الوقت- جاهداً يسعى رئيس الوزراء الصهيونيّ، "بنيامين نتنياهو"، للتغطية على فضائح فساده والتظاهرات التي وصلت نيرانها إلى عقر داره، من خلال حرف انتباه الرأيّ العام الإسرائيليّ، للهروب من الأزمات الداخليّة وتخفيف الاحتقان الشعبيّ داخل الكيان، وهذا لن يتم إلا عن طريق تصدير أزمات الداخل الإسرائيليّ، وإنّ القصف الذي نفذته طائرات الاحتلال الغاشم ضد عدة نقاط في وسط وجنوب قطاع غزة، قبل يومين، أكبر برهان على ذلك.
تصدير الأزمات
وصلت الرسالة التصعيديّة الإسرائيليّة من خلال عمليات القصف الإجراميّة بوضوح، بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، فالجميع مُجمع على أنّ الكيان الصهيونيّ لا يريد من هجومه على الأبرياء والمقاومين في غزة، سوى تغييب الأزمات الداخليّة للهروب قضايا فساد نتنياهو والالتفاف على مطالب المتظاهرين الذين حولوا حياة رئيس الوزراء الصهيونيّ إلى جحيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وفي هذا الصدد، بيّن المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، "فوزي برهوم"، أنّ قصف واستهداف العدو الصهيونيّ لمواقع المقاومة في غزة، ما هو إلا رسالة تصعيد وعدوان همجيّ، لتصدير أزمات "بنيامين نتنياهو" الداخليّة إلى الأهالي في قطاع غزة، وحرف الأنظار عما يجري داخل كيان الاحتلال من تطورات وأوضاع سياسيّة متفاقمة، بحسب مواقع إخباريّة.
ومما ينبغي ذكره، أنّ حركة "حماس" علقت على عمليات القصف التي نفذتها طائرات الاحتلال الغاشم ضد عدة أهداف في وسط وجنوب قطاع غزة، معتبرة أنّ الكيان الصهيونيّ يهدف من عمليّة قصف مواقع بقطاع غزة إلى تصدير أزماته الداخليّة، وأشارت حماس في بيان، أنّ استهداف الاحتلال لمواقع المقاومة في غزة يعدُ رسالة تصعيد وعدوان.
ومن الجدير بالذكر، أنّ مقاتلات حربيّة وطائرات بدون طيار تابعة للعدو الصهيونيّ، فجر الاثنين المنصرم، قصفت بعدة صواريخ، أرضاً زراعيّة في منطقة "القرارة" بمحافظة خانيونس، ومن ثم قصفت طائرات الاحتلال الغاصب بأربعة صواريخ موقعاً عسكرياً تابعاً لـ "لجان المقاومة الشعبيّة"، غرب محافظة رفح جنوبيّ القطاع، بحسب وكالة الأناضول.
رسالة إسرائيليّة فاشلة
واضح جاء رد حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، التي شددت في بيانها على أنّ المقاومة الباسلة تعي جيداً طبيعة ما يخطط ويفكر به الاحتلال الغاصب، موضحة أنّها تدرك آليات التعامل معه، فيما لفتت إلى أنّها لن تسمح للكيان الصهيونيّ بأن يحول قطاع غزة إلى مسرح لتصدير أزماته الداخليّة، مبيّنة في الوقت ذاته أن سياستها في التعامل مع العدو ستبقى منسجمة إلى أبعد الحدود مع امتداد الحالة النضاليّة للشعب الفلسطينيّ.
في غضون ذلك، يتظاهر آلاف الإسرائيليين باستمرار منذ أكثر من شهرين، وأحياناً أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد، للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الصهيونيّ، "بنيامين نتنياهو"، بسبب محاكمته في عدة قضايا فساد تتضمن تهم الرشوة و الاحتيال وخيانة الأمانة العامة، كما يحتج المتظاهرون على طريقة التعاطي الفاشل لحكومة نتنياهو مع أزمة فيروس كورونا المستجد.
كذلك، يُصر المتظاهرون الإسرائيليون على الاحتجاج ضد حكومة نتنياهو ويسعون للإطاحة بها، ورغم الانتشار المخيف لفيروس كورونا، إلا أنهم مصممون على التواجد في مظاهرات ربما تصل أحياناً إلى 100 ألف مشارك بالقرب من منزل نتنياهو والبرلمان الإسرائيليّ، كما فتح بعض الإسرائيليين دعاوى حقوقية ضد نتنياهو، بسبب تصاعد أزمة البطالة وضعف الاقتصاد بشكل متزايد.
خلاصة القول، أصبحت أساليب حكومة العدو الصهيونيّ قديمة للغاية، فالمقاومة الإسلاميّة معتادة على منهج العدو وطريقة التعامل معه، والإسرائيليون لا يعرفون أحداً أكثر من نتنياهو وفساده وخيانته، وبذلك أصبح رئيس الوزراء الصهيونيّ بين نارين، الأولى تتمثل في الغصب الشعبيّ المتصاعد بسبب احتياله وسوء إداراته للكيان، والثانية هي عدم قدرته على الدخول في حرب ربما تمتد إلى أبعد بكثير من غزة، حيث أنّ القصف الإسرائيليّ الجبان على القطاع قبل أيام لا يمكن اعتباره إلا رسالة فاشلة ستجلب متاعب جديدة لنتنياهو الذي أصبح محيط منزله ساحة للتظاهرات العارمة المنددة بسياساته والمطالِبة برحيله.