الوقت- صرح "فرامرز تمنا" ، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأفغانية ، في مقابلة حصرية مع موقع الوقت التحليلي ، بأن طالبان لديها خلافات أعمق مع الحكومة الأفغانية من الولايات المتحدة الامريكية ، وبالتالي لا يمكن التفاؤل بأن تقوم هذه الجماعة بالمصالحة مع الحكومة الأفغانية على المدى القصير ، وأشار فرامرز تمنا ، إلى تقرير الأمم المتحدة الأخير حول علاقة طالبان بالقاعدة ، إنه على الرغم من تعهد طالبان للولايات المتحدة الامريكية بقطع العلاقات مع بعض الجماعات ، ولكن طالبان لم تقطع علاقاتها مع هذه الجماعة بعد.
وتعليقًا على تقرير الأمم المتحدة الأخير عن علاقة طالبان بالقاعدة ، قال فرامرز تمنا للوقت: إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان يستند إلى التزام طالبان بقطع علاقاتها مع الجماعات المسلحة الأخرى ، وقبلت طالبان بهذا الموقف الأمريكي.
وأضاف تمنا بالقول: "اما عن انهاء طالبان لعلاقاتها مع الجماعات الأخرى أم لا ، فإنني أشك شخصيا في هذا الامر ، حيث أنه من الطبيعي ان تكون لهذه الجماعات أهداف مشتركة".
وصرح المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأفغانية فيما يتعلق بتأثير تقرير الأمم المتحدة هذا على المحادثات الأفغانية- الأفغانية قائلاً: "بالنظر إلى أن المحادثات بين الولايات المتحدة الامريكية وطالبان مشروطة بقطع علاقات طالبان مع الجماعات الأخرى ، بما في ذلك القاعدة ، فأعتقد أن هذا الامر لن يكون له تأثير على المحادثات الأفغانية- الأفغانية لأن هذا الامر لا يعد تقدماً من جانب الحكومة الأفغانية ، ولا نعتقد نحن أنه يمكن قطع العلاقة بين طالبان والجماعات الأخرى بسهولة.
وفي معرض جوابه على سؤال ، إلى أي مدى استند تقرير الأمم المتحدة على الحقائق وما هي البيانات التي استندت عليها؟ فأجاب تمنا: "من الطبيعي أن تكون تقارير الأمم المتحدة مبنية على أساس الأدوات الموجودة تحت تصرفها ، أي أن لديهم نفس الأدوات اللازمة للعثور على أدلة في الساحة الدولية ، لذلك ، سواء كانت ذات مصداقية أم لا ، فإن منظمة الأمم المتحدة هي مؤسسة دولية معتبرة ، والتقارير التي تنشرها موثوقة ودقيقة ؛ وعلى الرغم من أن هذه المصداقية لم تكن دائمًا دقيقة بنسبة 100 ٪ ، إلا أنها كانت تتضمن نسبة عالية من الدقة ، وهذا هو السبب في أنه من المرجح جدًا أن يكون هذا التقرير ذو مصداقية ، ومن المنطقي افتراض أن طالبان مرتبطة بمجموعات أخرى.
وحول دور الدكتور عبد الله وتأثيره على محادثات السلام ، قال فرامرز تمنا: "يجب النظر إلى قضية السلام الأفغانية ووجود الدكتور عبد الله في هذه القضية وتأثيره عليها من منظورين مختلفين ، الأول هو تشكيل المجلس الأعلى للمصالحة ، والذي تم إنشاؤه داخل هيئة مركزية ومتناغمة داخل الحكومة الأفغانية والذي تعمل على توطيد أسس السلام ، وهذه تعد خطوة إيجابية."
وأردف بالقول: "ان المسألة الثانية هي أن الدكتور عبد الله نفسه هو شخص مؤثر ولديه قدرات شخصية وفريق جيد لدفع محادثات السلام للأمام ، لكن هذا ليس هو الموضوع الأساسي ، الشيء الرئيسي هو أن طالبان ليست مستعدة للتحدث مع الجانب الأفغاني حتى الآن ، ولم تكن هناك مشكلة هيكلية أبدًا ، أي انه لماذا لم يكن مثل هذا الشخص في هيئة الوفد المفاوض أو أي هيكل غير موجود في الحكومة الأفغانية ، ولم تمنع هذه القضايا أبدًا المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان."
واستطرد الدكتور تمنا بالقول: ان قضية السلام هي قضية جوهرية أكثر من ذلك ، ونأمل أن يتمكن الدكتور عبد الله ، بقدراته وإمكاناته الشخصية وتأثيره الاجتماعي ، من تسهيل المحادثات الأفغانية- الأفغانية والمساعدة في جذب طالبان الى طاولة التفاوض من خلال شبكات وقنوات محددة.
وتعليقًا على بدء المحادثات الأفغانية- الأفغانية ، قال تمنا: "أعتقد أن المحادثات الأفغانية- الأفغانية أكثر تعقيدًا واستهلاكًا للوقت من المحادثات بين الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان ، لذا علينا الانتظار بعض الوقت ، وأنا شخصياً لست متفائلًا جدًا بأنه يمكننا صنع السلام على المدى القصير ، حيث ان الاختلافات بين طالبان والحكومة وشعب أفغانستان هي أعمق بكثير من الخلافات بين الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان.
وأشار تمنا إلى بعض الخلافات بين طالبان والحكومة الأفغانية ، قائلاً: "إن قضية المشاركة في السلطة ، والقضية الإيديولوجية ، وقضية الهوية والقيم ، ووجهات نظر المخابرات حول هذه القضية ، جميعها تسير جنبًا إلى جنب حتى تصبح عملية الحوار الأفغاني- الأفغاني صعب وغير مجدي على المدى القصير."
وفي الختام ، قال الدكتور تمنا بأنه ينبغي على الأفغان التفاؤل في مستقبل محادثات السلام والمحادثات الأفغانية- الأفغانية ، مضيفاً انه يجب أن تؤخذ الخلافات بين طالبان والحكومة في عين الاعتبار ، ومن هذا المنظور ، يجب أن ننتبه إلى المحادثات الأفغانية- الأفغانية ، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نشعر باليأس ، فنحن بحاجة إلى المزيد من العمل ، وينبغي على الأفغان النظر إلى الأمور من وجهة نظر مسؤولة وبعيدة النظر ، ويجب على المواطنين في البلد الجلوس معًا وسد الفجوات التي بينهم بحيث تنتهي الامور لصالح أفغانستان والشعب الأفغاني.