الوقت- تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية "أنصار الله" خلال الفترة القليلة الماضية من التقدم أكثر فأكثر في مختلف جبهات القتال، واستطاعت تحرير العديد من المناطق التي كانت قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته وعقب جميع هذه الانتصارات التي سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على ساحة المعركة، بذلت الدول المعتدية الكثير من الجهود بمساعدة أنصارها الغربيين لوقف العمليات العسكرية التي ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في جبهات القتال والتي كبدت تحالف العدوان السعودي الكثير من الخسائر المادية والعسكرية والانسانية. حيث أكد العديد من الخبراء أن خسائر السعودية المعتدية على اليمن، لم تقتصر على خسائرها من الاسرى والخسائر البشرية التي حُصدت بفعل المقاومين الابطال من الجيش اليمني واللجان الشعبية لانصار الله، بل إن هذه المملكة وحسب ما يرى خبراء ومراقبون، تكبدت خسائر كبيرة في كثير من المجالات، خلال عدوانها على اليمن، ولاسيما في المجال الاقتصادي وفي مجال الميدان، بعد أن وصلت الصواريخ اليمنية البالستية الى عمق هذه المملكة وطالت موانئها ومطاراتها ما دفعها للادراك متأخرة أنه لا مجال امامها الا السعي لوقف هذا القصف وتفادي هذه الخسائر التي يزداد حجمها وتراكماتها يوما بعد اخر نتيجة البأس اليماني والارادة الصلبة لقواته في الذود والدفاع عن كل شبر من ارضهم المعطاء.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن تحالف العدوان السعودي جمع خلال الفترة الماضية عددا كبيرا من العناصر الإرهابية التكفيرية والسلفية من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وقاموا بنقلهم إلى جبهة مأرب والبيضاء. ولفتت تلك التقارير إلى أن هذه القوات الإرهابية قد تدربت في قاعدة عسكرية تسيطر عليها الإمارات في إريتريا لعدة أشهر وتم إرسالها على الفور إلى ساحات القتال في مأرب والبيضاء لمنع سقوطهما وأكدت تلك التقارير أن بعض العناصر الإرهابية رفعوا أعلام تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في ساحات القتال. ولكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" كانوا لتلك الجماعات الإرهابية بالمرصاد، حيث تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" خلال الفترة الماضية من قتل وجرح المئات من تلك العناصر الإرهابية في محافظتي مأرب والبيضاء. وهنا تجدر الاشارة إلى أن السياسة الداخلية للقيادة في صنعاء وكذلك إدارة المعركة أربكت المشهد لدى تحالف العدوان في قراءته لطبيعة المعركة التي تدور، كما أن الانتصارات التي تم تحقيقها هي من جعلت قوى تحالف العدوان ومن خلفها تتسرع في اتخاذ العديد من المواقف ضد حركة "أنصار الله" اليمنية.
وفي هذا السياق، كشف وزير الإعلام اليمني، "ضيف الله الشامي" يوم أمس الأحد عن وجود دراسة استراتيجية يتبعها التحالف لتفكيك التفاف الشعب اليمني حول "أنصار الله". وأوضح "الشامي"، في منشور على صفحته في فيسبوك، أن "العدو يعمل جاهدًا على كسر الصمود اليمني وتحويل فشل عدوانه وعمالته وارتزاقه، إلى استهداف المجتمع اليمني". وأشار الوزير إلى أن العدو يمتلك الدراسات والاستراتيجيات المتعددة لاستهداف أنصار الله وتفكيك الالتفاف الشعبي الكبير. ولفت "الشامي" إلى أن أهم استراتيجية ينتهجها العدو هي سرية للغاية تحمل عنوان (إسقاط أنصار الله من الداخل) وتستهدف كما حددت الدراسة خمس فئات هي ( الشعب، قواعد أنصار الله، المواطن كفرد، المقاتلين، صّناع القرار السياسي والعسكري). وذكر وزير الإعلام جملة من الأهداف التي تسعى هذه الاستراتيجية لتحقيقها منها تدمير ثقة الشعب بـ"انصار الله" حتى يصل الشعب إلى مرحلة الشك فيه وفي بقائه في المستقبل.
وأضاف: "كما تهدف استراتيجية العدو إلى تحطيم معنويات أنصار الله وبث اليأس والاستسلام في أوساطهم بالوسائل والأنشطة الإعلامية المختلفة، وتشجيع المواطنين على مقاومة حركة أنصار الله ودفعهم للتخلص منه، بالإضافة إلى زرع التذمر في صفوف المقاتلين بهدف ترك الجبهات والهروب منها، وإرباك صّناع القرار السياسي والعسكري حتى يصابوا بالتخبط والتهور" .وعن النشاط الإعلامي الذي ضمته استراتيجية العدو قال وزير الإعلام، إنها شملت 22 نشاطًا منها الضخ الإعلامي لإقناع الشعب بأن أنصار الله سبب كل المصائب، وتفكيك جبهة أنصار الله الداخلية وضرب تماسكها وزرع الشك والريبة بين أطرافها. مشيرًا إلى أن من أهم أهداف الحملة الإعلامية التهويل أو التقليل من بعض المعلومات التي ينشرها إعلام "أنصار الله"، ونشر الكثير من الاكاذيب عن فساد قيادات أنصار الله ونهبهم لأموال الشعب وعدم صرف المرتبات ونهب المساعدات الإنسانية. لافتًا إلى أن أبرز ترويج ستسوقه الحملة الإعلامية للعدو هي أن لـ"أنصار الله" علاقة بالجماعات الإرهابية في الخارج، والقاعدة وداعش في اليمن. وشدد وزير الإعلام على أهمية معرفة توجه العدو، وضرورة أن نعمل على إفشال مخططه وأن نتعامل بوعي وبصيرة وانتماء ديني وقيمي ووطني، حتى لا نخدم العدو من حيث لا نشعر ونمكنه من اختراقنا.
