الوقت- توقفت الاشتباكات على مشارف مدينة مأرب الاستراتيجية لعدة أسابيع ، لكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" شنوا عملية جديدة على المحور الشمالي الغربي لهذه المدينة واتخذوا الخطوة الأولى بحزم وتمكنوا من تطهير عدة مناطق هامة. وازدادت الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة، في الأيام الأخيرة، ضد عناصر تحالف العدوان السعودي في المناطق المحتلة باليمن والمحافظات الجنوبية للسعودية، ما ألحق بها أضرارًا كبيرة. وبالتزامن مع الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة، شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" جولة جديدة من الهجمات في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة مأرب والأجزاء الجنوبية الغربية من هذه المحافظة وتمكنوا من تطهير الأراضي المحتلة واستعادتها من أيدي المرتزقة السعوديين. وبحسب آخر الأخبار القادمة من المحور الشمالي الغربي لمدينة مأرب (جنوب شرقي مديرية مدغل)، شنت قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" عملية عسكرية على جبال "ملبودة" والمناطق المحيطة بها، وبعد عدة ساعات من القتال العنيف، تمكنوا من تحرير هذه السلسلة الجبلية والتقدم في هذه المنطقة.
وعقب صد هجوم لعناصر تحالف العدوان السعودي، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من تحرير جبل "حمة الذياب" الاستراتيجي من أيدي مرتزقة تحالف العدوان السعودية والسيطرة عليه، ويحاولون الآن تثبيت مواقعهم بشكل كامل وذلك من أجل ضمان أمن هذا المحور. ولقد سقط عشرات القتلى والجرحى من قوات تحالف العدوان السعودي خلال هذه الاشتباكات، وألحقت أضرار جسيمة بمعداتهم العسكرية، كما قُتل عدد من القادة الميدانيين لتحالف العدوان السعودي على طول هذه المحور. وبحسب مصادر ميدانية، فقد استهدفت الطائرات السعودية مرارًا مواقع يمنية في المناطق المحررة حديثًا، وذلك لإجبارها على التراجع عن هذا المحور، ولكن هذا الأمر فشل في النهاية عقب الصمود الاسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في هذا المحور. وإجمالاً، استهدفت الطائرات المقاتلة السعودية مديرية "مدغل" ثمان مرات ومديرية "صراوح" الواقعة في المحور الشمالي الغربي لمحافظة مأرب 17 مرة ، لكن هذه الهجمات لم تغير ساحة المعركة ولم تتمكن قوات تحالف العدوان من استعادة زمام المبادرة في تلك المناطق.
وفي حال تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من تأمين المواقع المحررة حديثا على جبل "حمة الذياب"، ستصل المساحة المطهّرة في مديرية "مدغل" إلى نحو 99 بالمئة ، وسيسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على مواقع عناصر تحالف العدوان السعودي في منطقتي "نخلا ووادي نخلا" من المحور الشمالي وسيفرضون ضغط شديد على ما تبقى من قوات تحالف العدوان السعودي في تلك المناطق. وعقب الحفاظ على هذا الجبل الاستراتيجي، ستكون الوجهة التالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في هذا المحور هي التوجه نحو مناطق مهمة مثل "وادي نخلا، والقاعد الأعلى، والقاعد الأسفل". وحالياً ، تبلغ المسافة التي تفصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من هذا المحور إلى مركز مدينة مأرب نحو 13 كم فقط.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية عن تقدمات نوعية جديدة أحرزها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهة مأرب بعد هجوم واسع شنته مؤخراً من عدة محاور على مواقع قوى التحالف السعودي في شمال وغرب مدينة مأرب. ففي غرب المدينة مازالت المعارك مشتعلة بعد ساعات من تمكن قوات صنعاء من السيطرة الكاملة على مديرية "رحبه" جنوب محافظة مأرب، وهو ما يعني التحكم في قطع طرق إمداد الخصم بين محافظتي مأرب والبيضاء. إن السيطرة على مديرية "رحبه" سبقتها معارك عنيفة تمكنت خلالها القوات المشتركة من إحكام قبضتها على عدد من المواقع الاستراتيجية في الجهتين الشمالية والغربية منها منطقة حمة الذياب التي تتمثل أهميتها في موقعها المطل على مشارف معسكر "صحن الجن" المعقل الرئيس لقوات تحالف العدوان.
