الوقت-و َرَدَ من شمال العاصمة العراقية بغداد أن الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي ما زالت موجودة في منطقة الطارمية المهمة والاستراتيجية، وأنّ تحركاتها في هذا المحور، ترصدها قوات المخابرات العراقية، وخلال الأيام الماضية، شنّ مقاتلو الحشد الشعبي (اللواء 42 ، وحدة الأمن والمدرعات) إلى جانب قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية والقوات المشتركة لقيادة عمليات بغداد، وبدعم من القوات الجوية للجيش، عملية لتحديد العناصر المخفية في داعش.
وبحسب آخر المعلومات، فإن عمليات البحث الدقيق والتحقيقات الميدانية التفصيلية لا تزال جارية من قبل القوات العراقية في منطقة الطارمية، وتمّ التعرف حتى الآن، على عدد من إرهابيي داعش وإلقاء القبض عليهم.
وبحسب مصادر ميدانية، تمكّنت القوات العراقية من كشف ومصادرة بعض الأسلحة خلال هذه العمليات، كما تمّ التعرف على ملجأ لعناصر داعش الإرهابية وتدميره أثناء عمليات التفتيش والبحث في منطقة الطارمية.
كما تمّ اكتشاف قاعدة عسكرية كبيرة تحت الأرض وهو إنجاز آخر يُحسب للقوات العراقية في تأمينهم لمنطقة الطارمية الملوّثة بالإرهابيين، وكان هذا التنظيم الإرهابي قد قام بتحويل القاعدة إلى مركز لتدريب عناصره والتخطيط لضرب القوات العراقية.
الطارمية هي البوابة الشمالية للعاصمة بغداد، ومن ناحية أخرى هي بوابة لمحافظة صلاح الدين من المحور الجنوبي، وقد ضاعف هذا الأمر أهميتها، وهي ملوثة حالياً بالعناصر السرية لداعش.
ترتبط منطقة الطارمية بمدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى من الشرق، ومدينتي بلد وسامراء في محافظة صلاح الدين من المحور الشمالي الغربي، وتشترك في الحدود مع محافظة الأنبار من المحور الغربي، ما جعلها موقعاً جغرافيّاً مميّزاً لتنظيم داعش لمواصلة أنشطتها الإرهابية.
وخلال السنوات الأخيرة، قام تنظيم داعش الإجرامي، بالتعاون مع بعض السكان المحليين، بتحويل منطقة الطارمية إلى مكان مناسب لتدريب عناصره وتعزيزهم، ومن هذا المحور عمل على زعزعة استقرار الجزء الشمالي من العاصمة بغداد.
وبحسب المعلومات الوردة، فإن بعض التيارات السياسية العراقية، إلى جانب المحور الغربي- العبري-العربي (بقيادة الأمريكيين) تدعم أنشطة تنظيم داعش الإرهابية في منطقة الطارمية في شمال العاصمة بغداد.
وبحسب مصادر ميدانية، حاولت خلايا داعش النائمة حتى الآن التسلل إلى العاصمة من منطقة الطارمية على عدّة مراحل، ولكن صدّ القوات العراقية لهذه المحاولات جاء في الوقت المناسب، وأفشل بذلك جميع مساعيهم ولم يحقق الإرهابيون أهدافهم.
كما لا ينبغي أن ننسى أن صعود قدرة الخلايا النائمة لداعش في منطقة الطارمية، المعروفة بكونها الغدّة السرطانية لشمال بغداد، هو بمثابة تحدٍّ أمني لجزء كبير من المناطق المركزية في العراق (أجزاء من الأنبار وصلاح الدين وديالى وبغداد).
كما أنّ التيارات والأحزاب السياسية التي تسعى لزعزعة استقرار وسط العراق عن طريق وضع العصا في دولاب القوات الأمنية، تحاول منع القيام بعملية واسعة النطاق لتطهير الطارمية، حيث يرومون إلى شراء الوقت لخلايا داعش النائمة في هذه المنطقة.