الوقت - إن ما حققته المقاومة في عملية سيف القدس كان نتيجة القدرات التي اكتسبتها خلال أربعة عقود من النضال والتقدم. حيث أعلنت المقاومة الفلسطينية في عملية "سيف القدس" من خلال توسيع نطاق دعم المقاومة الفلسطينية ليشمل كل فلسطين، ان أي عدوان صهيوني في أي مكان في فلسطين التاريخية هو بمثابة خط أحمر للمقاومة وسيواجه برد مماثل.
واستمرت استراتيجية المقاومة هذه خلال الأشهر الأخيرة منذ عملية سيف القدس، والآن تؤكد المقاومة استمرار ردع المقاومة بإعلانها دعم الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام ، وكذلك العائلات الفلسطينية التي تعيش في حي الشيخ جراح.
تهديد المقاومة للصهاينة في قضية الأسرى الفلسطينيين
في الأشهر الأخيرة، أضرب عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عن الطعام احتجاجًا على الاعتقال الإداري والمعاملة غير الإنسانية في السجون الإسرائيلية. وبعض هؤلاء السجناء المضربين عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم في حالة حرجة. ونظراً لعدم اكتراث الكيان الصهيوني بتغير الأوضاع في سجون الكيان الصهيوني، ازداد عدد الأسرى الذين ينضمون إلى الأسرى المضربين.
وفي الأسابيع الأخيرة، حذرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الكيان الصهيوني مرارا من الوضع الراهن لهؤلاء الأسرى الفلسطينيين، وأعلنت أنه لو استشهد أحد هؤلاء الأسرى خلال الإضراب عن الطعام أو عرض اي حادث حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية للخطر فإن المقاومة ستشن هجوماً جديداً على الصهاينة وعليهم انتظار حرب جديدة.
وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة قد صرح في عدة مواقف جادة في الأسابيع الماضية بأن المقاومة ستبذل قصارى جهدها لدعم الأسرى الفلسطينيين. حيث أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في هذه المواقف أنه إذا لزم الأمر في هذا الاتجاه، ستنفذ المقاومة عملاً عسكرياً.
وقد أثار هذا الموضوع بجدية خلال محادثاته مع المسؤولين المصريين في القاهرة، وفي هذا السياق عُقد اجتماع مشترك بين حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية لدعم الأسرى الفلسطينيين. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنه بالإضافة إلى هذا الاجتماع، تم التنسيق اللازم مع غرفة عمليات المقاومة المشتركة في قطاع غزة.
وكانت النتيجة المنطقية لمجموعة تلك الإجراءات أن المقاومة لن تتوانى عن أي عمل لدعم الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني ، وكانت نتيجة هذه المواقف وتراجع الکیان الصهيوني الضغط على الأسرى الفلسطينيين. وعلى الرغم من استمرار قضية إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام واستمرار المشكلات المتعلقة بها بقوة، إلا أن ضغط الكيان الصهيوني على الأسرى الفلسطينيين بعد هروبهم من سجن جلبوع قد تراجع نتيجة اجراءات المقاومة.
دعم حي الشيخ جراح
مع استئناف إجراءات المحكمة الإسرائيلية في حي الشيخ جراح في القدس، أعلنت العائلات الفلسطينية التي تعيش في هذا الحي - الذين حكمت المحكمة الإسرائيلية بإخلاء منازلهم - أنها لن تقوم بإخلاء الحي بأي شكل من الأشكال.
وفي هذا الصدد، أشاد طارق عز الدين المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بموقف سكان هذا الحي أمام المحكمة الصهيونية لإخلاء هذا الحي من الفلسطينيين، وأضاف أن أهالي حي الشيخ جراح كانوا رأس حربة في مواجهة التهويد وخط الدفاع الأول عن المقدسات الإسلامية، وسيبقون رأس حربة في وجه مخططات الاحتلال القائمة على التهجير والقمع والتنكيل
بدوره هنأ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، في لقاء افتراضي مع سكان حي "الشيخ جراح"، بمواقفهم القيمة في عدم إخلاء حي "الشيخ جراح"، وقال: لقد أوفى أهالي الشيخ جراح اليوم بمسؤوليتهم التاريخية بتأكيدهم على عدم التنازل عن أراضيهم و ان كل الفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية يقفون ورائهم في "الشيخ جراح" والقدس.
وتم تنفيذ هاتين العمليتين للمقاومة الفلسطينية من أجل الحفاظ على الردع الذي تم اطلاقه ضد الكيان الصهيوني، وكانت النتيجة أن الصهاينة يلجأون إلى مصر كوسيط بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني قبل اي خطوة، لأنهم يخشون للغاية من عمليات فصائل المقاومة.
الخطوة التالية؛ إنهاء حصار غزة
استمراراً للردع، اتخذت فصائل المقاومة خطوات لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة ، وفي هذا الصدد، حذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الصهاينة رسمياً في الأسابيع الأخيرة ان الحصار المفروض على قطاع غزة يجب أن ينتهي دون شروط ودون تقليص مطالب أبناء قطاع غزة ولا مهرب من هذا الموضوع. وهذا يعني أن الإبقاء على الردع يمكن أن يقود الشعب الفلسطيني إلى تحقيق حقوقه، والمقاومة في هذا المسار تعمل على حفظ الخيار الصحيح الذي اتخذته وجاهدت من أجله لسنوات عديدة، ه÷ا المسار الذي سيحرر فلسطين من براثن المحتلين.