إن العمليات العسكرية الأخيرة في مأرب رافقها قصف مكثف للمقاتلات السعودية على امتداد محاور الاقتتال، لكن لم ينجح في إيقاف التقدم المستمر لقوات صنعاء وتفوقها العسكري في هذه الجبهة.. تفوقٌ قابلته بحسب مصادر ميدانية انهيارات وانسحابات في صفوف قوات هادي ومقتل وجرح العشرات منهم بينهم قيادات كبيرة. هذا التفوق العسكري لصنعاء قد يمثل "برأي البعض" ضغطاً إضافياً للقبول بالمبادرة التي سبق وأن أعلنتها بشأن إيقاف معركة مأرب التي تعود لتشتعل بعد هدوء دام لأسابيع شهدت حراكاً دبلوماسياً لم يثمر أي نتائج. ولقد حقق مجاهدو الجيش واللجان الشعبية خلال الساعات الماضية إنجازا ميدانيا جديدا على صعيد المعارك ضد مرتزقة تحالف العدوان ومليشيات الارهاب جنوب محافظة مأرب. ونقلت وكالة الصحافة اليمنية عن مصادر مطلعة في مدينة مأرب قولها إن قوات صنعاء شنت خلال الساعات الماضية هجوما عسكريا واسع باتجاه مواقع قوات تحالف العدوان جنوب المحافظة الغنية بالنفط، وتمكنت من خلاله السيطرة على مواقع استراتيجية هامة في جبهة جبل مراد.
وأوضحت المصادر، أن مجاميع مسلحة تتبع المرتزق لعميد "عباد أحمد الحليسي" رئيس أركان اللواء "143 مشاة" الذي قتل منذ أسبوعين، فرت من مواقعها في مديرية جبل مراد باتجاه مدينة مأرب. وأكدت المصادر، أن قوات صنعاء واصلت تقدمها باتجاه البوابة الجنوبية لمدينة مأرب، التي تشهد معارك شرسة بين الطرفين، وسط أنباء عن انتصارات متسارعة تحققها قوات صنعاء. وقتل رئيس أركان اللواء "143 مشاة" في قوات تحالف العدوان العميد "عباد أحمد الحليسي" مع عدد من مرافقيه من مجندي قبيلة مراد قتلوا أثناء زحف فاشل شنته قوات التحالف باتجاه مواقع قوات صنعاء، حيث تم تششيع جثماته مطلع الشهر الجاري، في مديرية "الجوبة".
وعلى صعيد متصل، ناقشت اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب قبل عدة أيام برئاسة المحافظ، "علي محمد طعيمان"، أداء الأجهزة الأمنية وجهود تعزيز الأمن والاستقرار في المديريات المحررة بالمحافظة. وفي الاجتماع أكد المحافظ "طعيمان"، أهمية تضافر الجهود للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المحافظة جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي. ونوه بما حققته الأجهزة والوحدات الأمنية من نجاحات خلال الفترة الماضية .. لافتاً إلى أهمية التحلي بالمزيد من اليقظة، ورفع الجاهزية، والتصدي بحزم لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المجتمع. وأشاد محافظ مأرب بما حققه أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء قبائل مأرب من انتصارات ميدانية مهمة في معركة تحرير المحافظة من قوى العدوان والإرتزاق. ودعا اجتماع اللجنة الأمنية بالمحافظة، بحضور ممثل عن المنطقة الرابعة العقيد "نورالدين المراني" وممثل عن جهاز الأمن والمخابرات العقيد "رائد الشريف"، وعدد من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، النازحين من مناطقهم في المديريات المحررة للعودة إلى منازلهم واستغلال قرار العفو العام. وأقر الاجتماع تشكيل فريق من الجهات المختصة، للتنسيق مع مشايخ ووجهاء القبائل ممن لا يزالون في صف العدوان، للعودة إلى صف الوطن وحل مشاكل العائدين والمقبوض عليهم. وباركت اللجنة الأمنية عملية توازن الردع السابعة التي نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير واستهدفت منشآت شركة أرامكو في الدمام وجدة وجيزان ونجران .. مؤكدة أن العملية تأتي في إطار الحق المشروع بالدفاع عن الشعب اليمني وردع العدوان.