الوقت- بعد شهر من انتهاء الحرب في قطاع غزة، لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني، كما أن الوضع الهش في المنطقة عزز إمكانية استئناف الأعمال العدائية.
انتهت الاشتباكات بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني بعد 12 يومًا، والآن مضى شهر تقريبًا على انتهاء الحرب، لكن اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المفترض توقيعه بوساطة الطرفين لم يبرم مع النظام الصهيوني، وبهذه الأعذار تسمع همسات بإمكانية استئناف الصراع، وقد يؤدي الوضع الهش في أي لحظة إلى حرب جديدة.
عرقلة الكيان الصهيوني
كما فعل النظام الصهيوني خلال حرب 2014 ورفض التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بعد انتهاء الصراع بأعذار مختلفة، ففي الحرب الأخيرة فعل الصهاينة الشيء نفسه، لأن اتفاق وقف إطلاق النار يحتوي على فقرات تمنع الصهاينة من مواصلة عدوانهم.
مجموعة من الملفات المنفصلة
يريد الصهاينة الآن إضافة قضية الأسرى الصهاينة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وجعلوا توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مشروطاً بالإفراج عن أسراهم الذين أسرتهم المقاومة منذ عام 2014 خلال حرب الـ 51 يوماً، ولم يتم تحريرهم حتى الآن. ربط الصهاينة هذه القضية المنفصلة، والتي ما زالت مستمرة منذ 2014 بقضية إعادة إعمار قطاع غزة، وقد ربطوا إعادة الفتح الدائم لمعابر قطاع غزة بتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، ويريدون الاستفادة من الوضع الحالي لإكمال قضية أسراهم المعلقة.
التعريف بالسلطة الفلسطينية كممثل في قطاع غزة
خطوة أخرى تدفع بوقف إطلاق النار الحالي إلى الانهيار هي محاولة تسليم السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية. وقال "وينسلاند"، المبعوث الأممي إلى قطاع غزة، الذي التقى مع قائد حماس "يحيى السنوار" في قطاع غزة يوم الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي وإسرائيل يريدان إعادة بناء قطاع غزة، وجلب الأموال القطرية، وإعادة فتح معابر القطاع والدخول والخروج، وسيتم تسليم البضائع إلى هذه المنطقة عبر السلطة الفلسطينية، وفي هذه الحالة فقط سيتم تنفيذ هذه الإجراءات. في غضون ذلك، صرحت حركة حماس، التي تعتبر التحرك الصهيوني تعديًا على قطاع غزة من قبل المحتلين، أنه ليس لديها مشكلة في تسليم إعادة إعمار قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، بشرط ألا يكون تحرك السلطة الفلسطينية بصورة فردية وأن يكون تحت إشراف دولي.
محاولة الصهاينة تغيير الردع وإمكانية استئناف الأعمال العدائية
ما يقوله الصهاينة هو أنهم يريدون تعطيل إدارة الشؤون في قطاع غزة بإدخال الحكم الذاتي، إذ يتم إدارة قطاع غزة الإدارة بالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة. إنهم يريدون جعل هذه الإدارة المتكاملة صعبة من خلال استقدام طرف فلسطيني لديه وجهة نظر معارضة لجماعات المقاومة، ومن ناحية أخرى، هناك مرتزقة في السلطة الفلسطينية يعملون لمصلحة الكيان الصهيوني. محاولات جلب السلطة الفلسطينية إلى القطاع هي محاولة لتعطيل الإدارة المتكاملة لقطاع غزة من خلال التلاعب بقوة الردع المشتركة. غيرت فصائل المقاومة ردعها لصالحها بفرض مطالبها على الكيان الصهيوني في معركة "سيف القدس"، فله وجهة نظر مقاومة، وليس لديها نية لخسارة منجزاتها الآن.
لقاء مجموعات المقاومة
من خلال فحص الوضع الحالي، تسعى مجموعات المقاومة إلى دفع الكيان الصهيوني إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بقرار موحد يمكن فرضه على الصهاينة، وتهديده ببدء صراع جديد إذا لم يفِ بالتزاماته. نجاح هذا النوع من العمل تجاه الكيان الصهيوني يثبت مرة أخرى للجميع أن المقاومة وحدها هي القادرة على إقناع الصهاينة بضرورة الالتزام بتعهداتهم ووقف العدوان.