إن السعوديين يحاولون نسج خيوط هذا السيناريو بالاستعانة ببعض وسائل الإعلام الصهيونية والعربية من أجل زيادة الضغط على قيادة "أنصار الله" وحكومة صنعاء وذلك من أجل تمهيد الطريق أمامهم للخروج من المستنقع اليمني. وهذا الأمر تؤكده محاولاتهم السابقة لوضع حركة "أنصار الله" اليمنية على قائمة الجماعات الارهابية قبل عدة أشهر، حيث حاول السعوديين التوصل إلى إجماع ضد قوات صنعاء خلال الفترة الماضية لتأليب المجتمع الدولي عليهم ووضعهم في قائمة الجماعات الإرهابية. ولقد ذكرت العديد من التقارير الاخبارية، أنه بينما أبدى البيت الأبيض خلال تلك الفترة اهتماماُ بالقادة السعوديين لوضع حركة "أنصار الله" اليمنية على قائمة الجماعات الإرهابية، وأنه يدرس هذه المسألة مع حلفائه، إلا أن بعض الدول الأوروبية نظرت إلى هذه الخطة بعين الريبة والتشكيك بسبب نتائجها غير الواضحة على الاوضاع السياسية في اليمن. وذلك لأن الدول الأوروبية تدرك جيداً أن حركة "أنصار الله" ليس جماعة أجنبية وأن هذه الحركة تشكلت من قلب المجتمع اليمني وأن أنصارها ليسوا مقتصرين على موقع جغرافي معين في شمال البلاد وأن قادة هذه الحركة مصرين على الحفاظ على المصالح الوطنية وأن هذه الحركة مدعومة من قبل جميع الطبقات والاعراق في مختلف المناطق اليمنية.
وهذا الامر دفع القادة الأوروبيين إلى استنتاج أن إدراج هذه الحركة في قائمة الجماعات الإرهابية هو خطأ فادح، وسوف يكون له نتيجة معاكسة وقد يعقد الوضع على الساحة اليمنية. كما يعلم الأوروبيون جيداً أن إدراج جماعة "أنصار الله" اليمنية في قائمة الإرهاب يعني إغلاق جميع السبل للتفاوض، وهذا ليس في مصلحتهم، ومن ناحية أخرى يدركون أن هذه الحركة لديها القدرة على مفاجأة تحالف العدوان السعودي وتغيير ميزان القوى على الساحة اليمنية ولهذا فإن القادة الأوروبيين لا يريدون المشي على طريق ليس له عودة. والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا والتي لا تستطيع بعض الدول الغربية تجاوزها بسهولة وببساطة، هي أن حركة "أنصار الله" اليمنية أصبحت القوة الرائدة في اليمن خلال سنوات الحرب والعقوبات والحصار، ولا تزال لديها القدرة على تحمل أقصى قدر من الضغط، ولهذا السبب فإن الأوروبيون لا يريدون قطع علاقاتهم بهذا البلد بفعل متهور.
إن كل هذه الحقائق، دفعت الأوروبيين إلى استنتاج أنه لا ينبغي ابتزاز حركة "أنصار الله" والضغط عليها، لأن عواقب هذا الامر سوف ترتد عليهم أولاً، ولهذا يحاولون موازنة الأمور، لإرضاء السعوديين، ولكن هذه المحاولة الأوروبية أدت بالطبع إلى استياء الرياض. بشكل عام، يدرك النظام السعودي جيدًا أن حركة "أنصار الله" ليست على استعداد لوقف تقدمها على الأرض، ولهذا السبب يحاول النظام السعودي الاستعانة بوسائل الاعلام الصهيونية والعربية للتلميح للرأي العام العالمي بأن جماعة "أنصار الله" اليمنية جماعة إرهابية وذلك من خلال شن تشويهها إعلاميا وإتهامها بمهاجمة ناقلات النفط ونشر الكثير من الأخبار المفبركة والكاذبة التي تفيد بأن جماعة "أنصار الله" تضر بمصالح جميع الدول ويجب إدراجها في قائمة الجماعات الإرهابية. إن الأحداث التي وقعت خلال السنوات الماضية على ساحة المعركة في اليمن، تُظهر بوضوح أن حركة "أنصار الله" لن تستسلم لخطر إدراجها في قائمة الجماعات الإرهابية، ولن تتصالح مع السعوديين وأنها سوف تستخدم جميع الخيارات المختلفة المتاحة لها لتطهير كافة الأراضي اليمنية وطرد قوات تحالف العدوان السعودي.
وفي الختام يمكن القول إن عمليات صنعاء العسكرية التي نفذتها في محافظتي مأرب والبيضاء وعملياتها الصاروخية والهجمات التي نفذتها باستخدام الطائرات من دون طيار في عمق المملكة العربية السعودية قد فرضت ضغوطًا كبيرة على القادة السعوديين، سواء من حيث إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد النفطي السعودي أو من حيث الأمن السعودي الهش وعدم قدرة الجيش السعودي على الدفاع عن نفسه في الحرب ضد اليمنيين، ولهذا فقد سعى قادة الرياض خلال الفترة الماضي لإيجاد طريقة لمنع استمرار هذه الهجمات. وعليه، فإن كل هذه الانتصارات التي تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيقها في عدد من مناطق ومديريات محافظة مأرب وفي الحدود اليمنية السعودية تدل على أن اليمنيين وصلوا إلى مستوى من القوة لدرجة أنهم ليسوا على استعداد لتقديم أي تنازلات للعدو لإنهاء الحرب، مؤكدين على الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد.