الوقت- شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" هجوماً واسعاً في مناطق متفرقة من محافظتي شبوة ومأرب بعد عملية مفاجئة وشاملة شنوها في شرق وشمال محافظة البيضاء أسفرت عن تطهير عدة مئات من الكيلومترات المربعة من الأراضي المحتلة (تحرير منطقة الصومعة الاستراتيجية). وفي المحور الأول غرب وجنوب غرب محافظة شبوة، حرر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" وسيطروا على مديريات "العين وبيحان وعسيلان ومرخة العليا" إلى جانب مديرية "مرخة السفلى" وعقب كل هذه الانتصارات أصبحت الرياض في حالة صدمة. وفي الوقت نفسه، شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" عملية عسكرية على المحور الثاني جنوب شرق محافظة مأرب، وعقب تطهير أجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة، خلص السعوديون إلى أنهم على وشك خسارة أهم قاعدة محتلة في اليمن.
إن الهزائم الفادحة لعناصر تحالف العدوان السعودي في هاتين المحافظتين أثارت قلق الرياض، لأنها كانت تعلم جيدًا أنه إذا استمر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في التقدم، خاصة في محافظة شبوة، فإنهم سيصلون إلى حدود محافظة حضرموت، ومن ناحية أخرى سوف يتمكنون من محاصرة المرتزقة المتمركزين في محافظة مأرب من المحور الشرقي. لقد أدرك السعوديون المذعورون أن سلسلة الانسحابات في شبوة تعني أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" وصلوا إلى حقول النفط الرئيسية في وسط اليمن، فاضطروا إلى رفع علم الاستسلام في محافظة مأرب لحماية محافظة شبوة. حيث يعتبر عدم اقتراب أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من مركز شبوة امتيازًا خاصًا للنظام السعودي، وطبعًا لا ينبغي أن ننسى أن الرياض توسطت دولًا مختلفة لتحقيق هذا المطلب، وطالبت "أنصار الله" بوقف التحرك نحو هذه المحافظة مؤقتًا.
وتجدر الإشارة إلى أن "أنصار الله" اتخذوا خطوات بناءَ على الأولويات الميدانية للتحرير الكامل لمحافظة مأرب على جدول الأعمال وفق خطة مرتبة مسبقًا، ولم يكن التحرك نحو مركز شبوة مهمة صعبة عليهم، وذلك لأنهم سبق لهم أن فعلوا ذلك وتمكنوا خلال الفترة الماضية من تحرير معظم المناطق الواقعة جنوب غرب وغرب هذه المحافظة في عملياتهم العسكرية الاخيرة. وبحسب بعض التقارير الاخبارية، فقد شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" أخيرًا عملياتهم العسكرية في جنوب وجنوب شرق محافظة مأرب من عدة محاور، منها مديريتي "العبدية وحريب"، وحرروا عشرات المناطق بمساحة 1280 كيلومترًا مربعًا. كما شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، بعد سيطرتهم الكاملة على مديريات "العبدية وحريب"، عملية واسعة النطاق لتطهير مديرية "الجوبة" الاستراتيجية القريبة من عاصمة المحافظة والبوابة الجنوبية لمدينة مأرب. وعقب كل هذه الانتصارات فر السعوديون ومرتزقتهم الى الصحارى الشرقية لمحافظة مأرب.
لقد أدى التقدم السريع لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في منطقة "الجوبة" إلى كسر الخطوط الدفاعية للمرتزقة السعوديين في الضواحي الجنوبية واحتلال الجزء المهم من مديرية "جبل مراد" مع عدد من المناطق الجنوبية الشرقية من مديرية صرواح، وأدى ذلك إلى تطهير هذين المحورين من عناصر تحالف العدوان السعودي. وحاليا في منطقة "الجوبة" لا تزال جبال "الجديدة" والضواحي القريبة منها تحت سيطرة عناصر تحالف العدوان السعودي، وبتطهير هذه المناطق سيصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" إلى المناطق الجنوبية من مدينة مأرب، وهذا يعتبر انتصارا كبيرا. وبحسب بعض التقارير الاخبارية، فإن مديريات "ماهلية، والعبدية، وحريب، ورحبة، وجبل مراد، وحريب القراميش، وبدبدة، ومجزر، ومدغل" إلى جانب 90٪ من مديريات "الجوبة وصرواح" وحوالي 55٪ من مديرية "رغوان" في محافظة مأرب تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله".
