الوقت-نقل الكاتب رون ساسكيند عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين في إدارة الرئيس دونالد ترامب تخوفهم من قيام الأخير بتشجيع الأعمال التخريبية التي من شأنها أن تتحول إلى اشتعال الوضع، وبالتالي قيام ترامب باستدعاء الجنود الأميركيين، وذلك على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، نقل الكاتب عن مسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أنه يجري الاستعداد لمواجهة تحديات كبيرة على صعيد إنفاذ القانون تستمر على الأرجح لأسابيع أو أشهر، وأن الوضع يبدو "مخيفا جدا".
وبحسب الكاتب، فقد أبدى مسؤولون حاليون وسابقون في إدارة ترامب -يعملون في المجال الاستخباري والقانوني والأمني- تخوفهم من أن يستغل ترامب سلطة الحكومة من أجل بقائه رئيساً أو لوضع شروط لصالحه لخروجه من البيت الأبيض.
مسؤول استخباراتي رفيع سابق، قال إن أداء ترامب في المناظرة الأولى مع منافسه جو بايدن يعكس شخصه الحقيقي، وأن التسلط والتهكم ومقاطعة الآخرين تعكس بالفعل شخصية ترامب.
الكاتب قال إن ترامب عيّن موالين له في منصبي وزير العدل ومدير أجهزة الاستخبارات الأميركية، وإن وجود شخصيات موالية له في هذين المنصبين يُعدّ في غاية الأهمية بالنسبة إليه، لأن ذلك قد يسمح له بالاستفادة من الاستخبارات والقضاء في إطار سعيه لتحقيق غاياته السياسية.
وفي مقالة نشرها موقع معهد بروكينغز، أشار الكاتبان دانيال بيمان وكولن كلارك إلى ازدياد خطر حدوث أعمال العنف في الولايات المتحدة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وحذرا من أن مساعي أجهزة إنفاذ القانون وشركات وسائل التواصل الاجتماعي وغيرهم من أجل حفظ السلم قد لا تكون كافية.
الكاتبان شددا على أهمية ما سيقوم به ترامب لأن سجله ليس مشجعاً، وقالا إن ترامب ومناصريه يصرّون على تسليط الضوء على مجموعات مثل "انتيفا" و"حياة السود مهمة"، بدلاً من توفير الغطاء للأجهزة الأمنية لملاحقة الجماعات الأكثر عنفاً مثل تلك المعادية للحكومة وجماعات العنصريين البيض.
ورجّح الكاتبان حدوث أعمال عنف، واعتبرا أن أحد أكبر التحديات قد يكون منع تصعيد حدة العنف بشكل يؤدي لمقتل أعداد أكبر وتعطيل أكبر للعملية السياسية. كما وصفا "المزاج الوطني" في الولايات المتحدة بالمظلم واتهما ترامب بتأجيج الوضع.
ونبه الكاتبان إلى أن جماعتي "كانون" و" ذي اوث كيبرز" ألمحتا إلى إمكانية اللجوء للعنف في حال خسارة ترامب، كما أشارا إلى حالة استقطاب حادة داخل المجتمع الأميركي بحيث ينظر أحياناً إلى من يصوت للطرف الآخر على أنه عدو وخائن.
الكاتبان حذّرا من تزايد عدد "المتطرفين المحتملين" خلال فترة انتشار وباءكورونا، ونبّها إلى إمكانية حدوث سيناريو "التطرف المتبادل" بين معسكري اليسار واليمين في حال لم تكن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية حاسمة.
ولفت الكاتبان إلى أن مبيعات الأسلحة النارية والذخيرة في الولايات المتحدة بلغت مستويات قياسية هذا العام، وإلى ارتفاع عدد "الفحوصات الأمنية" لمن يريد شراء سلاح ناري بنسبة 80% مقارنة مع العام الماضي بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي.
وحذّر الكاتبان من أن الوضع داخل الولايات المتحدة اليوم يشبه برميل البارود بشكل ربما يكون غير مسبوق منذ أواخر حقبة الستينيات.