البلاد. قال فيها: "استهداف المدنيين جريمة حرب ولا شيء ينكر هذه الحقيقة". وتابع رئيس اللجنة الثورية اليمنية العليا في تغريدة له: "إذا كانت الولايات المتحدة المهزومة في أفغانستان تدعم تحالف العدوان السعودي، فإننا نعلن للتحالف صراحة أن هزيمتك في اليمن ستكون أثقل من هزيمة الأمريكيين في أفغانستان." وقال المكتب السياسي لأنصار الله في بيان "ندين بشدة ونعرب عن استيائنا من المجزرة المروعة التي ارتكبها المعتدون بحق الأسرى في محافظة صعدة، هذه الجريمة الهمجية تضاف إلى سلسلة جرائم المعتدين بحق الشعب اليمني، هذه الجريمة هي جريمة حرب ضد الإنسانية والرد عليها حق مشروع، دماء اليمنيين غالية، نحمل المعتدين بقيادة الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وندعو الامم المتحدة والمنظمات الدولية الى الارتقاء الى مستوى مسؤولياتها القانونية والاخلاقية ".
كما أصدر المجلس السياسي الأعلى اليمني بيانا صارما ضد التحالف السعودي يوم الجمعة، وأدان المجلس في بيان بشدة الفظائع السعودية الأخيرة في الحديدة وصعدة. وبحسب التقرير، قال بيان للمجلس السياسي الأعلى اليمني: "الجرائم السعودية في صعدة والحديدة لن تمر دون عقاب". وقال البيان أيضا إن السعودية والإمارات أدوات قذرة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني. كما خاطب المجلس السياسي الأعلى اليمني السعودية والإمارات قائلاً: "أنتم جبناء وأجبن مما يمكنكم مواجهة القوات اليمنية في ساحة المعركة". أنتم المجرمون الوحيدون الذين يرتكبون جرائم القتل، وسوف يلقنكم الجيش واللجان الشعبية اليمنية درساً لن تنسوه.
كما ارتكب السعوديون جريمة جديدة في محافظة الحديدة قبل القصف الوحشي لسجن صعدة المركزي، وفي هذا الصدد قصف مقاتلو التحالف السعودي بشكل مكثف منطقة "الموصلات" في الحديدة، واستشهد أربعة مدنيين إثر الهجمات الوحشية، وقالت مصادر يمنية إن الهجمات العدوانية للتحالف السعودي على الحديدة خلفت أيضا 17 جريحا.
ويبدو أننا سنضطر في الأيام والأسابيع القادمة إلى انتظار المزيد من الهجمات المكثفة لتحالف العدوان السعودي على الحديدة، وخاصة ميناء الحديدة، الميناء الذي يتم من خلاله تلبية ما يقرب من 80٪ من الاحتياجات الغذائية للشعب اليمني. أطلق المسؤولون السعوديون العنان لهجمات واسعة النطاق على الحديدة، لا سيما ميناء الحديدة، في أعقاب عملية عاصفة اليمن الواسعة النطاق والناجحة. واستعدادًا لعدوانه العسكري الكبير على ميناء الحديدة، يعتزم التحالف السعودي الإيحاء بأن الميناء ثكنة عسكرية في هذا الصدد. وفي الآونة الأخيرة، كرر تركي المالكي المتحدث باسم تحالف العدوان السعودي، مزاعمه السابقة بشأن ميناء الحديدة. وزعم: "ميناء الحديدة ثكنة عسكرية"! وتابع المسؤول في تحالف العدوان السعودي أن "ميناء الحديدة يشكل تهديدا للأمن الإقليمي وحتى للأمن العالمي نظرا لطبيعته العسكرية والأمنية". ويرى خبراء ومراقبون للتطورات السياسية والميدانية أن إصرار تحالف العدوان السعودي على الطبيعة العسكرية لميناء الحديدة هو مقدمة لارتكاب جريمة جديدة في هذا الميناء، وكان هشام شرف، وزير خارجية حكومة الإنقاذ الوطني اليمني، قد أكد ذلك، وأوضح أن "أكاذيب التحالف السعودي بشأن ميناء الحديدة هي محاولة للتحالف لاستهداف وتدمير الميناء". وقال هشام شرف إن "80٪ من الاحتياجات الغذائية للشعب اليمني يتم تلبيتها عبر ميناء الحديدة، ومع ذلك، فإن التحالف السعودي يهدد صراحة باستهداف الميناء".
من الواضح أن سلسلة الجرائم المجنونة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي بحق المدنيين في اليمن، وخاصة جريمته الأخيرة، قصف سجن صعدة المركزي وقتل المئات من اليمنيين، نابعة من غضبهم من الهجمات التي هزتهم في عمق الامارات. يعتبر تصعيد جرائم التحالف السعودي بحق المدنيين في اليمن وحده من أهم العوامل التي تظهر مدى نجاح عملية "عاصفة اليمن" في قلب أبو ظبي. ويسعى التحالف السعودي بارتكاب جرائم جنونية في اليمن إلى ترهيب الصفوف اليمنية لمنعهم من القيام بعمليات شبيهة بـ "عاصفة اليمن".
يسعى تحالف العدوان السعودي بقيادة السعودية والإمارات إلى تحقيق هدفين رئيسيين من خلال تكثيف الهجمات الوحشية على المدنيين اليمنيين؛ الهدف الأول هو الانتقام للعملية الناجحة في أبو ظبي. حيث يسعى التحالف السعودي إلى إرسال رسالة إلى اليمن مفادها أن عملياته العسكرية في عواصم التحالف لن تمر دون رد. الهدف الثاني والأهم الذي يحاول التحالف السعودي تحقيقه بقتل المدنيين في اليمن هو إثارة موجة من الرعب في صفوف الجيش واللجان الشعبية حتى تمتنع عن القيام بعمليات مماثلة لما حدث في "عاصفة اليمن". لكن المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين في صنعاء أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم لا يردون على الهجوم إلا بالهجوم، ولن يتفرجوا على الهجمات العدوانية لدول التحالف فقط.
بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبتها السعودية والإمارات بحق الشعب اليمني، لا سيما جريمة سجن صعدة المركزي، علينا انتظار العملية الاستراتيجية والانتقامية للقوات المسلحة اليمنية.