الوقت- الحلف المتآمر علی سوريا کثيرا ما حاول التشكيك في إستمرار دعم إيران وروسيا وحزب الله لحكومة الاسد، واراد من خلال هذه التشكيكات إضعاف معنويات الرئيس السوري بشار الأسد وجيشه الذي يقاوم الإرهاب، وقبل ذلك، إضعاف معنويات الشعب السوري، بانه لا فائدة من المقاومة. وفي مقابل ذلك، أكد حلفاء النظام السوري علی الدوام أن دعمهم لسوريا لا يمكن أن يتوقف وأن الإغراءات الإقتصادية والتهديدات العسكرية لايمكنها أن تبعد روسيا وإيران وحزب الله عن دعم سوريا حتی القضاء علی الجماعات الإرهابية، والمجموعات التي لا تؤمن بالحوار وتؤكد علی الحل العسكري. وفي هذا السياق شنت وسائل الاعلام العربية حملة إعلامية واسعة بعد توقيع الإتفاق النووي بين إِيران ومجموعة "5+1"، زاعمة أن إيران ستتخلی عن الأسد وذلك ثمنا لرفع العقوبات الإقتصادية عنها. كما روجت وسائل الإعلام هذه، أن روسيا باتت توافق علی رحيل الأسد وذلك طمعا بالحصول علی مصالح إقتصادية ضخمة، من قبل السعودية. إذن بعد ثبوت عدم حقيقة «المساومة» علی سوريا من قبل روسيا وإيران، كيف سيكون مستقبل سوريا؟
من تابع الإعلام العربي بعد توقيع الإتفاق النووي من قبل إيران والمجتمع الدولي، يتذكر ذلك الكم الهائل من المقالات والتحليلات والبرامج التي نشرت من قبل هذه الوسائل الإعلامية، وكان فحواها أن إيران ستترك الرئيس السوري وجيشه لوحدهما في ساحة المعركة، إرضاءً للغرب لرفع العقوبات الإقتصادية التي أضعفت الإقتصاد الإيراني بشكل غير مسبوق. لكن ليس لم تترك إيران حليفها الأسد في سوريا فحسب، بل زادت من مستشاريها العسكريين و نشاطهاتها العسكرية، لدعم الجيش السوري، فضلا عن إستمرار دعمها السياسي والإقتصادي لسوريا بشکل متواصل.
وبالاضافة الی ذلك، اختبرت إيران في الأيام الماضية جيلا جديدا من الصواريخ البالستية وبالتحديد إختبار صاروخ «عماد»، الذي يمكن التحكم به منذ إنطلاقه حتی إصابة الهدف بدقة، وذلك خلافا لما تتمناه الدول الغربية الموقعة علی الإتفاق النووي مع إيران، والتي تبذل جهودا جبارة للحيلولة دون نمو الصناعات العسكرية الدفاعية الإيرانية. هذا الإختبار الصاروخي من قبل إيران يؤكد من جديد أن إيران لا تساوم علی قدراتها الدفاعية وحلفائها الإقليميين خاصة سوريا وحزب الله والعراق.
وبالاضافة الی إيران، أثبتت روسيا أن لا أحد يستطيع صدها عن مواصلة دعمها لحليفتها سوريا، علی الاطلاق. حيث دعمت موسكو دمشق عسكريا وإقتصاديا وسياسيا في المحافل الدولية واستخدمت حق النقض (الفيتو) مرات عديدة لابطال مشاريع قرارات أمريكية ضد سوريا. وهذه طبعا كانة البداية في الدعم الروسي لسوريا، حتی رأينا في الـ 30 من أيلول الماضي التدخل الروسي العسكري الحازم في سوريا، دعما للحكومة السورية في مواجهة الإرهاب. حيث تمكن الجيش السوري من خلال التغطية الجوية التي قدمتها المقاتلات الروسية، التقدم في العديد من الجبهات خاصة في حلب. وصرح وزير الدفاع الروسي «سيرغي شويغو» الیوم، حسب ما نشر موقع «روسيا الیوم» أنه لا يمكن لروسيا أن تسمح بتنامي الخطر الذي يمثله تنظيم داعش الإرهابي ولذلك فإنها ستواصل دعم السلطات السورية الشرعية . مؤكدا أن «القوات السورية بفضل الدعم العسكري الروسي انتقلت من الدفاع إلى الهجوم وحررت جزءا من الأراضي التي سبق لتنظيم داعش الإرهابي ان استولى علیها».
وفي مقابل هذا الدعم المتماسك من قبل حلفاء سوريا، لهذه الدولة، نری رخاوة واضحة في دعم الجماعات الإرهابية من قبل داعمي هذه الجماعات، وذلك بسبب فشل هذه المجموعات في اسقاط الحكومة الشرعية السورية، بعد مايقارب 5 أعوام من القتال المتواصل. لا بل أصبحت الدول الداعمة للإرهاب في سوريا كـ تركية والسعودية، تشعران بعدم مقدرتهما علی مواصلة دعمها المالي واللوجستي لهذه المجموعات التي لا تحقق إنتصارات علی الأرض. وفي هذه الاثناء نقلت «رويترز» عن مسؤولان كبيران في الحكومة التركية يوم أمس (الثلثاء) أن أنقرة ستقبل حكومة إنتقالیه في سوريا يترأسها الرئيس بشار الأسد لفترة 6 أشهر. هذه الليونة من قبل تركيا وقبلها رأينا مثلها من قبل السعودية، تدل علی أن أعداء سوريا باتوا يعترفون رسميا بفشلهم في الحرب علی سوريا، وأصبحوا يبحثون عن مخرج يحفظ ماء وجوههم للخروج من المستنقع السوري.
واخيرا لابد من القول أن بقاء الاسد في رأس السلطة في سوريا رغم أنه كان بسبب الدعم المباشر لسوريا من قبل إيران وروسيا وحزب الله وكذلك فشل البترو دولار السعودي وفشل الدعم اللوجستي والعسكري الأمريكي والتركي والقطري للإرهابيين، إلا أن الدعم الشعبي الذي يتلقاه الرئيس السوري من شعبه، كان هو العامل الرئيسي بالاضافة الی صمود جيش سوریا الاسطوري، الذي مكنه من البقاء في رأس السلطة بعد حوالي 5 أعوام من بدء الأزمة الطاحنة في سوريا. إذن نتيجة لهذا الدعم المتواصل من الحلفاء والشعب السوري لنظامه، أصبحنا نری بوضوح التصدع في المحور المعادي لسوريا ومزيدا من الإنتصارات للحلفاء.