الوقت- وصل التطبيع بين الامارات والكيان الصهيوني إلى مراحل حساسة فبعد التطبيع السياسي والاقتصادي وصل الأمر إلى التطبيع العلمي حيث عقد في 24 يناير 2021 اجتماع افتراضي بين وزارة التعليم الاماراتية ونظيرتها الاسرائيلية وبحثوا التعاون في عدة مجالات منها تبادل وفود طلابية ورعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين والقيام بدراسات أكاديمية مشتركة بين الطرفين. وأبدى المشاركون في هذا الاجتماع رغبتهم في تشكيل فريق مشترك لتطوير العلاقات في مجال التعليم.
أبرز رفض إماراتي رسمي للتطبيع
المثير للانتباه في الموضوع هو قيام زوجة حاكم إمارة الشارقة التي تعد إمارة الثقافة وإمارة العنفوان والرقي والإسلام بانتقاد هذا الاجتماع والتطبيع حيث هاجمت الشيخة جواهر زوجة الشيخ سلطان أمير إمارة الشارقة عبر تغريدة لها في تويتر هذا التطبيع وقالت: "إن مناهجهم توصي بقتل العربي واغتصاب أرض العربي".
وبعد توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والكيان الإسرائيلي تداولت بعض الحسابات الخليجية على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً عن رفض حاكم الشارقة لاتفاق التطبيع، ولكن هذه الأخبار لم تؤكدها جهات رسمية ولم تعلق عليها. ولكن هذا الرد من زوجة الشيخ سلطان ربما يؤيد هذه الأخبار.
تعد تغريدة القاسمي، أبرز اعتراض ورفض صريح يخرج من دوائر الحكم في دولة الإمارات، التي أعلنت إقامة علاقات رسمية مع الكيان الصهويني قبل نحو 4 شهور، وسط رفض فلسطيني وانتقادات محلية وعربية واسعة.
وأعقبت جواهر القاسمي تغريدتها بعبارة أخرى هي "أعانكم الله على أنفسكم"، دون توضيح المقصود منها، كما قامت بإعادة نشر تغريدة لمرشد سياحي للتاريخ الأندلسي يدعى "أحمد"، ذكر فيها تاريخ وزير التعليم الصهيوني يوأڤ غالانط.
والذي قال في تغريدته: "من هو وزير التعليم الإسرائيلي يوأڤ غالانط: هو أحد الجنرالات الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل".
وتابع: "شارك بقتل حسن سلامة في بيروت عام 1979، قائد عملية اقتحام مخيم جنين، والتي أدت لمقتل العشرات من الفلسطينيين العزل، وعملية عناقيد الغضب ضد لبنان (مجزرة قانا اللبنانية) عام 1996".
وحظيت تغريدات الشيخة جواهر، بتفاعل المئات من رواد منصة " تويتر"، والتي تركز معظمها على التأييد والإشادة بمواقفها الوطنية وشجاعتها في التعبير عن رأيها
وفي 2013، تم اختيار الشيخة جواهر القاسمي من قبل الأمم المتحدة كأول مناصرة بارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الإمارات، لـ"سجلها الحافل في مجال الأعمال الإنسانية ودعم المجتمع وتمكين المرأة".
استنفار أمني واستخباراتي إماراتي منذ التطبيع
بعيد اتفاق التطبيع استنفر جهاز أمن الدولة في الإمارات خلاياه الأمنية بغرض رصد أي محاولة انتقاد داخل الإمارات سواء في المجالس الخاصة أم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بغرض قمعها فوراً وفرض حالة من الإرهاب المسبق لمنع أي احتجاجات.
كما أشارت بعض المصادر الحقوقية عن اعتقالات سرية شنها النظام الحاكم في دولة الإمارات بعيد التطبيع على خلفية معارضة اتفاق العار بين أبوظبي وإسرائيل.
وقالت هذه المصادر إن الاعتقالات طالت مواطنين إماراتيين تحدثوا في مجالس خاصة وشاركوا على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف ضد اتفاق عار التطبيع.
وأضافت المصادر إن الاعتقالات استهدفت كذلك العشرات من العرب ولاسيما فلسطينيون وأردنيون بعد أن عبروا عن استيائهم من تورط أبوظبي في مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
كل هذه الأحداث كانت تحدث سراً داخل الإمارات أو عن طريق شخصيات إماراتية معارضة مقيمة خارج الدولة والتي تعتبر أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي يعد “خيانة للأمة والشعب”، مشيرين إلى أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي “وصمة عار في جبين النظام الذي سينتهي به المطاف في مزبلة التاريخ.
ولكن الجديد في الأمر أن الانتقاد الأخير الواضح والعلني جاء من داخل نظام الحكم في الإمارات فهل ستسبب هذه التغريدة أزمة بين شيوخ الإمارات وحكامها؟ وهل ستكون هذه التغريدة هي فتيل الانقسام في الأسرة الحاكمة لدولة الإمارات؟ وهل سيعاقب حكام الإمارات الشيخ سلطان وزوجته والذي عرف عنه دعم القضية الفلسطينية منذ مساندته لثورة فلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي؟
الأيام القليلة الآتية ستشهد تحركات رسمية إماراتية من أجل تهدئة الأمور وكتمانها والتستر على هذه الانقسامات في المواقف من التطبيع مع الكيان الصهيوني.