الوقت-أشار مادورو إلى أن "لا أحد في هذا العالم يجرؤ على مطالبتنا بالتخلّي عن فلسطين، ولا يمكن أن نقبل هذه المطالَبة. والخطيئة هي في مجرد التفكير في التخلّي عن فلسطين، أو تركها وحدها".
وشدَّد الرئيس الفنزويلي على أن "فلسطين هي أرض البشرية المقدَّسة، ولأرض فلسطين مكانة عظيمة جداً لدينا. اسم فلسطين نسمعه عالياً وعظيماً"، مضيفاً أن "هذه الجرائم (الإسرائيلية) التي تُرتَكَب بحق الشعب الفلسطيني، سيدفع (الاحتلال الإسرائيلي) ثمنها يوماً ما".
ووجَّه مادورو رسالة إلى فلسطين وشعبها، مؤكداً دعمهما من جانب فنزويلا، ومن جانب كل الشعب الفنزويلي، ومن جانب الثورة البوليفارية التي أسّسها القائد تشافيز، وقال "لفلسطين دعمي كله، اليوم وإلى الأبد، وستحظى دائماً بهذا الدعم، لأننا نحب فلسطين، وكلَّ شعبها، وجميعَ فصائلها".
وأردف "نتمنى كل الخير لفلسطين، ولدينا اتفاقيات تعاوُن معها؛ اتفاقيات تسير على نحو جيد. ونودّ أن نقدّم المزيد من أجل فلسطين"، داعياً جميعَ شعوب العالم وحكّامه، وكلَّ العرب، وجميعَ حكّام العالم الإسلامي، إلى ألّا يتركوا فلسطين وحدها.
وأكد مادورو أن فلسطين تستحقّ الدعم الثابت والشجاع من جانب حكّام العالم أجمع، قائلاً إن "فلسطين تصرخ مستغيثة؛ فلسطين تناشدكم أن تدعموها، فهي تتعرّض يومياً للجرائم، ولعمليات قتل للشبّان".
وتعليقاً على ما يحدث في فلسطين المحتلة، من جرائم قتل واعتداءات، قال إن "جرائم الاحتلال لا تُوصَف، ولا مثيل لها في هذا العالم"، مجدِّداً تأكيده "دعمَ الشعب الفلسطيني، وقُبلة كبيرة لقلب فلسطين".
وفيما يخص الشأن السوري، قال الرئيس الفنزويلي إن الرئيس السوري بشار الأسد "رجل شجاع وبطل ومناضل، ولديه عائلة جميلة وشعب رائع"، مضيفاً "لقد كُتب عليها (سوريا) أن تتحمّل حرباً إرهابية إجرامية".
وأضاف أن "الشعب السوري عانى كثيراً خلال السنوات الـ11 الماضية، وعرف كيف يصمد، وكيف ينتصر. والجيش العربي السوري، ومعه الشعب السوري الموحَّد، والرئيس بشار الأسد، سوف ينهضون بسوريا من جديد، وسوف يحرّرونها كاملة".
ورأى مادورو أن "العالم العربي، والعالم أجمع، سوف تصيبهما الدهشة من كيفية انبعاث سوريا من جديد، في الآتي من السنين".
وأشار إلى أن "وزارة خارجيتنا ستقوم بمجموعة من المبادرات عام 2022، من أجل إعادة تفعيل آليات التعاون بين البلدان العربية وأميركا الجنوبية، لبناء روابط في المستويين، المالي والنقدي".
وأكد أن بلاده يمكنها "فعل كثير من الأمور في السنوات المقبلة بين فنزويلا والعالم العربي، وأعتقد أننا سنفعلها"، وقال "أستغلّ هذه المقابلة لأدعو جميع الحكّام والشعوب والمستثمرين كي يستثمروا في فنزويلا".
وأكّد أن "فنزويلا بلد الفرص، ونحن نقدّم جميع الضمانات الدستورية والقانونية للاستثمارات في النفط والغاز والبتروكيميائيات والسياحة والذهب والألماس والحديد والفولاذ والألمنيوم والمنتوجات الغذائية".
في الحديث عن الملف الإيراني، قال مادورو إن "العلاقات بالجمهورية الإسلامية في إيران كانت دائماً جيدة جداً، سواء مع الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، أو مع الرئيس السابق حسن روحاني، أو الآن مع الرئيس إبراهيم رئيسي".
وقال إنه اتفق مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على مجموعة من الخطط الجديدة. واللجنة الحكومية المشتركة لكِلا البلدين تعمل على هذه المشاريع الجديدة، التي تشمل التشبيك والتعاون بين إيران وفنزويلا.
وأبدى الرئيس الفنزويلي إعجابه بـالمرشد الإيراني آية الله خامنئي، قائلاً إنه "رجل ذو حكمة كبيرة وذكاء عظيم".
ولفت إلى أن قائد قوة القدس السابق، الشهيد "القائد (قاسم) سليماني زار فنزويلا بين آذار/مارس ونيسان/أبريل من عام 2019. كنا في خضمّ أزمة الهجوم الكهربائي الذي شنّه إمبرياليو الشمال ضد المنظومة الكهربائية لفنزويلا"، متطرقاً إلى الحديث الذي جرى آنذاك بشأن مختلف مجالات التعاون، بما في ذلك موضوع النظام الكهربائي، و"كل ما تحدثنا بشأنه معه جرى تنفيذه".
ووفقاً لمادورو، فإن "القائد سليماني كان رجلاً بشوشاً ومتفائلاً في الحياة، و أشكر الله على أنني تعرّفت إليه"، لافتاً إلى أن "سليماني واجه الإرهاب ومجرمي الإرهاب الدمويين، الذين هاجموا شعوب محور المقاومة. هو رجل شجاع".
وشدّد على "ضرورة استخلاص العِبَر من هذه الجرائم المروّعة، كجريمة اغتيال القائد سليماني"، سائلاً "هل العالَم الذي نريده هو أن نشهد فيه كيف يُعطى أمرٌ من البيت الأبيض باغتيال بطل من أبطال النضال ضد الإرهاب، في كل من العراق وإيران وسوريا ولبنان؟".
وشدَّد على ضرورة "رفع الصوت مرة أخرى، رفضاً لجريمة اغتيال بطل الشعوب، اللواء القائد سليماني".