الوقت- من مخيم برج البراجنة في بيروت، فإن الفلسطينيين الذين يعيشون في الخارج وخلال الـ 11 يومًا من الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، رسمو وجهًا جديدًا للمعركة وأرسلوا رسالة واضحة للعالم بانتفاضتهم ودعمهم للمقاومة الفلسطينية والقدس الشريف.
وقال أسامة حمدان، ممثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في لبنان، إن "محاولة الفلسطينيين المشاركة في المقاومة لها أبعاد عديدة". أحد هذه الأبعاد هو النشاط السياسي والإعلامي، لأن الفلسطينيين هم من لهم حق العودة، ويجب أن يكون هناك تعبير ضد الإرادة التي تسعى لإلغاء حق العودة وتقديم صورة للاجئين الفلسطينيين في العراق ولبنان وكأنهم نسوا العودة ومستعدون لاستبدال ذلك الحق بالهجرة هنا أو العيش هناك. وتابع: "هناك رهان على أن الجيل الجديد من الفلسطينيين، أو الجيل الثاني أو الثالث من الفلسطينيين المولودين في المنفى أو بعيدًا عن الوطن، ربما قد نسوا قضية فلسطين، أو قد يأخذهم العالم والشؤون العالمية في اتجاهات أخرى، لكن اتضح أن الفلسطيني مستعد دائما للمقاومة من أجل وطنه". وشدد مسؤول حماس: "ما يجري في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين واضح ومرئي، هناك برامج يومية لتعبئة وإثارة المشاعر الشعبية للفلسطينيين الذين ما زالوا ملتزمين بفلسطين، ما يعني أنك لست بحاجة للبدء من الصفر؛ ابدأ باللاجئين الفلسطينيين". وقال حمدان: "كان هناك من كان ينتظر هزيمة المقاومة، وكان هناك أيضًا من يتردد في دعم المقاومة، وكذلك من دعم المقاومة بمواقف سياسية وإعلامية، وربما إنسانية للغاية "؛ ولكن اصدقاءنا في جمهورية إيران الإسلامية ارتبطوا بالمقاومة حتى نهاية الخط، وقدموا الدعم المالي والعلمي والتكنولوجي، ومنذ البداية، قبل عقود، وليس قبل أشهر قليلة، دعموا المقاومة. وقال مروان عبد العال رئيس "جبهة الشعب" في لبنان إن "الذهاب إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية كان بمثابة إرسال رسالة قوية للشعب الفلسطيني مفادها بأننا أمة موحدة، وعلى الرغم من كل هذه السنوات من التشرد والبعد في بيروت، فإن الطريق الذي يقودنا إلى فلسطين لا يزال هو الطريق الوحيد الذي نعتقد أنه الطريق الأساسي لحل القضية الفلسطينية.
هنا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، رفعت لافتة النصر أمام الكاميرات الإعلامية، وعلقت صور القادة والشهداء على الجدران، فيما تبقى الرغبة الفلسطينية الأولى في حق العودة سارية.
وقال لاجئ فلسطيني: "لم تكن لدينا مشكلة، أردنا عبور الحدود، أردنا الدخول، انتصار المقاومة في فلسطين أعطانا الأمل في أن نذهب ونحرر فلسطين وسنقوم بذلك إن شاء الله". ورداً على سؤال: إذا بدأت الحرب من جديد، هل تواجه مشكلة في الدخول؟ وقال: "ليس لدينا مشكلة ، نحن ذاهبون إليه ولا نواجه أي مشكلة في هذا الصدد".
طالب لجوء آخر ردًا على سؤال "كيف رأيت المقاومة الفلسطينية وعملها؟" قال: "كان أداء المقاومة ناجحاً للغاية، 100٪، بارك الله في المقاومة، لم تجعلنا فخورين فحسب، بل أكثر من ذلك، لم نجد أحداً في أي دولة عربية مثل هذه المقاومة، وبوجود المقاومة في سوريا والمقاومة في لبنان، فإن ذلك سيخيف الإسرائيليين أكثر".
وقالت لاجئة: "قضيت أيامي هنا في لبنان، لكنني لم أجرؤ على القول إنني فلسطينية، لكني الآن أرفع رأسي وأقول إنني فلسطينية. أنا مثل المرأة الفلسطينية التي تضحي من أجل المقاومة رغم فقدانها لأبنائها وأسرها. وردا على سؤال "هل تأملين في العودة الى فلسطين؟" قالت: إن شاء الله نعود. إن مشاركة الفلسطينيين المقيمين في لبنان أو دول أخرى بمحاولة التسلل إلى حدود فلسطين المحتلة أو تعبئة وسائل الإعلام العالمية، تصطدم النظام الإسرائيلي هذه المرة بمعادلات جديدة وصعبة.
وتابع الفلسطينيون في المخيمات في الخارج انتصارات المقاومة الفلسطينية في الداخل لحظة بلحظة مع تأييدهم وموافقتهم على جميع قراراتها وإيمانهم بحق العودة.