الوقت- على الرغم من مرور عدة أشهر على تكليف سعد الحريري لتشكيل الحكومة في لبنان، إلا أنه لم يشكل حكومة جديدة حتى الآن. وقد أدى ذلك إلى مواجهة لبنان لعدة أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وفي هذا الصدد، أكد النائب اللبناني "علي حسن خليل" أنه : "إذا لم يتم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في أسرع وقت ممكن، فسوف تنهار البلاد". رغم ذلك كان يتم الحديث عن ان رئيس الوزراء اللبناني المكلف يعتزم تسليم قائمة أعضاء الحكومة اللبنانية الجديدة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون ، إلا أن ذلك لم يحدث. وهكذا دخلت أزمة عدم تشكيل حكومة لبنانية جديدة مرة أخرى مرحلة أكثر تعقيداً.
من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني" نبيه بري": "السبيل الوحيد للخروج من الأزمة اللبنانية الحالية هو تشكيل حكومة جديدة. لذلك ، لن أسحب بأي حال من الأحوال مبادرتي لتحقيق هذا الهدف المهم. لكني على استعداد لسحب مبادرتي لتشكيل حكومة جديدة فقط إذا تم عرض بديل أفضل" . واضاف "من الضروري تشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت ممكن لاجراء اصلاحات جذرية في البلاد".
إضافة إلى ذلك، قالت صحيفة " البناء" اللبنانية: "ما يمكن قوله عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة هو أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة اقترب من طريق مسدود. لا يوجد أمل بتشكيل حكومة جديدة ، على الأقل في المستقبل القريب. في الواقع أنه مهما حاولنا أن نكون متفائلين بشأن عملية تشكيل حكومة لبنانية جديدة ، فلن نتمكن من القيام بذلك. فكل التطورات تقودنا إلى التشاؤم فقط ".
وتابعت الصحيفة " لا وجود لرؤية واضحة في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة على المدى المنظور ، لا يبدو أنه سيكون هناك انفراجة في مجال تشكيل الحكومة الجديدة في المستقبل القريب. من المرجح أن يستقيل الحريري، لكن أوضحت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب اللبناني" نبيه بري" إنه من غير المعروف ما إذا كان سعد الحريري سيستقيل أم لا".
وخلال الأشهر القليلة الماضية ، أكد ميشال عون في عدة مناسبات تجاهل سعد الحريري السلطة القانونية للرئيس في تشكيل الحكومة. ولهذا يتخذ موقفاً حازماً ضد تحركات الحريري لتشكيل حكومة جديدة. بينما يصر الحريري الآن على أن تكون الحكومة اللبنانية الجديدة تكنوقراطية بالكامل.
وهذا يعني أن الحريري لا يؤمن بوجود سياسيين في الحكومة وهو ما أكده الدستور أيضا. كما يعتقد الرئيس اللبناني أن مثل هذا الشيء مخالف للمبادئ القانونية. ويصر الحريري على ترشيح وزراء الوزارات الحيوية إلى مجلس النواب لوحدهم ودون موافقة ميشال عون.
فعلى سبيل المثال، يريد رئيس الوزراء المسؤول عن مجلس الوزراء اللبناني تعيين مسيحي في منصب وزير الداخلية. لكن عون يعتقد أنه يحظى بمزيد من الاولوية من سعد الحريري في اختيار وزير الداخلية.
كما ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن "سعد الحريري لا يريد ترك اختيار وزير العدل لميشال عون"؛ وقالت "والسبب في ذلك هو أن الحريري يخشى في هذه الحالة النظر في قضايا عدد من المقربين منه الذين كانوا مسؤولين في المراكز والمؤسسات الحكومية ".
من ناحية أخرى، من الأمور التي حالت دون تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن استمرار التدخلات الفرنسية في هذا الامر ، ومتابعة سعد الحريري لمبادرة باريس بشكل عام وخطة إيمانويل ماكرون بشكل خاص. حيث ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "سعد الحريري أبلغ نبيه بري أنه متمسك بضرورة تنفيذ مبادرة باريس لتشكيل حكومة جديدة".
بدوره قال "أمين حطيط" المحلل اللبناني البارز ، إن "التدخل الأجنبي في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة واضح تماماً ". قدمت الحكومة الفرنسية مبادرة لتشكيل حكومة لبنانية، وبالنظر الى هذه المبادرة يظهر أنها تعارض الدستور اللبناني.
وأضاف الخبير الاستراتيجي اللبناني "أمين حطيط ": "من ناحية أخرى ، تتدخل الولايات المتحدة أيضاً في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. هم يمهدون الطريق لتشكيل حكومة ومن ناحية أخرى يسعون إلى تدمير الاقتصاد اللبناني وخلق فراغ سياسي. فحزب الله اللبناني يعارض وجود أي فراغ سياسي في البلاد ولهذا السبب عارض حزب الله استقالة الحكومات في لبنان. واضاف ان "موقف حزب الله يقوم على سرعة تشكيل حكومة جديدة لحل الازمات الشديدة".