إن انتصارات الجيش واللجان الشعبية في جبهات مأرب وشبوة، غيرت المعادلة في الميدان وبعثرت كل اوراق تحالف العدوان ودول الاستكبار العالمي التي كان يعتمد عليها لاستمرار تواجده، والتي لم تستطع استخدام أين منها، كونها اعتمدت على معطيات ومعلومات مظللة ومزيفة ولم تمت للواقع بصلة وهو ما ادى الى وقوعها لا محالة بالفشل والهزيمة، بينما من يقف على الارض بكل ثبات أصبح يمتلك القرار فما تشهده محافظة مأرب اليوم من انتصارات كبيرة وسريعة لتؤكد صدق الوعد الذي جعل كل احرار العالم يقفون الى جانب حقوقه المشروعة في تحيق الحرية والاستقلال وهو ما جعل اغلب المغرر بهم في تلك الجبهات بعد إن تبين لهم الحق، الانشقاق عن قياداتهم وقرروا العودة بكل يقين الى الحاضنة الوطنية والشعبية القوية والتي استمدت صمودها من دينها وعراقة تاريخها وحضارتها وارضها وارادة ابنائها الاحرار .
ومع تقدم الجيش واللجان الشعبية في جبهتي مأرب وشبوة واقترابه من تحرير مدينة مأرب توالت الانشقاقات في قيادات وصفوف المرتزقة حيث انشق الخميس الماضي 1500 من المغرر بهم بينهم قيادات عن مرتزقة تحالف العدوان السعودي الاماراتي في مأرب ووصلوا الى صنعاء وكان نائب وزير الخارجية "حسين العزي" قد رحب بوصول مجموعة كبيرة من أبناء محافظة مأرب إلى صنعاء بعد انشقاقهم عن ميليشيا هادي والاصلاح وقال "العزي" في تغريدة على تويتر: "قرابة 1500 مقاتل من أبناء الحبيبة مأرب يعودون للعظيمة صنعاء نرحب بالأحرار الكرام ونقول لهم أهلا وسهلا في عاصمتكم وبين أهلكم وربعكم”، مضيفا “لقد كان يوما مشهودا تسابقت فيه العبرات ورتلت الجبال حنين الرجال ولا غرو فالجميع أهل وبني عم شكرا للجميع وتحية للسيد القائد". وعلى وقع الانشقاقات والانهيارات في صفوف المرتزقة بجبهات مأرب اعلن مسؤول أمني في مأرب انشقاقه عن قوات "هادي" وحزب الاصلاح استجابتا لدعوة القوات المسلحة التي وجهتها لكل المجندين الذين ما زالوا في صفوف العدو لترك السلاح والعودة الى الصف الوطني حيث وصل ما يسمى بمسؤول أمن المؤسسة الاقتصادية اليمنية في مأرب "يحيى محسن محسن دردخ" مع عدد من المغرر بهم إلى العاصمة صنعاء معلنين الانشقاق عن قوات "هادي" وحزب الاصلاح.
ولقد تصاعدت المخاوف الامريكية والاسرائيلية، من اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من تحرير مدينة مأرب، اخر معاقل الميليشيات التابعة لتحالف العدوان وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية قد نشرت في تقرير لها أن سيطرة قوات أنصار الله على المدينة بمثابة استكمال لقوس التهديد الخطير على أمن اسرائيل الممتد من اليمن عبر خليج عمان إلى الكويت، وعبر العراق والبوكمال بإتجاه سوريا إلى لبنان، فيما سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على تداعيات التقدم الأخير لقوات الجيش واللجان الشعبية مع احتمال تحريرها المدينة في غضون ايام، وهو ما يشير إلى حجم الرعب لدى الأمريكيين والإسرائيليين من هزيمة حلفائهم الاستراتيجيين في المنطقة الذي يقوده تحالف العدوان السعودي.
الى ذلك تشير التحركات الامريكية المكثفة الى قلق كبير لدى واشنطن من سقوط مأرب بيد قوات الجيش واللجان الشعبية التي باتت تطوقها من اتجاهات عدة وكان "ليندر كينع" قد عقد سلسة لقاءات مع السفيرين السعوديين في الولايات المتحدة واليمن، "ريما آل سعود"، و"محمد آل جابر"، وخصص الاجتماعات لبحث تداعيات اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من تحرير مركز محافظة مأرب النفطية وقالت مصادر سياسية ان المبعوث الامريكي اعلن خلال تلك الاجتماعات حالة طوارئ .. مطالبا الرياض بالتحرك لمنع سقوط مأرب وكشف المبعوث الامريكي .